يحفز انجاز الخارطة التقريبية الاولى للجينوم البشري على اعادة النظر في علاقة العلم مع "العقل"، وفي مركوز إرث الفكر اشتغال الفلسفة بالعلوم واتخاذها موضوعاً ومادة للعمل. فهل تؤدي القفزات العلمية في الاتصالات والمعلوماتية والبيولوجيا الى التفكر بالشغل الاصيل والاساسي، اونطلاقاً من حاجة ملحة الى صوغ قيم حيال العلم واستخداماته وافاقه، وربما وصولاً الى "بنية" ما ذات تراتبية منسجمة داخلية الى حد نسبي ومتحرك؟ وكيف تنظر عين المشتغل بالفكر والثقافة الى الانجاز العلمي؟ وما هي المشاغل التي تتحرك في هذا التفاعل؟ حاورت "الحياة" مجموعة من المفكرين في المواضيع المتعلقة بالجينوم البشري، في محاولة للحصول على الانطباعات الاولى والمبكرة التي اثارها اعلان الخارطة التقريبية للجينوم. ويبرز في متفرق الاجوبة التواضع الاصيل حيال الانجاز العلمي والنظرة الناقدة حيال العلم وطريقة استخدامه، وكذلك محاولة تلمس الابعاد الاجتماعية والثقافية المتضمنة في سياقات التطور العلمي، وبما يضمن خدمته لموضوعة التقدم البشري. احمد مستجير: الجينوم لن يحقق "يوتوبيا" الأقوياء والأذكياء قال احد رواد مقهى "السوايسة" الشعبي في القاهرة لزميله متفكهاً: "يبدو أن سكان الأرض سيتحولون عما قريب سوبرمان". وأشار الى موضوع صغير منشور في جريدة يومية عن إعلان فك رموز 97 في المئة من المكونات الوراثية. إلا أن زميله لم ير دعابة في الموضوع، فأخذ يطالع الموضوع بدقة بعدما لمح عبارة احتمال علاج عدد من الأمراض، ومنها "التهاب المفاصل" الذي يعانيه منذ عشر سنوات. مشروع "المخزون الوراثي البشري" الذي يتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في السنوات القليلة المقبلة في الغرب لا يزال يكتنفه الغموض في اكثر الدول العربية، خصوصاً بين العامة. العامة والخاصة العربيتان تبادر الى اذهانهما سؤال اكتنفته الحسرة والأسى، حين لوحظ غياب الدول العربية عن قائمة الدول ال18 الضالعة في المشروع. وزاد من حدة الحسرة نجاح إسرائيل في اللحاق بالقائمة. الا ان استاذ الوراثة في كلية الزراعة بجامعة القاهرة الدكتور أحمد مستجير - وهو أحد القلائل المتضلعين من الهندسة الوراثية في العالم العربي - لا يرى حرجاً في غياب الدول العربية عن مشروع الجينوم، ويقول: "كل بيانات مشروع الجينوم تنشر على شبكة الانترنت، كل 24 ساعة، فما الداعي أن ننفق اموالاً طائلة في مشروع عالمي ستتاح كل معلوماته للجميع. بلادنا فقيرة، واذا توافرت الموارد المالية، يجب ان ننفقها على تحليل الجينات الخاصة بالأمراض المنتشرة في مصر او العالم العربي". ويقترح مستجير تحليل الجين المسبب لمرض انيميا البحر المتوسط، وهو متعدد الطفرات ومنتشر في منطقة حوض البحر المتوسط، ويقول: "علينا ان نبدأ من حيث انتهوا". لكن المثير للدهشة أن الدراسات الخاصة بالأمراض المنتشرة في مصر ونسب حدوثها تكاد تكون غائبة. ويشير الى ان عدداً من الأطباء المصريين طالبوا