أثار اعتقال البليونير صاحب "المملكة الاعلامية" نائب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رئيس المؤتمر اليهودي الروسي فلاديمير غوسينسكي عاصفة سياسية واعلامية عنيفة في روسيا، وحاولت السلطات الرسمية تهدئة الرأي العام، فيما دقّت منظمات يهودية في موسكو ناقوس خطر "معاداة السامية". وطالبت اسرائيل موسكو باطلاق غوسينسكي، واعتبرت المنظمات اليهودية الاميركية اعتقاله ضربة "للمصالح اليهودية" ومؤشراً الى عودة روسيا الى العهد السوفياتي. ومن العاصمة الاسبانية التي يزورها ضمن جولته الاوروبية، وعد الرئيس فلاديمير بوتين بدرس قضية اعتقال غوسينسكي بعد عودته الى موسكو السبت المقبل، وقال ان الدولة "ستتخذ الاجراءات المناسبة في حق مخالفي القانون". ووجه الرئيس الروسي انتقادات عنيفة الى غوسينسكي. وباسلوبه الشهير الذي يمزج المزح بالجدّ، ووصفه بأنه "رجل موهوب جداً" لنجاحه في الحصول على قرض مقداره بليون و300 مليون دولار وتنصل من مسؤوليته، وضغط بأساليبه الخاصة على شركة "غازبروم" الروسية العملاقة فأقرضته مئات الملايين من الدولارات لم يسدد منها شيئاً وتواجه الشركة الآن صعوبات كبيرة في تأمين الغاز لمواطني روسيا. واكد انه "يسرق من المنظمات اليهودية التي يضطلع بدور قيادي فيها". واشار الرئيس الروسي الى الاستقلال الذي تتمتع به مؤسسة النيابة العامة الروسية، والى استحالة تأثير رئيس الدولة في قراراتها. وتذكر المراقبون امس التهديدات المبطّنة التي أطلقها بوتين ضد "اقطاب الطغم المالية الطفيلية" قبل ثلاثة ايام في مقاله المنشور في صحيفة "فيلت اوم زونتاغ" الالمانية وهاجم فيه "رجال اعمال زائفين يتطفلون على اموال الموازنة العامة والتسهيلات الائتمانية ويلتفون على القوانين الروسية". ودافع عدد من كبار رجال الدولة بشكل او بآخر عن قرار اعتقال غوسينسكي. وصرح ميخائيل كاسيانوف رئيس الوزراء ان النيابة العامة "درست القضية بعناية قبل اتخاذ قرارها". وقال غينادي سيليزنيف رئيس مجلس الدوما النواب ان لدى جهاز التحقيق "مبررات قوية" لاعتقال غوسينسكي. ونفى رئيس البرلمان الروسي ان يكون ايداع غوسينسكي السجن "بداية لعملية خنق حرية الصحافة". وفي المقابل طالب يوري لوجكوف محافظ موسكو وقادة احزاب اليمين والوسط ورجال اعمال بارزون بعضهم خصم لغوسينسكي بالافراج عنه. وصرح الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف بان اعتقال رجل الاعمال "استفزاز موجّه ضد الرئيس بوتين". اما بوريس بيريزوفسكي منافس غوسينسكي في مجال الاعلام والسيطرة على الوسط اليهودي في روسيا فوصف الحادثة ب"العمل غير اللائق" الا ان غوسينسكي "دهسته آلة استخباراتية تعامل معها معتمداً على مسؤول سابق في الاستخبارات السوفياتية مستخدماً اساليبها لضرب منافسيه". وثارت المنظمات اليهودية في روسيا وجاء في بيان عنيف اصدرته اربع من المنظمات الرئيسية ان "السلطات الروسية تسعى مجدداً الى جعل الجاليات اليهودية في البلاد دمىً في ايديها" وان "المسألة اليهودية في روسيا لم تعد قضية الحياة اليومية للمواطنين بل ارتقت الى مستوى الانساق العليا في السلطة". وهدد "المؤتمر اليهودي الروسي" الذي يرأسه غوسينسكي ب"اعمال احتجاج واسعة" ومسيرات واعتصامات واضراب عن الطعام ما لم يُفرج عن رئيسه فوراً. واضطرت النيابة العامة الروسية الى اصدار بيان امس شجبت فيه "حملة الضغط المنظمة" التي تتعرض لها من وسائل اعلام ومحامين.