تواصل السلطات الاسبانية والمغربية حملة واسعة لمواجهة شبكات الهجرة غير الشرعية التي تركز نشاطها خصوصا من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد. وأدى التنسيق بين جهازي الشرطة الاسبانية والمغربية الى وضع حد لنشاط واحدة من اكبر شبكات الهجرة غير الشرعية تشمل افرادا من الامن الاسباني ورعايا مغاربة متهمين بتسهيل الهجرة غير الشرعية الى اسبانيا. واكد مصدر اسباني اعتقال سلطات بلاده اربعة من رجال الامن الاسبان يعملون في منظمة للهجرة غير الشرعية بتعاون مع ستة مغاربة في مدينة مليلية المحتلة. واوضح ان المعتقلين الاسبان والمغاربة مطلوبون للعدالة بتهم المساعدة على الهجرة غير الشرعية وتزوير الوثائق ومن ضمنها جوازات سفر. وتدخل العملية في اطار توسيع مجال التعاون المغربي - الاسباني لمحاربة الهجرة غير الشرعية ومافيا "قوارب الموت" وتجارة النخاسة الجديدة . واشار المصدر الى ان الحرس المدني الاسباني اعتقل في جزر الكناري نهاية الاسبوع الماضي 15 مهاجراً غير شرعي من بينهم 11 امرأة يتحدرون من بلدان جنوب الصحراء. وكان هؤلاء المهاجرون غانا ونيجيريا على متن قاربين في منطقة سولانا ماتورال في اقصى جنوب الجزيرة، عندما اعتقلوا الى جانب مالكي القاربين، وتمت احالة الجميع على القضاء. وتتزامن الحملة الاسبانية ضد المهاجرين غير الشرعيين في المدينتين المحتلتين مع اعلان مدريد اعداد الحكومة الاسبانية خطة لدمج المهاجرين ترمي الى دمجهم في سوق العمل وايوائهم. وتأتي الخطة عشية بدء الحكومة مناقشة مشروع قانون جديد حول الهجرة مثير للجدل في نهاية الشهر الجاري. ويواجه المشروع الحكومي معارضة شديدة من احزاب اليسار الاسبانية وجمعية العمال المهاجرين المغاربة في اسبانيا. وتقول الحكومة الاسبانية ان المشروع يمنح المهاجرين الشرعيين المقيمين في اسبانيا الحقوق الكاملة التي يتمتع بها الاسبان، فيما تتهم احزاب تحالف اليسار وجمعية المهاجرين المغاربة الحكومة بالسعي وراء "انتهاك الحقوق الاساسية للمهاجرين" مهددة باللجوء الى المحكمة الدستورية في حال التصديق على المشروع. الى ذلك، اعتقل افراد البحرية الملكية المغربية 40 شخصاً كانوا يعتزمون الهجرة من دون وثائق سفر شرعية عبر مضيق جبل طارق اول من امس، وكانوا على متن قارب مطاطي مع ثلاثة بحار. وقال مصدر رسمي ان المهاجرين غير الشرعيين ومن بينهم امرأة دفعوا الى متعهدي الهجرة مبالغ مالية تراوح بين 10 آلاف درهم الف دولار لنقلهم الى اسبانيا، واشار انه تم تسليم المهاجرين الذين يتحدرون جميعهم من المغرب الى الدرك المغربي للتحقيق معهم قبل تقديمهم الى القضاء. وفي الاطار نفسه، قال مصدر اسباني ان خمسة مهاجرين مغاربة قاصرين نجحوا في الوصول الى بلدة ميخاش بعدما قطعوا مسافة 200 كيلومتر مختبئين في شاحنة تحمل ارقاماً فرنسية. وزاد المصدر، ان الحرس المدني الاسباني اكتشف القاصرين الخمسة نهاية الاسبوع الماضي بعد قفزهم من شاحنة في احدى محطات الوقود.