اسطنبول - أ ف ب - دب الرعب ثانية في أوساط كرة القدم الاوروبية بعدما لقي اثنان من أنصار فريق ليدز يونايتد الانكليزي، وهما كريستوفر لوفتوس وكيفن سبايت، مصرعهما في اسطنبول عشية المباراة ضد غلطة سراي التركي في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي. وجرح ايضاً 5 انكليز وتركي واحد، وألقت شبكات التلفزيون التركية باللوم على انصار ليدز واعتبرتهم مسؤولين عن المواجهات التي نشبت بينهم وبين الاتراك في حي تكسيم، لأنهم كانوا خارجين لتوهم من إحدى الحانات. واعتقلت الشرطة التركية 25 شخصا من انصار الفريقين، وذكر رئيس ليدز بيتر ريدسدايل وجود ثلاثة من مشجعي فريقه في العناية الفائقة في مستشفى تكسيم، واتهم من جانبه انصار الفريق التركي بالتوجه الى الحي لمواجهة الانكليز وهم مسلحون بسكاكين. وأعلنت القنصلية البريطانية في اسطنبول ان نحو 1000 مشجع قدموا من لندن لمؤازرة ليدز. وفي لندن، اتهمت رابطة مشجعي الفريق الانكليزي الشرطة التركية بالتواطؤ، واعتبرت "ان المواجهات التي اسفرت عن مقتل مشجعين هي مثال جديد على وجود شرطة سيئة جداً". وأوضح المتحدث باسم غلطة سراي تورغاي واردار: "انها المرة الاولى التي يقع فيها ضحايا في تاريخ غلطة سراي". ودعا رئيس رابطة مشجعي ليدز، راي فيل، الى عدم اقامة مباريات دولية في تركيا، كما دعا المشجعين الى التوجه الى ملعب "ايلاند رود" لوضع الاكاليل على ابواب النادي حداداً على الضحيتين. وذكر عضو مجلس العموم البريطاني جو اشتون: "يجب منع الأتراك من خوض اي مباريات دولية على ملاعبهم مرة جديدة، وإنما على ملاعب محايدة، لأنهم لا يستطيعون السيطرة على الموقف... وفي تلك المنطقة من العالم هناك نوع من الاصولية والعنصرية الخاصتين بكرة القدم". يذكر أنه عندما لعب مانشستر يونايتد في اسطنبول عام 1993 تمت مهاجمة لاعبيه اريك كانتونا وبراين روبسون، وقد غادرا الملعب عبر النفق. الى ذلك هوجمت الحافلة التي كانت تقل فريق تشلسي مطلع الموسم الحالي عندما كانوا في اسطنبول لمواجهة غلطة سراي ايضاً. وعندما كانت جمهورية ايرلندا تلعب ضد تركيا ضمن تصفيات اوروبا قبل نحو 5 أشهر هاجم عدد من لاعبي تركيا المهاجم الايرلندي طوني كاسكارينو. وأوضح ريدسدايل أن الاتحاد الاوروبي قرر اقامة المباراة في موعدها مساء أمس علماً بأنه كان أمام ناديه خياران آخران وهما الانسحاب من المسابقة أو طلب تأجيل المباراة. وفعل المسؤولون الانكليز الكثير لكي يبيضوا صورتهم التي اتسخت بسبب أحداث العنف من جانب أنصار انديتهم الذين تسببوا في مصرع 39 شخصاً، معظمهم من الايطاليين قبيل نهائي كأس ابطال اوروبا بين ليفربول ويوفنتوس عام 1985. وأبعدت الاندية الانكليزية عن المسابقات القارية خمس سنوات، وخلالها اتخذت اجراءات كثيرة لتنظيف الساحة من الشغب ومن سوء التنظيم داخل الملاعب خصوصاً عندما قتل 96 شخصاً بسبب الازدحام على ملعب هيلزبره في مدينة شيفيلد عام 1988. وعندما استعادت الكرة الانكليزية عافيتها أمنياً استضافت انكلترا بطولة أمم اوروبا 1996 فخلت من العنف، ما شجعها على طلب استضافة مونديال 2006. وربما تؤثر أحداث اسطنبول على فرصتها في الفوز خلال الاقتراع الذي سيتم في تموز يوليو المقبل. وأدت احداث اسطنبول ايضاً الى تزايد المخاوف لدى السلطات الاوروبية لأن بلجيكا وهولندا ستستضيفان معاً بطولة أمم اوروبا في حزيران يونيو المقبل والتي يشارك فيها منتخبا انكلترا وتركيا. واعتبرت مباراة المانيا وانكلترا التي ستقام في 17 حزيران مباراة محفوفة بالخطر لأن مشجعيهما عرفوا بالعنف. وقبل كل شيء تدرس السلطات الاوروبية والانكليزية حالياً حلاً لمشكلة مباراة الاياب بين ليدز وغلطة سراي بعد اسبوعين في مدينة ليدز.