بكين، تايبه - أ ف ب - لجم النظام الصيني خطابه التهديدي تجاه تايوان بعد الصفعة التي تلقاها بفوز الزعيم الاستقلالي شين شوي بيان في الانتخابات الرئاسية في بلاده. وردت بكين بنوع من الاعتدال على انتخاب شين، مبدية حرصها على عدم اغلاق باب الحوار مع تايبه. واشار بيان رسمي صدر في بكين ان الصين مستعدة "للاصغاء لما سيقوله الزعيم الجديد في تايوان، وستراقب ما سيفعل وسترى الى اين سيقود العلاقات بين ساحلي مضيق تايوان". واعتبر ديفيد زفيغ الاختصاصي في الشؤون الصينية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في هونغ كونغ ان "رد الفعل الصيني اكثر ايجابية مما كان متوقعا. وهو يعني ان الصين تبنت موقف انتظار وترقب". ورأى ديبلوماسيون غربيون انه "بعد التحذيرات والتهديدات في الأيام الأخيرة، عادت السلطات الصينية الى ابداء حسن النوايا وردت بطريقة معتدلة". وأشار خبراء الى ان التهديدات المتكررة بالتدخل العسكري في تايوان كان لها تأثير معاكس لما كانت تتوقعه بكين. ولاحظوا ان ناخبين كانوا في الاصل موالين للكومينتانغ الحزب الحاكم في تايوان بدلوا ولاءهم في اللحظة الاخيرة ليقولوا للصين انهم لا يعبأون بتهديداتها. كما جاء التراجع الصيني بعدما انضمت الدول الآسيوية الى الولاياتالمتحدة في حضها على بدء حقبة جديدة من الحوار بين البلدين بعدما انتخبت تايوان آخر من كانت الصين تريد ان تراه رئيسا للجزيرة التى تعتبرها اقليماً منشقاً. كذلك حاول الرئيس التايواني المنتخب الذي يتزعم الحزب الديموقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال، تفادي أي رد فعل عنيف من جانب بكين بعد فوزه في انتخابات الرئاسة ومد يد الصداقة والمصالحة الى الصين. وأعربت اليابان عن املها في ان يؤدي انتخاب شين الى استئناف الحوار مع بكين. وقال وزير الخارجية الياباني يوهي كونو ان بلاده "تأمل في حل المسائل المتعلقة بتايوان سلمياً في ضوء الظروف الجديدة، من خلال حوار مباشر على جانبي مضيق فورموزا وان يتم هذا الحوار سريعا". وفي الوقت نفسه، دعت بريطانيا الرئيس التايواني الجديد الى بدء "حوار بناء" مع الصين. واعربت وزارة الخارجية البريطانية عن سعادتها لان "الشعب التايواني انتخب رئيساً جديداً بالطرق الديموقراطية". وفي استراليا، قال وزير الخارجية الكسندر داونر ان العرض الذي قدمه شين ولهجة الصين المهادنة، يدعوان الى التفاؤل. لكنه صرح بأن الاستقرار الاقليمي سيتزعزع اذا لم يتوخ الجانبان الحذر.