"حل موسم الكوارث مبكراً عن موعده المعتاد" في مصر، نطق بالعبارة بعض الذين تابعوا الجنازة العسكرية التي خرجت من "مسجد القائد" في مدينة الاسكندرية لعدد من ضباط الشرطة وافرادها راحوا ضحايا حادث انهيار مصنع للملابس داخل المدينة الصناعية في الاسكندرية، بعدما شبت النار فيه مساء أول من امس واثناء محاولة رجال الدفاع المدني إطفاء النار. وحتى بعد ظهر أمس وصل عدد الضحايا الى13، بينهم ضابطان واثنان من افراد الشرطة. والضحايا الاخرون من العاملين في المصنع، في حين جرح أكثر من 25 شخصاً نقلوا الى المستشفيات لتلقي العلاج. ويبدو ان المسعفين بدأوا يفقدون اي امل في امكان انقاذ مدير الدفاع المدني محمد رجائي واحد مساعديه اللذين كانا داخل المبنى لدى انهياره. واضافت المصادر ان ما لا يقل عن اثني عشر شخصا آخر بينهم اطفال، لا يزالون تحت الانقاض ومن المعتقد انهم لقوا حتفهم. واوضحت الشرطة انه تم انتشال احد المسعفين، حيا بعد ان بقي محتجزا ثماني ساعات بين الانقاض. وهو مصاب بكسور ورضوض وادخل المستشفى للمعالجة واجراء الفحوصات اللازمة. وهو الناجي الوحيد الذي تم العثور عليه بعد 20 ساعة من عمليات الاغاثة التي استمرت طيلة الليل ولا تزال مستمرة حتى الان مع ان رجال الانقاذ فقدوا اي امل في العثور على اشخاص آخرين احياء. ونظم محافظ الاسكندرية عبدالسلام المحجوب بعد ظهر امس مراسم تشييع رسمية لضحايا الحادث ال12، وهم خمسة عناصر من الدفاع المدني وسبعة مدنيين. وقال شهود عيان ل"الحياة" إن النار اشتعلت في المصنع نتيجة مس كهربائي في المصعد بدأ من الطابق الأرضي وامتد الى بقية الطوابق. وبعد حوالي ثلاث ساعات من الجهود المضنية التي بذلتها قوات الدفاع المدني لمكافحة الحريق انهار المبنى بطوابقه الستة، مما ادى الى مقتل عدد من رجال الاطفاء والعاملين في المصنع واصابة عدد اخر بجروح. وبعدما خمدت النار بدأت قوات الدفاع المدني جهوداً جديدة لرفع الانقاض وانقاذ عشرات الاشخاص من تحتها. وعلم أن التحقيقات المبدئية اثبتت أن محافظة الاسكندرية كانت اثبتت أن المصنع انشئ من دون ترخيص ومن دون مراعاة القواعد الهندسية وأن لجنة فنية كانت أنتقدت غياب قواعد الأمن الصناعي داخل 28 مصنعاً في المنطقة. وقرر وزير الداخلية السيد حبيب العادلي صرف إعانات مالية فورية للضحايا والمصابين من رجال الشرطة واعتبارهم من الشهداء، في حين زار محافظ الاسكندرية السيد عبدالسلام محجوب المصابين في مستشفى جمال عبدالناصر، وروى شاهد عيان تفاصيل عن تسبب بعض المسؤولين في المصنع في زيادة عدد الضحايا والمصابين حينما طلبوا من العمال وبينهم أطفال الأسراع بنقل مخزون من خيوط الغزل والأقمشة بعيداً عن المصنع قبل انهياره بلحظات، لكن المصنع انهار فوقهم.