دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد الى الحفاظ على التراث العربي وتوثيقه بهدف حمايته من التحريف والتشويه باعتبار أنه يمثل ذاكرة الأمم والشعوب ونقطة انطلاقها نحو المستقبل. وشدد عبدالمجيد في كلمة وجهها الى "مؤتمر أدوات البحث في الأرشيف" الذي افتتح في الجامعة أمس ويستغرق ثلاثة أيام على أهمية التعاون العربي في هذا المجال "لتأكيد هويتنا العربية، وضرورة مواكبة أحدث التقنيات العلمية في العالم في مجال توثيق التراث والمعلومات والوثائق للحفاظ على التراث العربي ونقله للأجيال القادمة صحيحاً متكاملاً". وكان الأمين العام المساعد للجامعة الدكتور علي عبدالكريم ألقى كلمة عبدالمجيد في الجلسة الافتتاحية التي تحدث فيها وزير الثقافة المصري فاروق حسني. وأعرب حسني عن أمله في أن تكون دور الوثائق في العالم العربي "بمثابة مراكز علمية تُعني بالتراث الوثائقي دراسة وتحقيقا". وقال حسني إن الدول التي قطعت شوطاً كبيراً في انجازها الحضاري عنيت عناية شديدة بالتراث و"واقعنا المعاصر حري بأن نزكيه باستعادة تجاربنا وإعادة دراستها وتحقيقها استشرافا للمستقبل المرهون برغبتنا الصادقة في العمل المشترك، الذي يعد السبيل القويم للحفاظ على هويتنا تجاه المخاطر التي تستهدف هذه الهوية". وتحدث أمام الجلسة رئيس دار الكتب المصرية السيد سمير غريب منبهاً الى أهمية الوثيقة في تاريخ وحياة الشعوب لأن "مخاطر عدم الوعي بأهمية الوثائق التاريخية جعلها نهباً مباحاً للواعين بأهميتها من الأجانب وذلك من خلال الإهداء أو البيع". ورفض رئيس الفرع العربي للمجلس الاقليمي الدولي للأرشيف السيد عبدالكريم بجاجة عقد المؤتمر الدولي للأرشيف في مدينة القدس العربية عام 2001، مؤكداً أن الدعوة لعقده هناك "مؤامرة مدبرة من بعض الأعضاء داخل المؤتمر الدولي للأرشيف". وقال: إن "أعضاء الفرع العربي سوف يتصدون لهذا المؤتمر"، داعياً الى التكاتف من أجل "إدخال اللغة العربية كلغة أساسية في اجتماعات المؤتمرات الدولية للأرشيف والوثائق". من جهته نبه رئيس دار الوثائق القومية مقرر المؤتمر الدكتور محمد صابر عرب الى أن إسرائيل "أدركت منذ فترة مبكرة أهمية الوثائق التي تدعم أطماعها الاستعمارية وراح الخبراء الإسرائيليون يجوبون دور الوثائق في العالم بحثاً عن تاريخ تم صناعته بعناية شديدة "حتى و صل الأمر الى دعوة المؤتمر الدولي للأرشيف ليعقد في مدينة القدس العربية عام 2001"، مطالباً المؤتمر الحالي المنعقد في القاهرة باتخاذ موقف للتصدي لهذه المحاولات.