حذّر الاتحاد العربي للنقل الجوي من التحديات التي لا تزال تواجه صناعة الطيران التجاري العربية والتي تؤمن بمفردها ستة في المئة من اجمالي حركة النقل الجوي في العالم. وتسيّر الشركات ال19 الاعضاء في الاتحاد نحو 450 طائرة تشكل عماد الأساطيل الجوية العربية، وإن كانت لا تدنو في مجموعها، من حجم شركة طيران دولية كبيرة في أوروبا أو أميركا الشمالية. وقال الأمين العام للاتحاد السيد عبدالوهاب تفاحة، لدى تقديمه أمس التقرير السنوي أمام الجمعية العمومية ال33 المنعقدة في القاهرة، إن العولمة تضغط في اتجاهات أربعة هي: التحالفات الاستراتيجية وتحرير الأجزاء والتجارة الالكترونية والملكية والسيطرة، وان غياب الاستقرار الاقليمي الدائم حتى الآن هو تحدٍ إضافي يواجه الناقلات الجوية العربية في "زمن يعتبر عدم التطور فيه تراجعاً بحد ذاته". واستطاعت شركات الطيران العربية منذ انطلاق اتحادها الذي أعلن في القاهرة عام 1965 الحصول على اعتراف متزايد بمكانتها في صناعة النقل الجوي الدولية بفضل مبادراتها المشتركة. وأعلن أمس في هذا الشأن مع انتهاء فاعليات الجمعية العمومية السنوية التي بدأت أعمالها الأحد، تبني نظامي حجر آليين من قبل 15 شركة طيران عربية وأربع هيئات طيران متخصصة اقليمية، ينتظر أن يحقق عوائد بقيمة 700 مليون دولار. كما أعلن وضع برنامج أوسع نطاقاً لمد برنامج التزود المشترك للشركات العربية بالوقود إلى 15 محطة جوية أوروبية في الفترة المقبلة، إضافة إلى زيادة عدد الدورات التدريبية. وقال السيد تفاحة إن الأمانة العامة دعمت مشاريع مشتركة حققت عائداً العام الماضي بلغ 120 مليون دولار. وأعلن أمس بدء تشغيل نظام للخدمة الالكترونية يربط بين الشركات الأعضاء ويكفل تحديث المعلومات وتوزيعها في ما بينها. ويفوق عدد العاملين لدى شركات الطيران العربية 130 ألف شخص. وأمّنت الناقلات الجوية العربية العام الماضي نقل نحو 95 مليون شخص على متن رحلاتها المجدولة والعارضة. إلا أن تطور شركات النقل الجوي العربية لا يزال محكوماً بعوامل كثيرة سمحت الجمعية العمومية بتسليط الأضواء عليها، ومنها تأثر حركة الطيران التجاري العربية بدرجات متفاوتة ومن بلد لبلد، بالازدحام الخانق في الفضاء الجوي الأوروبي، على حد قول إيف لامبير المدير العام لهيئة "يورو كونترول" المشرفة على تنظيم حركة الملاحة الجوية في أوروبا. من جهته، نبّه السيد خالد مهدي، ممثل الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن شركات النقل الجوي العربية مدعوة إلى التعاون لتحديد سياسات عربية موحدة.