بات من الواضح ان سقف المواقف التي سيخرج بها مؤتمر وزراء الخارجية العرب في بيروت، يخضع خلال الساعات التي تسبق افتتاحه ظهر غد، لتجاذب بين التطورات المتسارعة الهادفة الى حلحلة الجمود على مسارات التفاوض السلمية، تستوعب الموقف العربي، وصدور قرار عربي متشدّد من اسرائيل، كالذي أخذ يرتسم منذ تضامن معظم الدول العربية مع لبنان ضد الاعتداءات الاسرائىلية التي تعرض لها. راجع ص4 وتنشر "الحياة" نصّ مشروع القرار الذي سيطرح على النقاش في المؤتمر لاتخاذ قرار في شأنه في ختامه يوم الأحد. ويتضمّن ادانة شديدة لاحتلال اسرائيل المستمر للجنوب، والمجازر التي ترتكبها ضد اللبنانيين، وتأكيد الدعم والتأييد لجهود الدولة اللبنانية في بسط سيادتها وسلطتها على أراضيها كاملة وتأكيد حق المقاومة ضد الاحتلال ودعوة المجتمع الدولي الى العمل على تنفيذ القرار الدولي الرقم 425، وتقديم الدعم الذي خصّصه مؤتمر القمة العاشر لإعمار لبنان. وفي وقت رأت مصادر ديبلوماسية عربية أن أجواء التقدّم التي أخذت تظهر على المسار الفلسطيني بجهود أميركية ومصرية، ستؤدي الى اعتدال عربي في مؤتمر بيروت التضامني مع لبنان، بعد الاعتراف الاسرائىلي بوديعة رابين بالانسحاب من الجولان وقرار حكومة باراك الانسحاب من لبنان، دعا رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص الى اعتبار الخطوات الاسرائىلية الجديدة منذ اعلان انعقاد المؤتمر في بيروت، "من إنجازات هذا المؤتمر، قبل ان ينعقد". وقالت المصادر ل"الحياة" ان اتصالات الأيام الأخيرة بين الدول العربية الرئيسية المعنية بالموقف الذي سيصدر عن مؤتمر التضامن مع لبنان ركّزت على الاعتدال في الموقف، بل أنها أشارت الى أن الولاياتالمتحدة الاميركية تقود الخطوات الهادفة الى "تنفيس المؤتمر واستيعابه". ولم تستبعد ان تلجأ واشنطن قُبيل ساعات من انعقاد المؤتمر الى اعلان شيء ما إيجابي يعزّز التفاؤل بإمكان استئناف المفاوضات على المسار السوري، إذ يتردد أن الجانبين السوري والاسرائىلي سيُدعوان الى معاودة لقاءاتهما قبل آخر الشهر الجاري، كترجمة للمداولات السرية التي يجريها معهما الرئيس بيل كلينتون، لعلّ ذلك يبرّد الموقف العربي مع اسرائيل. وأبلغت مصادر لبنانية رسمية إلى "الحياة" ان رفع رئيس الجمهورية إميل لحود سقف موقف بيروت قبل انعقاد المؤتمر هدفه الاصرار على الدول العربية التزام دعم لبنان في معالجة نتائج الاحتلال الاسرائىلي، ولا سيما منها قضية اللاجئين. فاعلان لحود أول من أمس أن لبنان لا يستطيع ضمان أمن اسرائيل مع بقاء عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين المسلحين المطالبين بحق العودة، على أرضه"، يرمي الى صدور قرار واضح في شأن موضوع اللاجئين يضمن معالجة قضيتهم. وأكدت مصادر عربية ديبلوماسية ل"الحياة" على هذا الصعيد، ان موضوع اللاجئىن الفلسطينيين سيحظى، نتيجة الموقف اللبناني، باهتمام خلال مؤتمر غد وبعد انتهائه.