} في موازاة التطورات المتلاحقة المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي المرتقب من جنوبلبنان تتابع دول عدة الموضوع وأبرزها فرنسا وروسيا. باريس، موسكو، "الحياة"- أ ف ب - عرض الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان المعطيات المتوافرة لدى كل منهما في شأن لبنان والانسحاب الإسرائيلي المرتقب منه. وقال مصدر فرنسي مطلع إن شيراك وضع أنان في صورة المحادثات التي أجراها أخيراً مع وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليفي ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع خلال زيارتيهما للعاصمة الفرنسية. وذكر أن أنان من جهته عرض لشيراك نتائج الجولة التي قام بها مبعوثه تيري رود لارسن على إسرائيل ولبنان ولاحقاً سورية. وأشار المصدر الى أن المحادثات تركزت على سبل تهدئة الوضع والحؤول دون حدوث فراغ أمني في جنوبلبنان بعد الانسحاب. وأوضح أن أنان سيقدم إلى مجلس الأمن تقريراً يعده في ضوء نتائج محادثات لارسن في المنطقة، ويتضمن عرضاً لنيات جميع الأطراف المعنيين بالانسحاب، وأن قرار تعزيز القوة الدولية لحفظ السلام سيتخذ بناء على مضمون هذا التقرير. وتعتبر فرنسا أن التحقق من إتمام الانسحاب الإسرائيلي وفقاً لمضمون القرار الدولي الرقم 425 وتحديد طبيعة الانتشار الدولي الذي سيتبع الانسحاب، هما مسؤوليتان تقعان على عاتق الأممالمتحدة. وكان أنان توقف في باريس مساء أول من أمس، وهو في طريق عودته الى نيويورك، في ختام جولة افريقية. وكذلك أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه أن مدير دائرة افريقيا والشرق الأوسط في الوزارة ايف اوبين دو لا موسوزيير زار طهران من 28 الى 30 نيسان ابريل الماضي في إطار "الحوار السياسي المنتظم" بين باريسوطهران. وسلم الديبلوماسي الفرنسي المسؤولين الإيرانيين رسالة من وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، موجهة الى نظيره الإيراني كمال خرازي، لم يُكشف مضمونها. وأوضحت الناطقة أن المحادثات "تناولت القضايا الدولية والإقليمية والثنائية"، مؤكدة أن "عملية السلام والوضع في جنوبلبنان كانا محور تبادل معمق" لوجهات النظر بين الطرفين. وفي موسكو، ذكرت وكالة "ايتار تاس" الرسمية أن المبعوث الروسي الخاص السفير نيكولاي كارتوزوف اجتمع مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين وأبلغهم أن موسكو تؤيد قرار الانسحاب الأحادي الجانب وتعتبره "مبرراً ومعقولاً" في الظروف الراهنة على رغم أنها كانت تفضل حلاً في إطار تسوية شاملة. وأعرب كارتوزوف عن اعتقاده أن "حزب الله" سينتقل من الأساليب العسكرية الى السياسية ويكف عن الكفاح المسلح ضد إسرائيل. وفي إشارة الى الردود السورية المحتملة على قرار الانسحاب أعرب كارتوزوف عن الأمل أن تتخذ دمشق موقفاً "عقلانياً". ودعا الى استئناف المفاوضات السورية - الإسرائيلية مشيراً الى استعداد موسكو للعمل في هذا الاتجاه.