تسارعت امس خطوات نقل الرئاسة الى "الأسد الثاني" بمراسيم تشريعية اصدرها نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام كان ابرزها ترفيع العقيد بشّار الى رتبة فريق وتسميته قائداً للجيش والقوات المسلحة خلفاً للرئيس الراحل حافظ الاسد. وفيما تتخذ مؤسسات الدولة الخطوات القانونية لنقل السلطة، قال مسؤول سوري رفيع المستوى ل"الحياة" ان قراراً اتخذته "لجنة خماسية" ب"اعتقال" الدكتور رفعت الاسد في حال دخل الى سورية واعطاء الجيش والاستخبارات "الصلاحية الكاملة للقيام بأي شيء لمنعه من دخول البلاد". في هذا المجال، قال رئيس مجلس الشعب البرلمان عبدالقادر قدورة بعد اجتماع عقدته القيادة القطرية امس: "ليس هناك فرد قادر على ان يؤثر في اوضاع البلاد الامنية. هذا بلد يحميه شعبه ويحميه حزبه ويحميه جيش رُبّي على حبه اعواماً طويلة خصوصاً في العقود الثلاثة الاخيرة". وقال مسؤول سوري كبير ل"الحياة" ان القيادة القطرية عقدت امس اجتماعاً "اقترحت" فيه ترقية العقيد بشّار وتسميته قائداً للجيش وان "اللجنة العسكرية" التي تضم وزير الدفاع العماد اول مصطفى طلاس ورئيس الاركان العماد علي اصلان وقادة الفيالق والوحدات العسكرية الكبرى "وافقت بالاجماع على الاقتراحين". وتابع المسؤول ان السيد خدام اصدر مرسومين تشريعيين حملا الرقمين 9 و10 على ان يكون تاريخ نفاذهما بدأ من يوم اول من امس. وقال طلاس ل"الحياة" ان ما حصل استهدف "استمرارية نهج الرئيس الاسد ومدرسته". وحصل اجتماع القيادة القطرية بكامل اعضائها العاملين للمرة الثانية منذ رحيل الرئيس الاسد. وكشف احد الحاضرين ل"الحياة" عن تشكيل لجنتين في هذه "الفترة الانتقالية"، موضحاً ان الاولى تضم الامين القطري المساعد سليمان قداح والامين العام المساعد عبدالله الاحمر ونائب الرئيس خدام وقدورة ووزير الدفاع العماد اول مصطفى طلاس، ومهمتها "تسيير شؤون البلاد في القيادة القطرية باعتبارها أعلى هيئة سلطة سياسية في البلاد". واضاف المسؤول ان اللجنة الثانية ضمت، الى قداح والاحمر وخدام وقدورة، نائب الرئيس محمد زهير مشارقة ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع، وهو ليس عضواً في القيادة القطرية لكنه مرشح لنيل مقعد فيها في المؤتمر التاسع المقرر يوم السبت المقبل، موضحاً ان مهمة اللجنة هي "اعداد كتاب ترشيح الدكتور بشار الى الرئاسة". لكن السيد قدورة قال ل"الحياة": "ليس شرطاً ان يكون الرئيس عضواً في القيادة القطرية. جرت العادة على ذلك، لكن الدستور يشترط فقط ان يأتي الترشيح من القيادة القطرية لمن تراه مناسباً". وجاء ذلك بعدما اعلنت "الوكالة السورية للانباء" سانا عن ترشيح القيادة القطرية الدكتور بشار "رسمياً" الى منصب الرئيس. كان البرلمان خفض ب"الاجماع" اول من امس السن المطلوبة لمرشح رئيس الجمهورية الى 34 عاماً بدلاً من 40 عاماً، لفتح المجال الدستوري امام الدكتور بشار لنيل منصب الرئاسة. وقال مصدر رسمي امس "ان السيد خدام نائب رئيس الجمهورية اصدر القانون الرقم 9 للعام 2000 الذي اقره مجلس الشعب في 10 حزيران يونيو الجاري القاضي بتعديل المادة 83 من دستور الجمهورية العربية السورية بحيث يشترَط في من يرشح لرئاسة الجمهورية ان يكون عربياً سورياً متمتعاً بحقوق المدنية والسياسية متمماً الرابعة والثلاثين من عمره". وجاء ذلك بعدما اعلن مصدر في مكتب السيد خدام ان نائب الرئيس "يمارس مهمات رئيس الجمهورية بالتكليف" اثر وفاة الرئيس السوري حافظ الاسد، في اشارة الى اصداره القانون