فرانكو زيفريللي، المخرج الإيطالي الشهير، الذي كانت سمعته طبقت الآفاق أواخر سنوات الستين حين عرض فيلمه "روميو وجولييت" واعتبر أنجح ما حققته السينما عن مسرحية شكسبير الشهيرة، صار الآن في السابعة والسبعين من عمره. مع هذا لا يريد أن يخلد الى الهدوء، بل يتابع مسيرته الفنية المتفاوتة بين عشقه المسرح وفن الأوبرا من جهة، وهوسه بالسينما، من جهة أخرى. وفي هذا الإطار، أعلن زيفريللي قبل أيام انه الآن في صدد تحقيق فيلم جديد له يجمع، مرة أخرى، بين فني الأوبرا والسينما، لأنه سيكون عن حياة مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس، التي كانت ملء السمع والنظر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، واعتبرت دائماً أشهر مغنيات الأوبرا فيه، وزيفريللي اعتبر نفسه دائماً، في مقدم المؤهلين لتحقيق فيلم عنها، لأنه كان صديقاً مقرباً منها. وهو للمناسبة، أعلن أنه إنما أقام معرضه الذي تتحدث عنه الصحف الإيطالية، على شرفها. والمعرض المذكورالذي سيستمر حتى بدايات شهر أيلول سبتمبر المقبل، يضم الكثير من الصور والملابس والتخطيطات التي صممت وتعبر عن بعض أشهر أعمال زيفريللي السينمائية والمسرحية. ويقام في أحدى قاعات القصر القديم بلاتسو فيكيو الموجود في مدينة فلورنسا في الشمال الإيطالي. والمعروف أن زيفريللي بدأ ممثلاً مع المخرجين روسليني ودي سيكا، قبل أن يصبح مساعداً للمخرج لوتشينو فيسكونتي الذي كان يجمع بين فني الأوبرا والمسرح والسينما. ولعل أشهر مساهمات زيفريللي مع فيسكونتي اشتغاله على "سينوغرافيا" خاصة بتقديم أخرجه فيسكونتي لأوبرا "لاترافياتا" لجيوزيبي فردي. وكانت تلك الأوبرا يومها من بطولة ماريا كالاس، وحققت نجاحاً وشهرة عالميين، وأطلقت زيفريللي، كما وطدت صداقته معها، وهي الصداقة التي عبر عنها في المعرض، ويريد الآن أن يعبر عنها أكثر من خلال فيلمه العتيد عن حياة تلك الفنانة.