يصل متوسط كلفة الزواج في السعودية الى ما بين 25 ألف دولار و50 ألفاً للعائلات المحدودة والمتوسطة الدخل، يتحمل الشاب الجزء الاكبر منها اذ يدفع 25-30 في المئة منها مهراً للعروس، ويتبع ذلك شراء الذهب ثم التكفل بتأثيث المنزل. ويرتفع هذا المبلغ الى 100 ألف دولار تبعاً للعائلة والمنطقة. وتختلف العادات السعودية في ما يتعلق بتوزيع الكلفة بين العريس واهل العروس. ففي بعض المناطق يتكفل العريس بحفلة العرس ضمن تكفله بجميع النفقات، في ما يتم في مناطق اخرى اقامة الحفلة على نفقة اهل العروس الذين يشاركون ايضاً في بعض التجهيزات المنزلية ضمن ما يسمى "جهاز العروس". وتبدأ رحلة الشراء في الاسواق مع محلات الذهب والمجوهرات عند عقد القران. اذ يقدم العريس "الشبكة" وخاتمي الزواج قبل ان يعاود تقديم ذهب العروس عند اتمام الزفاف . ويقول مدير فرع "شركة جوهرة الرياض" في "اسواق طيبة" السيد خالد ناصر الحسينان ان متوسط ما يشتريه العروسان من الذهب والمجوهرات للعائلات المتوسطة يراوح بين خمسة و10 آلاف دولار. ويوضح ان هناك تغيراً في العادات بدأ يطرأ على مشتريات العروسين. اذ زاد التوجه الى شراء الالماس والاحجار الكريمة التي كانت حكراً في السابق على طبقات معينة من المجتمع، وتراجع الطلب على الذهب ذي الحجم الكبير مثل "الحزام" و"الرشرش". وكان السعوديون في السابق يشترون الذهب عند العرس على شكل حزام من الذهب او "رشرش"، والأخير عبارة عن عقد كبير يغطي كامل الصدر بهدف توفير "الامان الاقتصادي" للمرأة التي لا ترتدي عادة هذه الاشياء وانما تكون بمثابة جزء من المهر. ويعتقد الحسينان ان تطور المجتمع ودخول المرأة قطاعات العمل جعل التوجه يسير نحو شراء "القطع الناعمة" والالماس بغية استخدامه والتزين به، لافتاً الى زيادة اقبال الناس على الذهب الابيض بشكل كبير. ولعل اهم ما يستنزف موازنة الزواج في السعودية اضافة الى قاعات الاحتفال ومحلات الذهب، هو معارض الاثاث والمفروشات، اذ يتكلف تأثيث شقة متوسطة الحجم او سكن متوسط بين 20 و40 ألف دولار تبعاً للمساحة ومستوى الأثاث، يلي ذلك تجهيز العروس بحاجتها من الملابس والاقمشة والعطور وادوات التجميل وهذه عادة لا تتجاوز 10 آلاف دولار. وظهرت اخيراً اتجاهات كبيرة نحو محلات الزهور التي تقوم بتجهيز "الكوشة" للعروسين في قاعة الاحتفالات اذا لم تكن مجهزة، في مقابل مبالغ بين ألف وثلاثة آلاف دولار، وفي سياقها تأتي محلات الشوكولا الفاخرة والحلويات التي تقدم في قاعة النساء دون الرجال. وتتجهز العروس في السعودية ليلة عرسها غالباً في مشاغل الخياطة التي تهتم بتسريحة الشعر والمكياج، و"البودي كير" عن طريق اخصائيات متخصصات يتقاضين بين 500 و1500 دولار تبعاً للمستوى وموقع المشغل وامكانات العاملات فيه. ولا توجد في السعودية صالونات خاصة بتزيين النساء، لكن مشاغل الخياطة الداخلية لا يدخلها غير النساء غطت هذا النقص، ما جعلها تسيطر على سوق الخياطة وتستولي على حصة كبيرة من سوق مشاغل الخياطة العادية الموجودة في محلات تجارية على الشوارع. ولا ينفق العريس في السعودية على نفسه الكثير فكل ما يحتاجه هو البشت او "المشلح" العباءة العربية، اضافة الى ملابسه الخاصة وبعض العطور. وكل ذلك لا تتجاوز كلفته بأي حال مبلغ 1000 دولار، الا اذا اختار عباءته من الاصناف الثمينة التي تصل اسعارها الى خمسة آلاف دولار. وينجح بعض العرسان في تدبر تكاليف السفر لرحلة شهر العسل التي تستغرق نحو اسبوعين في داخل المملكة او خارجها، وتتساوى تكاليف السفر في الحالتين نظراً لأن المسافرين الي المدن السعودية غالباً ما يسكنون في فنادق او شقق فئة خمس نجوم ابتهاجاً بالمناسبة، الأمر الذي يختلف عند السفر للخارج اذ يمكن السكن في الشاليهات البحرية او الحصول على عروض سفر مغرية الى العواصم الاوروبية او الآسيوية والعربية