ليست المطربة الأولى التي تتزوج، طبعاً. لكن الغبار الكثيف الذي أحاط بزواج المطربة نجوى كرم، في الاعلام، وفي ردود الفعل العائلية عليه، أوجد حالة من الريبة والضبابية، وكاد يرمي في الأذهان ان ما فعلته نجوى كرم كأنما هو اختراق أو بركان أو معجزة! بينما المسألة كلها عند نجوى كرم، صاحبة العلاقة المباشرة بما جرى، لا تتعدى كونها امرأة أحبّت. وحين يحاصر الحب أهله يدفعهم الى المغامرة. ونجوى ترى أنها غامرت لا في موضوع الزواج بحد ذاته، بل في موضوع اختيار المتعهد يوسف حرب المشرف على حفلات كبار المطربين اللبنانيين في أميركا وكندا، كونه ينتمي الى دين غير دينها، وكونه، فضلاً عن ذلك، متزوجاً وله ثلاث بنات صغيرتهن في الشهر الثامن. وهذا هو مكمن الضعف الذي أحدث جلبة غير طبيعية في حياة نجوى الشخصية والفنية والعائلية. وتفاصيل "الخطيفة" لم تعد جديدة، فمن كَتْبِ الكتاب في مدينة صيدا الى كندا، الى اندلاع الكلام سلباً وايجاباً في بيروت، الى تدخل وسطاء الخير المقربين والأقربين، الى عودة نجوى الى بيروت برفقة زوجها يوسف حرب وإقامتهما في منزل نجوى الوالدي بعد مصالحة تمت في منزل العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري بين نجوى ويوسف من جهة وأهل نجوى وأشقائها من جهة أخرى بمسعى ودّي من السيدة أم فراس طلاس التي تعتبر نجوى في مكانة بناتها كما تقول. وبعد هذه المبادرات التي أنهت الإشكال صوَّرت نجوى لمحطة "أل بي سي" مقابلة ظهر فيها الزوج يوسف حرب في صُوَر عدة فوتوغرافية مع نجوى وعائلتها في حالة صفاء وأمان، ثم سافرت مجدداً الى كندا برفقة يوسف معلنة أنها ستعود الى بيروت للبدء بتنفيذ مجموعة من الحفلات التي تمّ الاتفاق عليها. تقول نجوى: لماذا يرى المجتمع حُبَّ أي فتاة لشاب تختاره باقتناع، أمراً عادياً، بينما عندما تحب الفنانة تصبح المسألة مدعاة أخذ وردّ، وقبول ورفض، وشائعات وهموم لا تحد؟ لقد أحببت يوسف حرب، وأنا أعرف كل تفاصيل حياته، وهو يعرف من أنا عن كثب، وفي قلبه حبّ لا يوصف لي. كل شروط العلاقة الصادقة كانت متوافرة بيني وبينه، فلماذا نترك لبعض العراقيل أن تؤخّر عواطفنا وعقلنا معاً. اخترنا، وقررنا، وعشنا مسؤولية القرار، وأنا وهو الآن زوجان يجمعنا بيت وحب وأحلام كبيرة... يوسف حرب، زوج نجوى، والذي لا يحب الكلام للصحافة، تستطيع أن ترى ببساطة، في ملامحه، وانفعالاته، حبه لنجوى، ويقول: - لقد فوجئت بتلك الشائعات القاتلة التي كانت تريد أن تدمّر حياتي مع نجوى من بدايتها، كما تريد أن تدمّر حياتي المهنية. أنا من الأشخاص الثقات لدى كل المطربين والمطربات الذين تعاملتُ معهم وتعاملوا معي بأقصى قدر من الالتزام المهني الرفيع، فكيف تشحذ المخيلات المغرضة أسنانها لتغرزها في صورتي كمتعهد حفلات وكرجل أعمال لدي مشارعي الكثيرة في المهجر؟ ويضيف يوسف حرب: أحببت نجوى كرم حباً في غاية الصدق والعفوية. لم أنظر يوماً الى انها فنانة من نجمات العرب الكبيرات، ولم ألتفت الى أي أمر غير العاطفة النبيلة بيني وبينها، ومع ذلك قيل عني أشياء لا يقبلها عقل كل من يعرفني على حقيقتي. لا بأس... انها حملة بدأت تهدأ، وبدأ ينقشع الجو أمام الجميع، وأعتقد اننا، نجوى وأنا، سنثبت أننا زوجان يربطنا بعضنا ببعض حبّ هو بالفعل حب العمر كله... ونجوى التي اعتادت الشائعات ولا سيما بعد تلك الشائعة اللئيمة التي حاولت الاساءة الى وجدانها الايماني، في العام الماضي، تعتبر كل ما جرى، أو معظم ما جرى أخيراً ليس أكثر من محاولات جديدة في الاساءة اليها، وهي لن تعير ذلك اهتماماً، وستنصرف الى عملها الفني وشريطها الأخير الذي وُضع في التداول قبل أسبوع من عملية "الخطيفة"... وهل صحيح أن الشريط الأخير "عيون قلبي" أُصيب وجرح في زواج نجوى بعد توقف الحملة الاعلانية المرافقة له؟... تجيب نجوى ان التأثر سلباً حصل بالفعل، غير انه عادي جداً وليس كبيراً، وهناك حملة اعلانية جديدة ستنطلق لشريط "عيون قلبي" من أجل اعادته الى الحيوية لدى الجمهور. وقد علمت من الشركة المنتجة ان المبيعات ازدادت بوضوح في الأسبوعين الأخيرين، وخصوصاً بعد هدوء الأجواء حول زواجي. وقد تلقيت ردود فعل ايجابية كثيفة حول "فيديو كليب" "عيون قلبي" الذي ابتكرت فيه فكرة تصوير "فيديو كليب" واحد يجمع مطالع كل أغنيات الشريط في عملية توليف جديدة أيضاً تولاّها ملحن غالبية أغنياتي الجديدة الفنان عماد شمس الدين... هذا "الفيديو كليب" - تضيف نجوى - سوف يتحوّل الى مثال يحتذى لدى غالبية زملائي وزميلاتي لأنه يُتيح للمشاهد التلفزيوني أن يرى ويسمع "كل" الشريط عبر كل مطالع الأغنيات. ويبقى بعد ذلك، عليه - أي على المشاهد - أن ينتقي الأغنية أو الأغنيات الأجمل بالنسبة اليه... وعن موضوع الأطفال الذي تحلم به كل امرأة، تعتقد نجوى ان هذا الموضوع سابق لأوانه عندها، وما دام الزواج "قسمة ونصيب" بحسب التعبير الشعبي الحكيم، فإن الأطفال أيضاً هم "قسمة ونصيب"، ولن تستعجل شيئاً... وآخر الكلام عند نجوى هو: اتركوني أعيش حياتي بسلام...