نفى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان تكون بلاده تعمل على إعاقة الجهود المبذولة لعقد قمة عربية مؤكداً وقوفها المستمر مع التضامن العربي وتسخيرها لكل الامكانات من اجل ذلك. وأوضح ان الرياض لم تتوانى في حضور اي قمة عربية في أي مكان من العالم العربي بغض النظر عن المشاركين فيها ودواعي انعقادها حفاظاً على وحدة الصف العربي، ولا يمكن ان تكون هي التي تعرقل انعقاد القمة العربية. جاء ذلك رداً على ماتناقلته وسائل اعلامية عن ان السعودية "تعمل على إعاقة المساعي الرامية الى عقد قمة عربية محتملة لمناقشة تطور الاوضاع على الساحتين العربية والدولية"، واشار الأمير الفيصل في حديث لوكالة الانباء السعودية الى الدور الذي تقوم به السعودية للحفاظ على التضامن العربي، واستشهد بالتاريخ العربي المعاصر على مواقف المملكة من قضايا العرب وهمومهم سواء فى نطاق السعي الحثيث لخدمة هذه القضايا والهموم أو في اطار العمل المخلص والمتجرد للتخفيف من ويلات واثار النكسات والحروب أو في سياق التوسط لحل الخلافات بين الدول العربية الشقيقة. وأوضح ان السجل الحافل بالاعمال والجهود المتصلة فيه الدلالة الكافية على حرص بلاده الشديد والدائم من أجل تحقيق تطلعات العرب ونيل حقوقهم وخدمة مصالحهم وفي سبيل ذلك كله لم تتقاعس المملكة عن المشاركة فى بذل أي جهد أو مسعى يصب في خانة العمل العربي المشترك المؤدي لبلوغ غاياتنا بما في ذلك القمم العربية. وزاد وزير الخارجية السعودي "اذا حلا للبعض أن يعتقد أن المملكة ليست راغبة في عقد قمة عربية في الوقت الراهن لاسباب أو تصورات من عندياتهم فهم بذلك يتجاهلون حقيقة سياستها والاسس التى ترتكز عليها". مشدداً على ان من اولويات السياسة السعودية المصالح العربية، واضاف متسائلاً: ألم يأت الأوان بعد كل هذه القمم على امتداد العقود الماضية لكى نراجع أنفسنا لتلمس أفضل ما تعلمناه من انعقاد القمم السابقة وأهم ما يجب علينا اعداده وتهيئته للقمم اللاحقة قياساً على مخزون تجاربنا ورصيد خبراتنا؟ وهل بلغ بنا الشك وسوء الظن حداً يجعلنا نرتاب في نوايا ودوافع كل من يدعو الى التهيئة والاعداد للقمة قبل عقدها؟ واعتبر الى ان من أبسط الامور وأكثرها بداهة القول بضرورة الاعداد للقمة قبل عقدها حرصاً عليها وضمانا لجديتها وصدقيتها. أما أن يطلب من الجميع الاستجابة لدعوات القمة من دون اعداد أو تهيئة فإن ذلك التوجه في رأينا المتواضع لا يتفق مع واقع الامور ولا يستجيب لمتطلبات المرحلة الدقيقة التى تجتازها أمتنا العربية. واكد عدم تردد بلاده في حضور أى قمة عربية يسبقها القدر الضروري من الاعداد والتحضير كي نزيل عن أجواء القمة ما يمكن أن يتسبب في إفشالها ونهيئ لها ما يوفر لها فرص النجاح والخروج بقرارات صائبة ورشيدة ويتوفر لها الحد الادنى من الجدية والصدقية. وفي حالة الاصرار على عقد القمة مع عدم الاعداد والتحضير الجيد لها فإن المملكة ستحضرها وعندها سيتحمل الآخرون نتائج ذلك.