خطت ألعاب القوى السعودية خطوات واسعة، وحققت نجاحات كبيرة منذ استلام الأمير نواف بن محمد زمام الأمور داخل أروقة اتحاد اللعبة في نيسان أبريل 1992. ويعلق السعوديون آمالاً عريضة على نجومهم في "أم الألعاب" بتحقيق أول ميدالية في الألعاب الأولمبية عبر دورة سيدني في شهر أيلول سبتمبر المقبل، حيث أن هناك بوادر ليكون الحلم واقعاً ملموساً. وما يجعل هذا الحلم قريب المنال الامكانات الكبيرة التي وفرها اتحاد اللعبة للاعبين المتأهلين الى سيدني، حيث تم ايفادهم الى الدول المتخصصة والمتقدمة، وتفرّغ مدرب لكل لاعب يثبت جدارته ويكون قريباً من الأرقام العالمية. وتعاقد الاتحاد السعودي مع مجموعة من المدربين الأجانب بهدف اعطاء دفعة قوية للعبة، والوصول بها الى العالمية بعدما حققت عدداً من الانجازات العربية والقارية، وكان من جملة المدربين الذين رفعوا من مستواها الروماني بدروس بدروسيان الذي يشرف على تدريب بطل الوثب الطويل حسين السبع في معسكر خاص حالياً في اسبانيا، والروسي فلاديمير كلامتيسيف القرص والكرة الحديدية، والروسي باريس فوتياس للمسافات القصيرة، والذي يشرف على تدريب بطل العرب جمال الصفار في معسكر خاص في فنلندا، والأميركي جامع محمد دان للمسافات الطويلة والمتوسطة وغيرهم من المتخصصين. وتضاف الى مجموعة المدربين مجموعة من الأجهزة الطبية على مستوى عال من الكفاية الفنية اذ حرص رئيس الاتحاد على التعاقد مع أطباء متميزين في مجال الطب الرياضي. وتأهل عدد من اللاعبين السعوديين الى دورة سيدني. وقد اقتربت أرقام حسين السبع وسعد شداد الأسمري وهادي صوعان من الأرقام العالمية. ويعتبر هؤلاء من الفئة "أ"، أما اللاعبون المتأهلون الى سيدني من فئة "ب" فهم جمال الصفار بطل العرب والخليج في ال100 م، وسالم مبارك اليامي 200 م، وحمدان عوضة البيشي 400 م، وعلي صالح الجدعاني رمي الرمح، وسالم مساعد الأحمدي الوثب الثلاثي، بالاضافة الى فريق البدل 4 مرات 100 م، وفريق البدل 4 مرات 4000 م. واذا أردنا التحدث عن الأمل السعودي في سيدني لتحقيق ميدالية أو على الأقل الاقتراب من المنافسة بالوصول الى الدور النهائي فهناك أربعة أسماء لا يمكن تجاوزها. السبع... الأقرب فقد برز حسين السبع في الوثب الطويل وحقق انجازات وبات أول لاعب سعودي يتخطى حاجز ال8 أمتار، واحتل الترتيب الثالث لموسم 1999 على المستوى العربي بعدما حقق في أشبيلية وقدره 8.06 م بعد المصري حاتم مرسال 8.31 م، والمغربي يونس مدرك8.20 م، وفاز بذهبية الوثب الطويل في الدورة العربية التاسعة في الاردن ب7.93م، وبفضية في البطولة العربية في بيروت ب7.81م. أما على المستوى الخليجي فلا يوجد له منافس وقد حطم الرقم الخليجي في البطولة التي أجريت أخيرا في الكويت 8.20 م. واحتل المركز الثامن آسيوياً ب8.06م، ومع نهاية العام 1999 احتل الترتيب ال44 عالمياً برقمه القياسي الشخصي آنذاك 8.06م الذي أهله الى الدور النهائي في بطولة العالم في أشبيلية 1999، وحل سادساً في الوثب الطويل في لقاء الدوحة للجائزة الكبرى 