حفلت مباريات اليوم الأول من بطولة رأس لفّان لاساتذة كرة المضرب المقامة حالياً في الدوحة بالاثارة والمتعة والتنافس الحميم بين المتبارين، ما أكّد ان البطولة جادة جداً على عكس ما يتردد دائماً عن امر مثل هذه المنافسات هي عبارة عن "جولات" ترفيهية لقدامى اللاعبين والجماهير لا أكثر. وشهد الملعب الرئيسي في "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" حضوراً جماهيرياً مميزاً ساهم في رفع مستوى الحدث بعدما اكتملت عناصره كلها، لكن ما يثير الدهشة هو غياب المواطنين في شكل واضح لأن اكثر من 85 في المئة من الحضور كانوا من ابناء الجاليات الاجنبية. عموماً، بدأت الاحداث في جو ترابي عاصف ورياح شديدة، ما أثّر على اداء الاساتذة خصوصاً اثناء ضربات الارسال. وشهدت المباراة الافتتاحية مفاجآة اعتبرها البعض من النوع الثقيل وتمثّلت بخسارة حامل اللقب الفرنسي الجنسية الاميركي الاصل منصور بهرامي امام الاسترالي بات كاش 2 - 6 و3 - 6، لكن وقائع اللقاء اكدت ان كاش كان الأفضل من كل النواحي وأحسن استغلال ضعف اللياقة البدنية لدى منافسه واجهده بالكرات السريعة على اطراف الملعب. كما ان بهرامي افتقد لمهارة رد الكرات التي منعب الشبكة مرور أغلبها. وفي الوقت الذي اهتم كاش بتحقيق الفوز، داعب بهرامي الجماهير والحكام ببعض "حركاته" المعروفة عنه ولم يفته طبعاً الاعتراض على قرارات الحكم الرئيسي اكثر من مرة. واللافت ان الحكم العام للبطولة الالماني ديترهانز رفض ادارة المباراة عطفاً على خلافات سابقة بينه وبين بهرامي، وقام المصري أشرف حمودة رئيس لجنة الحكام في الاتحاد القطري بادارتها. وفي المباراة الثانية التي شهدت مواجهة سويدية بحته، فاز ماتس فيلاندر على جواكيم نستروم 4 - 6 و6 - 3 و10 -8 بعد مباراة قوية ومتكافئة. وانهى نستروم المجموعة الاولى لمصلحته بفضل تفوقه في ضربات الارسال، بيد ان سرعان ما استعاد فيلاندر تركيزه و"روّض" نستروم بفضل ضرباته الخادعة والمتنوعة في المجموعة الثانية. وبعد التعادل 1 -1، لجأ اللاعبان الى خوض الشوط الثالث الذي اقيم بطريقة كسر التعادل وفقاً للائحة البطولة، وانهاه فيلاندر لمصلحته 10 -8. وتألق السويدي بيورن بورغ كعادته، واكد مجدداً ان الاسطورة مستمرة، وجاءت مباراته مع الايطالي كلاوديو باناتا الأفضل في اليوم الأول. واستخدم السويدي كل مهاراته من اجل تخطي عقبة الايطالي "الشاب" قياساً على اعمار بقية المشاركين، وحقق بورغ فوزاً معتبراً بالمجموعة الاولى 6 - 3 لكنه جاهد كثيراً من اجل الفوز بالثانية بعد ما ابدى باناتا مقاومة فعّالة أوصلت النتيجة الى 6 - 6، وفي شوط كسر التعادل نجح "جبل الجليد" السويدي في تحقيق الفوز 7 - 6. واختتمت فعاليات اليوم الأول بلقاء حماسي ومثير بين "الاميركي الوقح" جون ماكنرو ومواطنه جين ماير انتهى لمصلحة الاول 6 - 2 و6 - 1. ووجه ماكنرو تحذيراً شديد اللهجة لباقي اللاعبين مؤكداً انه يمر بأفضل حالاته، وانه الأقرب الى تحقيق اللقب. ويلعب اليوم بورغ مع ماكنرو وماير مع باناتا، وفيلاند مع كاش، وبهرامي مع نيستروم. الفردان من ناحية، اعرب علي الفردان رئيس الاتحاد القطري رئيس اللجنة المنظمة العليا عن سعادته بالمستوى المرتفع الذي شهدته المبارات حتى الآن واشاد بالحضور الجمتهيري المتميز. وقال الفردان إن حرص الاسماء الكبيرة على المشاركة كان له بالغ الاثر في نجاح البطولة من يومها الأول، واضاف ان احداثها تدل على انها بطولة جادة وتشهد مستوى "تنسي" رفيع. واوضح ان غياب الفرنسيين يانيك نواه وهنري لاكونت زاد من جدية التنافس لانهما اعتادا في مثل هذه المناسبات العمل على امتاع الجماهير وتسليتها على حساب الاداء الفني الجاد... "حتى منصور بهرامي الذي اشتهر هو الآخر بهذا الجانب يبدو جاداً هذه المرة لأنه يسعى الى الاحتفاظ بلقبه".واكد الفردان على اهتمام وسائل الاعلام المختلفة بالحدث، واشار الى وصول طاقم فني من انكلترا خصيصاً لنقل المبارايات فضائياً عبر محطة "بورسبورت" و"بي.ام.سي.". حديث النجوم وفي حفلة العشاء التي اقامها البنك التجاري القطري الراعي الرسمي للبطولة، تحدث عدد من النجوم المشاركين ل"الحياة"، واعرب ماكنرو عن حرصه على المشاركة هذا العام ليعوض غيابه عنها في العام الماضي لاسباب خارجة عن ارادته. واوضح الاميركي المشاغب انه يحمل ذكريات جميلة عن قطر واهلها من خلال مشاركته في البطولة الاولى عام 1998 وهي التي فاز بلقبها. وأكد انه يتطلع الى استعادة اللقب لأنه تعوّد طيلة مسيرته الاحترافية ان تكون مشاركته من اجل الفوز لا غيره: "معنوياتي مرتفعة جداً بعد ان نجحت في قيادة المنتخب الاميركي الى الدور النهائي من مسابقة كأس ديفيس، ما يشكل حافزاً اضافياً لتقديم عروض قوية وممتعة في الدوحة واستعادة اللقب". ولم تفارق جبل الجليد بورغ ابتسامته الدائمة، واعرب عن سعادته لوجوده في الدوحة للمرة الثالثة مؤكداً انه خاض برنامجاً تدريبياً خاصاً استعداداً لهذه البطولة. وعن مباراته المرتقبة اليوم امام ماكنرو، قال: "اسعد بلقاء ماكنرو في أي زمان ومكان، لان مبارياتنا اتسمت دائماً بالاثارة والندية والقوة". أما منصور بهرامي، فأكّد ان مهمته في الحفاظ على اللقب صعبة لكنه لن يتنازل عنه بسهولة. وعن خسارته امام كاش قال بهرامي: "قدم كاش عرضاً استحق عليه الفوز، لكنني لا اعرف ماذا حدث لي. كرات كثيرة بقيت في ملعبي بفعل الشبكة التي بدت لي وكأنها اكثر ارتفاعاً مما ينص عليه قانون اللعبة، ما دفعني الى قياس ارتفاعها خلال المباراة والغريب انه كان صحيحاً!".