الخليل الضفة الغربية، غزّة - "الحياة"، اف ب، ا ب - ارتفع عدد جرحى المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي الى اكثر من 100 فلسطيني أمس السبت. واكدت مصادر طبية وشهود اصابة 110 فلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة برصاص الجيش الاسرائيلي مع تجدد المواجهات في اليوم الثاني من "ايام الغضب" في اطار حملة التضامن المتواصلة منذ عشرين يوماً مع المعتقلين الفلسطينيين في سجون اسرائيل. كما ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي الى خمسة أمس بوفاة عيسى عادل كراكرة 29 عاماً وهو من سكان مدينة البيرة الملاصقة لرام الله كان وصل الجمعة الى المستشفى مصاباً برأسه برصاصة اطلقها جندي اسرائيلي. وارتفع عدد جرحى المواجهات العنيفة مع الجيش الاسرائيلي والتي بدأت منذ ذكرى النكبة قبل اسبوع الى حوالي 600 جريح في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشهدت مدينة الخليل في جنوبالضفة الغربية اعنف المواجهات أمس. إذ افيد عن اصابة 50 شخصاً برصاص اسرائيلي نقل 28 منهم الى مستشفيات المدينة خلال تظاهرات شارك فيها المئات وتركزت في وسط البلدة القديمة. وافاد مراسل "فرانس برس" ان البلدة القديمة التي غصت بالجنود الاسرائيليين والمتظاهرين الفلسطينيين وسيارات الاسعاف التي كانت تنقل الجرحى تحولت الى ما يشبه "ساحة حرب". واخفق عشرات من رجال الشرطة الفلسطينيين في ردع الشبان الذين كانوا يهاجمون الجنود الاسرائيليين بالحجارة وقنابل المولوتوف والزجاجات الفارغة وهم يرددون "لله اكبر". وافاد مراسلو "فرانس برس" ان 20 فلسطينيياً اصيبوا أمس برصاص مطاطي خلال مواجهات مماثلة اندلعت عند المدخل الشرقي لمدينة جنين، شمال الضفة، اضافة الى اصابة 15 اخرين في مواجهات وقعت في مدينة طولكرم في شمال غربي الضفة. وقال ناطق إسرائيلي ان الفلسطينيين أطلقوا رصاصاً حيّاً على الجنود الإسرائيليين في طولكرم. لكن محمود عوض الله، مسؤول الشرطة الفلسطينية في المدينة نفى ان حصول إطلاق نار من المناطق التي يسيطر عليها الفلسطينيون. وفي حين اكد شهود عيان اصابة 4 فلسطينيين برصاص مطاطي في مدينة بيت لحم خلال تظاهرة شارك فيها طلاب المدارس في المدينة، افادت مصادر طبية وشهود عن اصابة 11 شخصاً بجروح خارج مدينة رام الله. وأضاف شهود ان رجال الشرطة الفلسطينيين تدخلوا لفض المواجهات الدائرة في بيت لحم وانهم نجحوا في رد المتظاهرين الذين كانوا يرشقون الجنود الاسرائيليين المرابطين عند مدخل المدينة الشمالي بالحجارة. وفي مدينة نابلس، شمال الضفة، تجمع نحو ثلاثة الاف شخص في وسط المدينة وخرجوا في تظاهرة تضامنا مع الاسرى. وقال شهود ان بضع مئات منهم حاولوا الخروج الى طريق القدس حيث يتواجد الجنود الاسرائيليون لكن اعداداً كبيرة من الشرطة الفلسطينية ردتهم على اعقابهم. وافيد ان 4 من المتظاهرين اصبيوا برصاص اسرائيلي بعدما نجحوا في الوصول الى المنطقة الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية واشتبكوا مع الجنود هناك. الا ان محاولات رجال الشرطة الفلسطينية لم تجد نفعا مع حوالي 400 آخرين كانوا يتظاهرون عند تقاطع تجمع مستوطنات "نتسريم" في جنوب قطاع غزة. واصيب عشرة برصاص الجنود الاسرائيليين بينهم شرطي فلسطيني وثلاثة صحافيين كانوا يغطّون التظاهرات. وعولج المصابون في مستشفى ميداني أقامته وزارة الصحة الفلسطينية قرب مكان حصول المواجهات. وتهدف حملة التضامن التي يقف خلفها "نادي الاسير الفلسطيني" التابع لحركة "فتح"، كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات، الى الضغط على اسرائيل لاطلاق نحو الفي فلسطيني ما زالت تعتقلهم في سجونها. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اعلن تعليق المحاثات حول المرحلة الانتقالية احتجاجاً على رفض اسرائيل اطلاق دفعة جديدة من المعتقلين. ونصبت في مختلف المدن الفلسطينية خيام اعتصام امام مقرات الصليب الاحمر يتواجد فيها اسرى محررون وامهات معتقلين وشخصيات مضربة عن الطعام تضامناً مع حوالي 700 معتقل فلسطيني يُضربون عن الطعام احتجاجا على استمرار حبسهم. وقال الجنرال موشي يالون، قائد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ان الدولة العبرية قد تلجأ الى إستخدام طائرات مروحية أو ربما دخول المناطق الفلسطينية إذا لم تتوقف المواجهات. وقال للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء الجمعة: "إذا لم تسيطروا السلطة الفلسطينية على أعمال العنف وتحصل إصابات في صفوفنا، فلن يكون عندنا خيار آخر سوى الرد".