} وجه قاض في السنغال الى الرئيس التشادي السابق حسين حبري اللاجىء في دكار، تهمة "التواطؤ في عمليات تعذيب وحشية" في بلاده، ممهداً بذلك لمحاكمة في مجال انتهاك حقوق الانسان، هي الاولى من نوعها في افريقيا، وصفها المراقبون الاجانب بانها على "طريقة بينوشيه"، نسبة الى المحاولات لمحاكمة الرئيس التشيلي السابق بتهم مماثلة خارج بلاده. دكار - أ ف ب، رويترز - اتهم قاض في السنغال حاكم تشاد السابق حسين حبرى ب"التواطؤ في عمليات تعذيب وحشية"، في جلسة عقدت في محكمة في دكار مساء اول من امس الخميس. وجاء ذلك اثر دعوى جنائية اقامتها ضده منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ومجموعة من معارضيه التشاديين، في 25 كانون الثاني يناير الماضي. وقال المحامي بوكونتا ديالو ممثل المنظمات التي رفعت الدعوى ان حبري "وضع قيد الاقامة الجبرية بسبب أعمال تعذيب ووحشية". وصرح محامي حبري ماديكي نيانغ بان الرئيس التشادي السابق الذي يعيش في المنفى في دكار منذ اطاحته في 1990، استدعي من قبل القاضي لابلاغه التهمة وهو ينفي كل الانتهاكات المنسوبة اليه، وسيطلب بناء على ذلك رد الدعوى لعدم وجود مستند لها. وابدى محامي الدفاع ارتياحه لأن القاضي لم يتقيد بلائحة الاتهام التي قدمها المدعون وتتضمن "ارتكاب جرائم ضد الانسانية وعمليات تعذيب". واضاف ان حبري يعتبر ذلك بمثابة "مكيدة سياسية"، موضحا ان القاضي منع موكله من التحدث الى وسائل الاعلام وعقد اجتماعات سياسية. وكان حبرى وصل الى المحكمة في سيارة مرسيدس. ولم يدل بتعليقات للصحافيين اثناء مغادرته المحكمة. ولم يتحدد موعد بعد للمحاكمة. وحكم حبري تشاد بين عامي 1982 و1990 . وحصل على اللجوء السياسي في السنغال بعدما اطاحه الرئيس الحالي ادريس ديبي في كانون الاول ديسمبر 1990. وهو يعيش منذ ذلك الحين في العاصمة السنغالية. وقالت منظمات حقوق الانسان السبع التي رفعت الدعوى انها تحركت نيابة عن عشرات الالاف ممن قالت انهم عذبوا او قتلوا على يد رجال الرئيس التشادي السابق. وبدأ النظر في القضية في 28 كانون الثاني يناير الماضي، عندما وافق الادعاء العام في السنغال على المضي قدماً فيها. واستمعت المحكمة الى شهود احضروا خصيصا من تشاد ليقصوا على القاضي كيف عذبتهم قوات حبري. وفي باريس، ذكرت "الجبهة الوطنية لتشاد المتجددة"، وهي حركة سياسية عسكرية متمردة، ان النظام التشادي نفذ حكم الاعدام ب32 عسكرياً نظامياً تشادياً متهمين بمحاولة القيام بانقلاب. يشار الى ان الامين العام لهذه الحركة احمد يعقوب مقيم في فرنسا. وجاء في بيان للجبهة تلقت وكالة "فرانس برس" في باريس نسخة عنه أمس ان هذه "الاعدامات" نفذت رمياً بالرصاص بين 28 و29 كانون الثاني يناير الماضي في تينه شرق البلاد. وأوضح البيان ان قائد قوة التدخل السريع الجنرال محمد ديريو قام بتنفيذ هذه الاعدامات. وأضاف ان الامن الرئاسي يقوم منذ الثاني من كانون الثاني باعتقالات عشوائية في كل الاراضي التشادية. وأوضح ان اكثر من خمسين عسكريا متهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب او اغتيال الرئيس ادريس ديبي قد اعتقلوا. وقال أيضاً إن من بين الضباط المعتقلين الكولونيل عيساخا بشار، صهر الجنرال عضوم توغوي، سفير تشاد السابق في ليبيا.