والمرسومين. وافسحت القرارات في المجال كي يتقبّل الدكتور بشار التعازي بوفاة الاسد بصفته السياسية والشخصية. وقال بيان صادر عن القصر الرئاسي ان الفريق بشار استقبل الرؤساء اللبنانيين الثلاثة اميل لحود ونبيه بري وسليم الحص الذين "عبّروا لسيادته عن تعازي لبنان شعباً وحكومةً وتعازيهم الشخصية بوفاة قائد سورية الكبير، واكدوا ان لبنان لن ينسى ابداً وقوفه الى جانبه الدائم من اجل سلام لبنان ووحدته ارضاً وشعباً". ونقل البيان ان الرؤساء الثلاثة: "قالوا ان التاريخ سيذكر اسم الرئيس الاسد دائماً كواحد من القادة العرب التاريخيين"، مشيراً الى ان اللقاء جرى في حضور رئيس جهاز الامن والاستطلاع للقوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء غازي كنعان. وتلقى الفريق الاسد اتصالات من زعماء عرب بينهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير ووزير الدفاع السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي "قدّم خلاله الى الدكتور بشّار الاسد والأسرة الكريمة والشعب العربي السوري تعازيه القلبية بفقيد سورية والامة العربية الرئيس الاسد". وعلمت "الحياة" ان مراسم النظرة الاخيرة على جثمان الراحل الاسد ستجري في الثالثة بعد ظهر اليوم في قصر "الشعب" في دمشق قبل ان ينقل جثمانه الى القرداحة الساحلية مسقط رأس الراحل تلبية لتوصية من الرئيس الاسد. وتقرر ترتيب موكب تشييع كبير لمرافقة الجثمان. الملك فهد يتصل ببشار الاسد وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً امس مع الدكتور بشار الأسد قدم خلاله أحر التعازي والمواساة للدكتور بشار واسرته وللشعب السوري في وفاة الرئيس الأسد. وأشاد الملك فهد "بالجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس الراحل طوال حياته في سبيل خدمة بلاده والأمة العربية منوها بما حققته سورية من منجزات حضارية عظيمة في عهده وما حظي به من مكانه دولية مرموقة". من جانبه عبر الدكتور بشار الأسد عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على "فيض مشاعره وكريم مواساته"، مؤكداً ان سورية "ستظل وفية للنهج الذي رسمه لها الرئيس الأسد، وانها بإذن الله قادرة على تجاوز هذا المصاب الجلل بتكاتف ابنائها وتلاحمهم". تظاهرات في لبنان الى ذلك، شهدت بيروت ومدن لبنانية عدة تظاهرات سار فيها الألوف من اللبنانيين والسوريين وتوجه بعضها الى دمشق من نقطة الحدود اللبنانية - السورية في المصنع. وزار دمشق رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على رأس وفد وقدم تعازيه الى الدكتور الأسد في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع العماد أول مصطفى طلاس الذي كان استقبله في منزله في العاصمة السورية تفاصيل ص 4 روس: الهيكلية الموجودة وفي واشنطن أعلن منسق عملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس ان الاشارات الحالية تدلّ الى ان انتقال السلطة في سورية يتم بطريقة "سلسة جداً". واضاف روس في مقابلة مع شبكة "اي. بي. سي" "ان الهيكلية الموجودة هي هيكلية تسمح بانتقال السلطة بطريقة ميسّرة". واكد روس ان الوفد الفلسطيني والرئيس عرفات سيكونان في واشنطن الاسبوع المقبل لمتابعة المفاوضات. وزاد ان الولاياتالمتحدة لم تيأس من امكان تحقيق تقدم على المسار السوري. وفي اول تعليق رسمي على خلافة الرئيس الاسد اعلن روس ان الدكتور بشّار هو "الخيار المتوقع" واضاف ان "ما يحصل الآن في الشرق الاوسط ليس فقط تسلّم جيل جديد من القادة للحكم وانما تغييرات عميقة".