باريس، نيويورك - أ ف ب، رويترز - قالت اليزابيت سينو المدعية في احدى محاكم بونتواز في ضواحي باريس امس للصحافيين ان طاقم طائرة ال"كونكورد" أنذر برج المراقبة في مطار رواسي بتعطل المحرك رقم اثنين قبل تحطم الطائرة اول من امس قرب المطار مما أدى الى مقتل 113 شخصاً. واوضحت شركة الخطوط الجوية الفرنسية ان هذا المحرك هو نفسه الذي تم اصلاحه قبل اقلاع الطائرة. واضافت سينو ان تسجيل المحادثات بين المطار وطاقم الطائرة اشار الى وجود حريق وعطل في المحرك الثاني عندما كانت الطائرة تنطلق على المدرج. وقالت "لقد اعطى برج المراقبة الاذن للطائرة بالاقلاع، وبعد 56 ثانية انذر برج المراقبة الطاقم بوجود حريق في مؤخرتها، وكان رد القبطان ان هناك عطلاً في المحرك رقم اثنين". وتابعت "ويبدو ان النيران ازدادت الى حد كبير، اذ عاد برج المراقبة ليشير الى الحريق ورد عليه الطاقم بأنه عاجز عن التوقف". ومضت تقول "وأقلعت الطائرة واعلن القبطان او مساعده انها ستتجه نحو مطار لو بورجيه القريب، أي انها ستقوم بنصف دورة بدلاً من العودة الى المدرج". وختمت قائلة ان "الطائرة تحطمت على فندق في غونيس خلال محاولتها التوجه الى لو بورجيه". واستبعد وزير الداخلية الفرنسي جان بيار شوفينمان امس فرضية الاعتداء في الكارثة، مؤكداً انه "لا يوجد أبسط دليل يثبت ذلك". ورداً على سؤال لدى خروجه من اجتماع مجلس الوزراء حول ما يسمح له باستبعاد فرضية الاعتداء، قال شوفينمان "عندما نتحدث عن شىء يجب ان تكون لدينا حجة صغيرة لدعم ما نقوله. وهذا غير متوفر، لذا اعتقد انه علينا في المرحلة الحالية التحلي بالهدوء والافساح امام لجنة التحقيق للقيام بعملها". وتابع "سنستمع الى تسجيلات الصندوقين الاسودين وسنتخذ لاحقاً التدابير اللازمة". واعلن وزير النقل جان كلود غيسو تعليق رحلات الكونكورد التابعة لشركة "اير فرانس" الى ان تتم دراسة مضمون الصندوقين الاسودين والاستماع الى التسجيلات الامر الذي قد يستغرق يومين او ثلاثة. وقال غيسو للاذاعة والتلفزيون "اذا لم تكن التسجيلات واضحة بشكل كاف فإنني اعتزم المطالبة بإجراء تدقيق جديد حول المحركات قبل معاودة الرحلات". في غضون ذلك، تواجه شركات التأمين وخاصة الاوروبية دفع تعويضات تصل الى 350 مليون دولار لأسر ضحايا الكارثة. وقالت مصادر تأمين بريطانية واميركية اول من امس ان التعويضات ستغطي معظم المبلغ بينما يصل التأمين على الطائرة نفسها الى نحو 30 مليون دولار. وقال روبرت هارتويغ كبير الاقتصاديين في معهد الاعلام التأميني في نيويورك "اعتماداً على الحالات المشابهة الاخيرة ستبلغ التعويضات لأسر الركاب حوالى 4،2 مليون دولار عن كل راكب، وهو ما يشير الى ان اجمالي الكلفة التي ستتحملها شركات التأمين قد يراوح بين 250 مليون و 350 مليون دولار".