8.00م، وحصل على الذهبية في لقاء بريتوريا الجنوب أفريقي ضمن الجائزة الكبرى للفئة الثانية "ب" 7.92م. ومع دخول الألفية الثالثة، وتحديداً في معسكره الخاص في اسبانيا حقق السبع رقماً شخصياً وسعودياً وعربياً جديداً مقداره 8.30 م في لقاء الجائزة الكبرى منذ نحو شهرين، وكان يومذاك رابع أفضل رقم في العالم للموسم المقبل. ولم يخف السبع طموحه الأولمبي، وقال "أمنيتي أن أكون أول رياضي سعودي يحقق لبلده أول ميدالية أولمبية"، مشيراً الى أن المسؤولين عن الرياضة السعودية أعطوه كل شيء وجاء الدور لرد الدين. شداد... الأمل المتجدد تمكّن سعد شداد الأسمري أن يصل بألعاب القوى السعودية الى العالمية عندما فاز ببرونزية سباق 3000 م موانع في بطولة العالم الخامسة في غوتبورغ السويدية عام 1995، مسجلاً 8.12.95 دقائق، واحتل المركز الثامن عام 1997 في أوسلو، مسجلاً رقماً قياسياً آسيوياً مقداره 8.8.26 د. وكانت انطلاقة الأسمري من الفيليبين عام 1993، حيث أحرز ذهبية السباق ذاته ضمن بطولة آسيا وبعد عامين أحرز الأسمري ذهبيتي 3 آلاف م و 5 آلاف م في لقاء جاكرتا. وفي اليابان أحرز ذهبية 3 آلاف م ضمن بطولة آسيا. وحل الأسمري في المركز ال43 عالمياً عام 1999. والمركز الثاني آسيوياً والسابع عربياً وكان أفضل أوقاته 8.22.28 دقائق. ومن أبرز انجازاته العربية فوزه بذهبية 3 آلاف متر موانع وبفضية 5 آلاف متر في الدورة العربية الثامنة في بيروت 1997. ويلاحظ أن انجازات شداد ومشاركاته قلت في الموسمين الماضيين بسبب الاصابة، ويحاول اتحاد اللعبة اعادة تأهيله من جديد عبر معسكرات خاصة وطويلة استعداداً لدورة سيدني. صوعان... قوة ضاربة ومن الأسماء التي دخلت ملف الترشيحات للاقتراب من الدور النهائي لمسابقة 400 م حواجز السعودي هادي صوعان وتألق العام الماضي عندما سجل رقماً سعودياً جديداً خلال الدورة 14،49 ث، ناسخاً الرقم السابق المسجل باسمه أيضاً ومقداره 30،49 ث. ومن أبرز انجازاته على المستوى العربي أيضاً فوزه بذهبية السباق في البطولة العربية وببرونزية سباق البدل 4 مرات 400 م. واحتل صوعان الترتيب الخامس في آسيا، وجاء مباشرة بعد العداءين اليابانيين الأربعة الأفضل، والموقع ال33 عالمياً. وقد تحسنت أرقام صوعان في الشهرين الماضيين خصوصاً إبان مشاركاته في سباقات الجائزة الكبرى. الصفار... أسرع عربي تألق جمال الصفار على المستوى العربي، واحتل الترتيب الأول في سباق 100 م، وسجل رقماً سعودياً جديداً مقداره 10.33ث. وفاز الصفار بذهبية 100 م في الدورة العربية في الأردن، وسجل خلالها 39،10 ث. كما ساهم في فوز منتخب بلاده بذهبية البدل 4 مرات 100 م وبرقم سعودي جديد 62،39 ث. ومنح وسام الدورة نظراً لفوزه بميداليتين ذهبيتين، كما أحرز ذهبية 100 م في البطولة العربية لألعاب القوى في بيروت ولقب أسرع عداء فيها مسجلاً رقماً مقداره 45،10 ث، وعلى المستوى الآسيوي احتل الترتيب السابع لعام 1999 10.33ث. كما حقق أخيراً لقب دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت.