سوفا - رويترز، أ ف ب - اعلن رئيس فيجي راتو سير كاميسيسي مارا سامس انه لا يستطيع ضمان بقاء حكومة رئيس الوزراء ماهاندرا تشودري في السلطة عقب محاولة الانقلاب التي تشهدها البلاد. وقال مارا للصحافيين "لا استطيع القول بانني سأعيد الحكومة التي تسببت في كل هذه المشاكل". واضاف "اذا اراد السيد تشودري الاستقالة يمكنه ان يستقيل الامر يجب ان يأتي منه". واوضح مارا، الذي يحتجز قائد الانقلاب جورج سبايت ابنته ضمن الرهائن، انه علم اول من امس ان سبايت ينوي قتل الرهائن اذا لم يتنح عن الرئاسة. وقاد رجل الاعمال سبايت تسعة مسلحين استولوا على مبني البرلمان الجمعة الماضي واحتجزوا تشودري، وهو من اصل هندي، و 35 نائباً رهائن. واعلن الرئىس مارا حال الطوارئ اثر محاولة الانقلاب التي وصفها بانها غير مشروعة. واعلن سبايت، الذي عين حكومة تضم فقط فيجيين من الاثنية الميلانيزية، انه شن الانقلاب "باسم سكان فيجي الاصليين". ويتولى تشودري رئاسة وزراء جزر فيجي منذ ايار مايو 1999. وقال الرئيس مارا ان لديه اقتراحات عدة يعرضها خلال اجتماع مجلس الوجهاء الاعلى المقرر اليوم. وتضم هذه الهيئة السلطات التقليدية في الجزيرة التي تتدخل لاسداء النصح الى الحكومة. واعرب رئيس وزراء جزر فيجي السابق سيتيفيني رابوكو، الوسيط في هذه الازمة والذي كان وراء عمليتين انقلابيتين في 1987، عن تعاطفه امس مع الانقلابيين. واوضح في تصريح للتلفزيون الفيجي "انني اتعاطف مع قضيتكم. لكن لا اوافق على وسائلكم". وكان رابوكو خسر في الانتخابات التشريعية الاخيرة في ايار مايو 1999 التي فاز بها تشودري، لكنه احتفظ بشعبية في الجزيرة لا سيما في صفوف السكان الاصليين. لكن تصريحاته زادت من الفوضى التي تعم العاصمة سوفا. واكدت الشرطة والجيش السبت الماضي ولاءهما للدستور والرئيس مارا. لكن من الواضح ان عناصر من وحدة خاصة من الجيش الفيجي، معروفة باسم "وحدة الحرب المناهضة للثورة"، يقودون هذا الانقلاب. ويبدو ان رابوكا درب شخصياً هذه الوحدة مطلع السنة. وغادر سبايت مبنى البرلمان امس لتفقد العاصمة التي تعرضت لعمليات نهب واحراق. وفي علامة على الثقة المتزايدة أمضى 45 دقيقة تفقد خلالها وسط فيجي في سيارة للشرطة برفقة ضابط شرطة واحد المسلحين من مجموعته. ولم يعترض احد طريق سبايت ولم تحدث اي محاولة لاعتقاله لدى مغادرته مبنى البرلمان على رغم اعلان حال الطوارئ. وانتشرت قوات من الجيش الفيجي في سوفا امس في حين تجمع مئات من انصار الانقلابيين لتنظيم تظاهرة في المدينة، حسب ما افاده شهود. ويشكل سكان فيجي الاصليون نحو 51 في المئة من عدد السكان البالغ 800 الف نسمة، مع تركز القوة الاقتصادية في يد السكان المتحدرين من اصل هندي والذين يشكلون نسبة 44 في المئة.