القدس المحتلة - أ ف ب - فيما بدا امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ارجأ بت مصير ائتلافه الحكومي لبضعة ايام، صرح مصدر اسرائيلي رسمي امس بأن الوفد الاسرائيلي المكلف التفاوض اعتبارا من اليوم الاثنين مع الفلسطينيين في واشنطن، سيتوجه كما كان مقررا الى العاصمة الفيديرالية. وقال ناطق باسم وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي ان "الوفد بقيادة بن عامي سيتوجه اليوم امس الاحد الى واشنطن بعد الاجتماع الاسبوعي للحكومة". وكان باراك شكك السبت في امكان التوصل الى اتفاق على كل القضايا مع الفلسطينيين، وقال: "ان عدم التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين في حلول ايلول سبتمبر ليس مستحيلا على رغم الارادة الحسنة لاسرائيل". ورفضت السلطة الفلسطينية على الفور "اي تأجيل لأي نقطة مرتبطة بالوضع النهائي"، خصوصا في ما يتعلق بمدينة القدس، كما اعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكانت فرضية ارجاء مغادرة بن عامي اسرائيل طرحت نظرا لدوره في المفاوضات الجارية بعد تفكك الغالبية الحكومية في اسرائيل. وكان الفلسطينيون اكدوا من ناحيتهم، على لسان رئيس المجلس التشريعي احمد قريع الذي يقود المفاوضات على الحل النهائي ان "الاجتماع سيعقد في واشنطن الاثنين" وان المفاوضات ستتناول قضايا الوضع النهائي وتطبيق اتفاقات انتقالية. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية صباح امس ان باراك لا يعتزم تقديم استقالة عدد من وزرائه اثناء اجتماع حكومته الاسبوعي امس، خلافا لما كان متوقعا. واجتمعت الحكومة الاسرائيلية قبل ظهر امس لتناقش خصوصا وفاة الرئيس السوري حافظ الاسد وكذلك الازمة الحكومية بعد تصويت ثلاثة من احزاب الائتلاف لصالح اقتراح قانون يدعو الى اجراء انتخابات مبكرة. واوضحت الاذاعة ان باراك كان سيطرح على الحكومة استقالة وزراء اعضاء في هذه الاحزاب الثلاثة ولكنه قد يرجىء هذا المشروع بضعة ايام، من دون ان توضح اسباب هذا التأجيل. وردا على سؤال لوكالة "فرانس برس"، اكدت رئاسة الحكومة هذا الاحتمال مشيرة الى عدم اتخاذ اي قرار بعد. ونقلت الاذاعة عن باراك تأكيده انه كان يعتزم تشكيل "حكومة مصغرة يمكن ان تجري تغييرات مهمة واعداد دستور بحلول عام لاسرائيل" التي لا تملك دستوراً بل قوانين اساسية فقط. وكان باراك اعلن الخميس الماضي انه سيشكل في غضون ايام عدة ائتلافا جديدا شبيها بالائتلاف الذي خانه. ويشكل حزب شاس المتشدد بمقاعده ال17 من اصل 120 نائبا يتألف منهم الكنيست، الحزب الاكثر نفوذا بين الاحزاب الثلاثة التي وقفت ضد رئيس الوزراء. وكان حزب شاس اعلن انه سيدعم اقتراح القانون الذي تقدمت به المعارضة بعدما فشل مع حزب ميريتس اليساري، الفريق الثالث في الائتلاف بعد حزب العمل بقيادة رئيس الوزراء وحزب شاس، في الحصول على مبالغ مالية لتمويل المدارس الدينية التابعة لحزب شاس. واوقف رئيس الوزراء الاسرائيلي المفاوضات مع شاس حول تمويل مدارسه الدينية، مشيرا الى انه لن يخضع لمثل هذه الضغوط من جانب عضو في ائتلافه.