تعتبر الدكتورة وفاء خليل، استشارية أمراض النساء والولادة والأستاذة المساعدة في جامعة الملك عبدالعزيز والتي أجرت أول عملية في التاريخ الطبي لزراعة الرحم، أن التقدم في علم المناعة جعل من زراعة الأعضاء حقيقة علمية وواقعاً قابلاً للتنفيذ. وأشارت في ورقة عمل قدمتها في ندوة زراعة الرحم التي عقدت الأسبوع الماضي في جدة و نظمتها جامعة الملك عبدالعزيز، الى أن العملية التي قام بها الفريق السعودي مرت بعدد من المراحل، أولها هل العملية جائزة من الناحية الشرعية، ثم الرجوع الى الأبحاث السابقة في هذا المجال، ومن ثم تشكيل الفريق الطبي الذي تكوّن من الدكتور حسان رفة رئيس برنامج المناعة لزراعة القلب والرئة والرحم ووحدة زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد في جدة، والدكتور حسين جباد استشاري جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية ووحدة زراعة الأعضاء في مركز الملك فهد للقلب والطب، والدكتور أنس مرزوقي استشاري نساء وولادة وأستاذ أمراض النساء والولادة، ومن ثم مرحلة إجراء التجارب على الحيوانات. وقالت الدكتورة خليل إن الفريق وصل بعد نهاية مراحل التجارب على الحيوانات الى الخبرة العلمية اللازمة التي تمكنه من إجراء العملية والنجاح فيها. واعتبر الدكتور رفة، من جهته، أن التقدم الهائل الذي أحرزه علم المناعة وعقاقير خفض المناعة أسهم الى حد كبير في المساعدة في زراعة الأعضاء للفشل القلبي والكلوي والكبدي والرئوي، الأمر الذي ينسحب الآن على استعمال تقنيات حديثة للتعرف الى رفض العضو المزروع في مراحله الأولى، وهي مراقبة الخلايا اللمفاوية في الدم وفحص الرحم بالموجات الفوق الصوتية بنظام الدوبلر، وفحص الدم لبعض المشتقات الروتينية التي يزداد معدلها في الدم والبول في حال حدوث رفض للعضو المزروع، وهي من الأمور التي ساعدت كثيراً في نجاح العملية الأخيرة. ويشير الدكتور أنس مرزوقي أحد أعضاء الفريق الى أن العملية التي قام بها الفريق تشبه الى حد بعيد الجراحة الجذرية لاستئصال الرحم من الناحية التشريحية، لكنها تختلف عنها بأن من الواجب المحافظة على الأوعية الدموية والشكل التشريحي الى نهاية العملية، الأمر الذي يتطلب المعرفة الوافية لتفاصيل جراحة الحوض النسائية واستعمال الأدوات غير الجارحة خلال العملية. ويلفت الدكتور حسين جباد الى أن الفريق، بعدما أتم كل الجراحات التجريبية على الحيوانات الثديية، تمكن من استنباط طريقة لإعادة التروية يمكن معها التأكد من نتائج جيدة، فيما لو أجريت على الإنسان. ويرى أن الفحوصات التي أجريت على المريضة للتأكد من سلامة عمل التوصيلات الدموية التي تمت أثناء زراعة الرحم، أثبتت أن الرحم يتمتع بتروية دموية جيدة ويستجيب استجابة طيبة.