لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - هبطت اسعار الاسهم في معظم البورصات الدولية أمس في اليوم التالي لاعلان مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي المركزي عن رفع سعر فائدة الاحتياط بنسبة نصف في المئة الى 6.5 في المئة، في خطوة توقعتها الاسواق منذ اسابيع بعد ظهور مؤشرات على بروز الضغوط التضخمية في الاقتصاد الاميركي الذي دخل عامه العاشر من النمو المستمر. وكانت اسعار الاسهم الاميركية تراجعت أول من أمس بعد الاعلان عن رفع الفائدة، لكنها عادت وارتفعت في الساعات التالية من التعامل. وقال محللون ان احد اسباب هبوط اسعار الاسهم في البورصات الاوروبية والآسيوية أمس، وهبوطها عند افتتاح سوق نيويورك ايضاً، هو اشارة مجلس الاحتياط الفيديرالي الى انه ينوي الاستمرار في رفع اسعار الفائدة في الاشهر المقبلة لكبح الضغوط التضخمية، اذ تزيد الفائدة المرتفعة تكاليف الاقتراض. وفي شرحها لقرار زيادة اسعار الفائدة قالت لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياط ان "الزيادات في الطلب ما زالت تتجاوز حتى سرعة الزيادات في العرض المحتمل الناتج عن زيادة الانتاج وهو ما يشكل ضغطاً مستمراً على الموارد. وتشعر اللجنة بالقلق لان هذا التباين في زيادة كل من الطلب والعرض المحتمل سيستمر الامر الذي يمكن أن يعزز الاختلالات التضخمية التي يمكن ان تضعف الاداء القوي للاقتصاد". واشار المجلس في بيانه الى عزمه على زيادة تكاليف الاقتراض في المستقبل لمنع تسارع النمو الاقتصادي بصورة تنذر بزيادة معدلات التضخم. وجاءت هذه الاشارة بالعبارات المعتادة التي يستخدمها للتعبير عن الإتجاه المقبل لاسعار الفائدة، اذ قال في بيانه ان ارتفاع التضخم هو الخطر الذي يهدد الاقتصاد. وقال مجلس الاحتياط انه رفع ايضاً سعر فائدة الخصم من 5.5 في المئة الى ستة في المئة. وعلى صعيد العملات، هبط الجنيه الاسترليني أمس الى ادنى مستوى مقابل الدولار خلال ستة أعوام في اليوم التالي لرفع الفائدة الاميركية التي جعلت سعر الفائدة الرئيسية على الدولار اعلى من الفائدة على الاسترليني للمرة الاولى منذ منتصف الثمانينات. ويبلغ سعر الفائدة الرئيسية على الاسترليني فائدة اعادة شراء الاوراق المالية حالياً ستة في المئة، أي اقل بنصف في المئة من الفائدة على الدولار. وهبط الاسترليني بعد ان عززت تفاصيل محضر الاجتماع السابق للجنة السياسة النقدية في بنك انكلترا المركزي احتمال بقاء الفائدة على الاسترليني اقل من الفائدة الرئيسية على الدولار. لكن على رغم ذلك يتوقع بعض المحللين ان يرفع بنك انكلترا المركزي سعر الفائدة على الاسترليني لتظل مماثلة للفائدة على الدولار، خصوصاً اذا ظهرت أي ضغوط تضخمية في الاقتصاد البريطاني. وسجل الاسترليني صباح أمس 1.4882 دولار، وهو ادنى مستوى يسجله مقابل العملة الاميركية منذ أيار مايو عام 1994، مقابل 1.4971 دولار في اواخر التعامل أول من أمس. وتراجع اليورو الى ما دون عتبة 0.9 دولار أمس مقابل 0.9051 دولار في اواخر التعامل أول من أمس. وتوقع محللون ان يضيف تزايد التباين بين اسعار الفائدة في كل من الولاياتالمتحدة واوروبا من الضغوط المستمرة على اليورو. وفي اسواق الاسهم عاود المستثمرون الاقبال على اسهم قطاعات الاقتصاد القديم التقليدية بينما تراجعت اسهم شركات الاقتصاد الجديد، أي التكنولوجيا والاتصالات والاعلام. وراوحت خسائر البورصات الرئيسية أمس بين واحد واثنين في المئة على اساس المؤشرات الرئيسية لهذه البورصات.