بإقامة مركز للعلاج بالجينات في مصر. وهو مطلب يصفه ب"الغرابة" في ضوء نقص المعلومات والاحصاءات الدقيقة عن الامراض الشائعة وتكرار حدوثها. عدم الخوف من مشاركة اسرائيل ويطالب بالبدء فوراً بإعادة قاعدة بيانات شاملة في مصر تمثل مسحاً كاملاً لكل الأمراض الوراثية الشائعة في مصر، ثم الاستعانة بنتائج مشروع الجينوم البشري في تحديد الطفرات الخاصة بمصر، إن وجدت. وينتقد كذلك عدم وجود أقسام اختصاصية في كليات الطب المصرية لتدريس علم الوراثة: "يجب ان ينشأ قسم لعلم وراثة الانسان في كل كلية. وعلى رغم التوقعات شبه المؤكدة التي تشير الى ان الطب الوراثي سيحتل 50 في المئة من عالم الطب خلال السنوات الخمس المقبلة، اعجب انه لا يشغل سوى فرع من قسم". ويؤكد مستجير أن وجود اسرائيل ضمن الدول ال18 لا يسبب مخاوف لدى الدول العربية. ويقول: "أخذت اسرائيل جزءاً من أحد الكروموزومات كي تسلسله، وهو مشروع صغير جداً، وبدأت به اخيراً". وهل اشتراك اسرائيل في مشروع الجينوم البشري HUMAN GENOME DIVERSITY PROJECT المجاور لمشروع الجينوم البشري HUMAN GENOME يخيفك؟ يجيب "هذا المشروع يفحص التركيب الوراثي للجماعات الإثنية في العالم. وبين خمسة الاف وعشرة آلاف جماعة، ستوجد فروق وراثية، وسيعزو العلماء الفروق الحضارية بين المجتمعات اليها. وهو سبب ثابت لا علاج له سوى الإبادة". وعلى رغم ذلك، فان مستجير لا يؤيد وضع قيود او محظورات على البحث العلمي، لكنه ينصح بالانتباه والتيقظ لمثل تلك القضايا التي يمكن ان تؤدي الى حروب وراثية بين الشعوب. والوسيلة لمنع اندلاع مثل تلك الحروب - في تقويم مستجير - اعلان كل المعلومات التي يتم التوصل اليها، وطرحها للمناقشة والبحث والتحليل للجميع. والمخاوف من اتساع الهوة بين المجتمعات وبعضها، وفي داخل المجتمع، تحوم كذلك حول مشروع الجينوم الاصلي، ويؤكدها مستجير بقوله ان "استخدام بيانات الجينوم البشري في الطب مكلفة جداً، ما يعني انها ستكون حكراً على الاثرياء". ويحذر كذلك من أن عمليات الإجهاض ستتضاعف، فما الذي يدفع سيدة الى الاحتفاظ بجنينها وهي تعلم انه سيولد مشوهاً او انه سيصاب بأمراض قاتلة؟ ومثل هذه القضية - على قوله - "ذات مناح دينية وأخلاقية، فهل من حق المجتمع ان يرفض إجهاض سيدة تحمل جنيناً مشوهاً؟". الإجهاض ويطرح مستجير قضية أخرى: إذا اكتشف شخص من طريق تحليل بصمته الوراثية انه سيصاب بمرض ما، فهل يبلغ هذا المعلومة الى توأمه المتطابق الذي سيصاب حتماً بالمرض نفسه؟ ويطالب بسن القوانين الصارمة التي تضمن الحرية الشخصية للجميع في هذا الشأن. ويستبعد تماماً ان ينجح مشروع الجينوم البشري في تأسيس "يوتوبيا" يعيش فيها بشر اقوياء اذكياء يخلون من الامراض. ويقول "هناك نحو 7700 مرض. فهل يمكن ان نخضع بلايين البشر لمثل تلك الفحوصات والتحليلات؟ وحتى في حال القضاء على كل الأمراض، فستعاود الظهور لأنها تأتي في صورة طفرات لا يمكن التحكم بها". نورة السعد:عودة الى بدايات قراءة كل شيفرات الكون لخصت الدكتورة نورة خالد السعد، استاذة علم اجتماع - جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، متابعاتها للحدث بالقول: "ان الاكتشاف العلمي ل"خريطة الانسان الجينية" من خلال ما سموه بمشروع المخزون الوراثي البشري، يعتبر في حق الانجاز المتفوق. قالوا ان معرفتنا بالابجدية الانسانية اكتملت. ما يلي ذلك ان نجيد صياغة عباراتها. كانهم يرغبون في حسن استثمار هذا الانفتاح العلمي الجديد. رئيس الوزراء الياباني كان متفائلاً مثل الغالبية ويثق انه خطوة عملية وعملاقة للبشرية نحو معرفة اسرار الحياة نفسها، ما سيكون له اثر في تحسين صحة الشعب الياباني ورفاهيته وزيادة عدد المسنين. اما جون سالستون مدير مركز سانجر الذي قام بالجزء الاكبر من الابحاث، فقال ان هذا الاكتشاف يشكل نقطة في تاريخ البشرية نوشك معها ان نملك مفاتيح تكوين البشر. كأنه يشير الى ما صدر من مخاوف لاحقة من سوء استخدام اسرار معرفة جينات المورثات البشرية ورموزها، في التمييز ضد كل فرد عرف تاريخه الجيني وما الامراض التي يحملها او المحتمل اصابته بها على سبيل المثال. ما اراه شخصياً ان هذا الاكتشاف العلمي المذهل يعيدنا الى البدايات الاولى في قراءة الكون الموجود امامنا والذي نتعامل معه في كل لحظة. هذا الكون هو كتاب ضخم مليء بالرموز والشيفرات. وكل تقدم علمي يعني فهم بعض هذه الرموز، لا كلّها. وهذا ما يؤكده تنامي الاكتشافات العلمية وتطورها منذ مئات السنين الى حاضرنا اليوم. ولا ننسى ان فهم هذه الرموز يرتبط بالعلم والمعرفة والعقل. هذه الابعاد الثلاثة، ومن خلال تفاعلاتها معاً نتمكن من استثمار فهم الرموز. ولا بد من جديتها معاً حتى لا تتعطل آلية تسخير هذا التقدم العلمي لخدمة البشرية، لان الانحراف في استخدام هذه الثورة العلمية فك طلاسم الجينات البشرية ورموزها مثلاً سيحدث هزة اجتماعية. فاذا استخدمت معرفة قراءة تضاريس هذه الخارطة الوراثية للانسان في القيام بحرمانه فرصاً متاحةً لسواه، او كما يقال للابتزاز، فان هذا يعني غياب العقل من ثلاثية فهم رموز الكون، اي حدوث الكارثة. لكن ما حدث لي شخصياً عند متابعتي تلفازياً اعلان هذا الاكتشاف العلمي انني كنت متفائلة ان يتم استخدامه في الوقاية من الامراض، ومعرفة وسائل القضاء عليها، وازدياد مساحة الصحة العامة للبشرية. وشعرت بعظمة خالق هذا الكون الذي منحنا القدرة على معرفة وسائل تسخير هذا العالم لحياتنا. وما كان في عالم الغيب من اسرار الجسد البشري، اصبح في عالم الشهادة امام عيوننا. وكل منا يتعامل مع هذه السنن وفق تصوراته عن الكون والحياة. كيف نفكر، هو جزء من ما الذي سنقوم به؟؟ رئيس الوزراء الياباني يفكر بايجابية في استثمار هذا الاكتشاف في ما يعود بالخير على الفرد الياباني... اما كيف يفكر الرئيس الاميركي الذي طالب الحكومات المشاركة في انجاز هذا المشروع العلمي بتحديد الاسس الاخلاقية والقانونية لاستغلال هذا الانجاز ودراسة آثاره الاجتماعية، وهو من هؤلاء في مقاعد ادارة العالم، فيدرك لحظة غياب العقل من ثلاثية العلم والمعرفة والعقل. عندها تولد الكارثة. ما اتوقعه ان الحكومات التي عانت مجتمعاتها كوارث الحروب ستقف بصلابة امام اي انحراف لاستثمار هذا المشروع العلمي. اما اميركا، وهي التي تختزن مكونات قنابل نووية في اجهزة كمبيوترات متخصصة، يمكن تصنيعها في اسابيع قليلة قبل استخدامها اينما شاءت ووقتما تشاء، فقد خصصت لهذا المشروع مقدار ما صرفته على مشروع الجينوم البشري حكومات ومراكز ابحاث عدة. يبقى التفاؤل ان يستخدم هذا الاكتشاف للقضاء على الامراض المستعصية، ولتحقيق رفاهية البشرية". الياس خوري:النطق عن وعي الخارطة؟ تحدث الكاتب والروائي اللبناني الاستاذ الياس خوري عن انطباعاته الاولى: "في البداية، لنقر بأنني لست عالماً ولم استوعب تماماً التفاصيل التقنية للحدث. ولدى مطالعتي صورة الخارطة الجينية المهولة والمعقدة، عادت بي الذاكرة الى تجهيز فني Installation اقامته الفنانة منى حاطوم ووضعت فيه كاميرا فيديو طيّ ثنيات جسدها واحشائه، وبالنسبة الى المتفرج بدا المشهد غريباً ومخيفاً. فثمة عين الفيديو التي تراها، لكنك لا تدرك كنه ما ترى، ثم تدرك وجود الاحشاء الانسانية فتصاب بالخوف. في ذلك التجهيز احسست ان الفن قاصر عن اكتشاف الاشياء، وان المكان الاكثر غموضاً بالنسبة الى الانسان هو الانسان نفسه. في صورة الخارطة، احسست ان الكاميرا في داخلي وانني عالم غامض وان وعيي لذاتي لا يتعدى نسبة ضئيلة من الذات التي انطق باسمها واعتقد انني وعيُها. هناك مسألة التلاعب الجيني التي تطرح علاقة المعرفة مع الاخلاق. كيف سينتج عالم ثورة الاتصالات والمعلوماتية والجينات اخلاقاً لزمن ما بعد الحداثة؟ ثمة ازمة في الفكر والفلسفة في حل اشكالية قيم هذه التطوّرات العلمية. اذ من الواضح غياب القيم عن الاتصالات حيث العربدة الاميركية منفلتة لتتنصت على العالم عبر نظام إشلون مثلاً. تثبت التجربة المديدة ان العلم اداة تحرر وتسلط في الوقت نفسه. وما يحدده هو وعي الانسان وارادته في تأكيد القيمة الاساسية. وهي الحرية. الجينات وهيمنة روما الجديدة اشعر ان ثورة الجينات تؤدي الى اعادة النظر في الحرية الفردية، بمعنى طرح سؤال "من هو الفرد؟" مجدداً. حددت الفلسفة الحديثة الفرد ككائن اجتماعي، وهذا قائم في الدولة - الامة. فهل نحن في صدد اعادة تعريفه ككائن بيولوجي، وانطلاقاً من مقولة ارسطو عن "الكائن الناطق" او ربما ضدها. هنا يبرز سؤال الثقافة المعقد مجدداً. في الخارطة يكمن تهديد "عالم الكهول" مع القول بقدرة علوم الجينات على إطالة العمر. هل يصبح الموت ذهاباً طوعياً نحو النهاية؟ امتد العمر بالروائي الارجنتيني الراحل خورخي بورخيس الى ما بعد التسعين، فصار يتساءل هل نسيه الموت ...؟ في ارث البشر تحقيب العمر كركن اصيل في العلاقة مع الزمن، فهل تغيّر الجينات علاقتنا مع الزمن؟ هناك حضارة عملت بدأب على التحرر من مختلف النصوص الموروثة وعرقياتها وتعصّباتها، وهناك حضارات اخرى لم تنجز هذا الامر. تماماً كما هو شأن الايدز، اذ نجح نمط حضاري في محاصرته ولجمه، لكنه بقي منفلتاً في انماط وشعوب اخرى. يراودني خوف لان الدول التي فككت شيفرة الجينوم كلها متقدمة، باستثناء مساهمة متواضعة للصين. على شعوب الجنوب ان تبدأ بالخوف جدياً، كي لا نتحوّل عبيداً في روما جديدة". وضاح شرارة: ما يشبه المعجزة مع الحذر من "الخارق" تحدث استاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية د. وضاح شرارة فقال: "لا اتحدث من موقع الادراك التقني الفعلي لما يحدث، لكني افكر في كمّ المتعة الفكرية المتضمنة في هذا العمل، مع اعجاب يشابه موقف الشاهد على اعجوبة او معجزة. ما يبقى في ذهني هو المثابرة الطويلة على العمل التي امتدت على مدار 47 سنة، اي منذ اكتشف العالمان جايمس واطسون وفرانسيس كريك تركيب حامض الوراثة د ن أ DNA. افكر بعمق في التنسيق الهائل بين مراكز البحث واحاول تصور سيول الاجراءات المختبرية التي استلزمها تفكيك شيفرة الجينوم. وبالنسبة الى شخص من "الخارج"، افكر في البنيان الرياضياتي وراء البحث ومدى مطابقته اي علاقة التراسل، مع العمل الفعلي في المختبر. بعد ذلك تأتي مسألة الانتباه الى ما يقال عن النتائج العلاجية الممكنة، وتلك المتصلة بالاحاديث عن "تحسين النوع". مما يغلب رعباً كبيراً ورهبة من مجرد التفكير في امكان التدخل في الهندسة الوراثية الاساسية للانسان. او بالاحرى الاركان الوطيدة للنوع البشري. وفي التغطية الاعلامية، استخدم بعض الصحف تعبير "الانسان الخارق"، ما يدفع الى التفكير في مصدر العبارة التي تبدو اقرب الى افلام الخيال العلمي منها الى المفهوم الفلسفي، ومعناها. ففي كتب الفلاسفة، لا تقوم صلة بين الانسان والمافوق انسان الخارق المتحدر من كتابات نيتشه والذي عنى فيه فكرة لا علاقة لها بالعلم. فبحسب نيتشه، الخارق هو افتراض الانسان الذي يمتلك القدرة على التحرر من كل قيود الماضي، وفهم الذاكرة ضمن افق انبعاثه المستمر، وذلك هو "الدواء" لحنين الانسان ولمرض انقضاء الزمن وما يترتب عليه من امراض مثل الاسف او الضغينة، وبمعنى ما يمثل الخارق حلماً بإنبعاث فردوسي له ظلال دينية. الارجح ان الصحافة في تغطية خبر خارطة الجينوم، استعملت مفهوم الخارق الصادرة عن الصورة السينمائية التي تجسده بالصورة العضلية - البيولوجية او بالصورة الحسابية الخالصة، ونموذجها الانسان - الكومبيوتر. كلا حديّ هذه الصورة فيه نفي للعلاقات الاجتماعية وكائنها الانساني، وهي ليست علاقات بيولوجية، بالضد من الزعم النازي المعروف عن تفوق صفات عرقية، ولا علاقة علمية خالصة، على خلاف الزعم الستاليني اللينيني في شأن المادية العلمية. الارجح ان الاجتماع الانساني ينعقد بين اناس يحملون معاني جزئية ونسبية ويتصرفون في ضوء تأويلها، وهو دوماً تأويل احتمالي.