قرر تلفزيون "المنار" التابع ل"حزب الله" اللبناني أن يبث فضائياً. الخبر أعلنه كبير المساهمين في التلفزيون النائب محمد رعد، بعد زيارته مع وفد من التلفزيون وزير الإتصالات السلكية واللاسلكية عصام نعمان وتقديمه طلباً للحصول على ترخيص بالبث الفضائي. وتلفزيون "المنار" الذي يكرّس معظم أوقات بثّه لعرض العمليات العسكرية التي يقوم بها مقاتلو "حزب الله" ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي في جنوبلبنان، والخطب التحريضية لأمينه العام حسن نصرالله مولّفة مع صور القتلى الإسرائيليين، لا تقتصر دلالة قبول طلبه البث الفضائي، على ترخيص الدولة اللبنانية له، بل تتعداها لتشمل هوية الأقمار الصناعية التي ستقبل حجز قناة له فيها. وقال المدير العام للتلفزيون نايف كريّم ل"الحياة" انه أجرى اتصالات مع كل من "عربسات" و"نايل سات" القمر المصري و"يوتل سات" الذي يبث الى أوروبا، ومع أقمار أخرى رفض الكشف عنها. لكنه رجح ان يقبل طلب التلفزيون في "عربسات 2". وأضاف "هناك من يناقشنا في مضمون المادة التي سنبثها من الناحية السياسية والدينية". الجدير ذكره ان الكثير من البرامج التي يبثها التلفزيون له طابع ديني خاص. لكن كريّم قلّل من قيمة الخلاف عليها، مؤكداً ان العقبات قليلة وهي في طريقها الى التبدّد. اما لجهة المضمون السياسي فأشار الى "ان ثمة من يعتقد ان المنطقة مقبلة على متغيرات قد لا تتناسب ونوع المادة التي نقدمها". وهنا ايضاً اشار الى ان لدى التلفزيون قدرات إعلامية فيها من الاحتراف والذكاء ما هو مقنع، أياً تكن الظروف السياسية المحيطة. وأكد حرص التلفزيون على عدم اثارة الحساسيات في المنطقة العربية، موضحاً ان الهدف من البث الفضائي تقديم صورة عن لبنان مختلفة عن الصور التي تقدّم الآن، سواء لجهة عمل المقاومة او لجهة ذلك الانسجام بينها وبين الدولة. وكشف ان أنظار محطته تتجه الى السوق الإعلانية في منطقة الخليج وأنه قام أخيراً بزيارة للإمارات العربية المتحدة وقطر، واجتمع مع شركات الإعلانات فيهما لدرس إمكان تسويق برامج "المنار". وكانت نتائج زيارته إيجابية. وكان التلفزيون أعلن في بيان أمس انه يملك "كل الاستعدادات التقنية والاستديوهات اللازمة والمعدّات للبث الى الخارج، من اجل تعميم الإعلام المقاوم". علماً ان "المنار" كثّف في المرحلة الأخيرة من دوره كمرافق بالكاميرا لمقاتلي الحزب اثناء مهامهم وأصبح مرصوداً من التلفزيونات ووكالات الإعلام الأجنبية، كمصدر للصورة والمعلومات المتعلقة بأنشطة الحزب العسكرية. وأشار عدد من قادة الحزب في خطب لهم الى دوره في التأثير في الرأي العام الاسرائيلي بعد كل عملية يقوم بها مقاتلوه. وهذا ما يرجّح أن يكون لقبول إعطائه موجة على قمر صناعي مضمون سياسي، وسيكون لنوع الشروط السياسية والدينية التي اشار اليها كريّم قيمة في تقدير أبعاد الخطوة.