قالت مصادر اقتصادية يمنية إن معاهدة الحدود البرية والبحرية التي وقعتها اليمن والسعودية الأسبوع الماضي ستنعكس ايجاباً على النشاط الاقتصادي بين البلدين في الفترة المقبلة. وشهد الريال اليمني تحسناً ملحوظاً مقابل العملات الأجنبية، إذ بلغ سعر الدولار 159 ريالاً ارتفاعاً من 162 ريالاً قبل أسبوع. وارجع صرافون في صنعاء سبب تحسن سعر الريال إلى إبرام المعاهدة وحال الاطمئنان التي سادت السوق اليمنية. وبدأ رجال أعمال يمنيون وسعوديون مشاورات لتأسيس شركات مشتركة تختص بتسويق المنتجات الصناعية السعودية في اليمن وزراعة الفواكه والخضروات في اليمن لتغطية احتياجات البلدين. وتعمل في قطاع النفط في اليمن شركة "النمر" السعودية وتنتج حالياً نحو ثلاثة آلاف برميل من النفط الخام من محافظة شبوة وتقوم بدراسات ومسوحات في قطاعات أخرى، كما تُنفذ مشروع المنطقة الحرة في عدن "الشركة اليمنية للاستثمارات الدولية" يمنفيست وتملك معظم أسهمها "مجموعة بن محفوظ" السعودية التي انفقت ما لا يقل عن 250 مليون دولار في المرحلة الأولى. واختارت وزارة النقل اليمنية "مجموعة بن لادن" السعودية لتنفيذ مشروع تطوير مطار عدن الدولي من بين شركات دولية أخرى، وتُقدر كلفة المشروع بنحو 24 مليون دولار. كما وضع رجل الأعمال السعودي أحمد بانافع حجر الأساس لمشروع سياحي كبير في صنعاء يتضمن فندقاً خمس نجوم، واستراحات وأجنحة رئاسية وقاعة مؤتمرات بكلفة تزيد على 100 مليون دولار. ووقع اليمن والسعودية عام 1996 اتفاقاً للتعاون الاقتصادي والفني، لكن مجلس النواب اليمني لم يصادق عليه إلا قبل شهرين. وينظم الاتفاق جوانب العلاقات الاقتصادية وتسهيل انتقال البضائع وتبادل الخبرات والتنسيق في المحافل الاقتصادية الدولية. وكان الرئيس علي عبدالله صالح عقد اجتماعاً خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية مع بعض المستثمرين السعوديين ودعاهم إلى تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية في اليمن والاستفادة من التسهيلات والمزايا التي يقدمها قانون الاستثمار. وطلب رجال الأعمال من الرئيس صالح تقديم اغراءات مشجعة للاستثمار وخفض الجمارك والضرائب على مدخلات الانتاج. واحتلت السعودية العام الماضي المرتبة الثانية في الدول المتعاملة تجارياً مع اليمن، بعد الإمارات العربية المتحدة، وبلغ حجم الصادرات السعودية إلى اليمن 34 بليون ريال في مقابل استيراد ما قيمته 9.3 بليون ريال يمني. وتتوقع الدوائر الاقتصادية اليمنية ان يتضاعف التبادل التجاري بين صنعاء والرياض السنة المقبلة في ضوء الزخم السياسي وتشجيع قيادتي البلدين للمشاريع الاستثمارية المشتركة. وقال رجل الأعمال اليمني يحيى الحباري: "إن الفترة المقبلة ستشهد تسهيلات واسعة في التنقل والاستثمار والسياحة، لأن اليمن تمثل سوقاً استراتيجية للمنتجات السعودية، كما ان لدينا فائضاً في الفواكه والخضراوات والمنتجات الزراعية يمكن أن تصدر إلى السعودية".