بدأت وحدات عسكرية من الإماراتوفرنسا مناورات مشتركة في أبوظبي أمس تستمر 11 يوماً في إطار سلسلة مناورات عسكرية مع جيوش أربعة بلدان خليجية هي، بالإضافة إلى الإمارات، قطر والكويت وسلطنة عُمان، تمتد حتى 21 شباط فبراير الجاري. وأكد ناطق عسكري إماراتي أمس اكتمال وصول وحدات من القوات الفرنسية مساء الأحد استعداداً للمشاركة في تمرين "خليجي 2000" الذي سيقام في الإمارات خلال الأيام المقبلة. وقال الناطق إن وحدات من طلائع القوات البرية الفرنسية وصلت إلى الإمارات من خلال موانئ بحرية وجوية، في حين اكتمل وصول معظم القوات البحرية والجوية المشاركة في التمرين. وستجري القوات المشاركة في تمرين "خليجي 2000" تمارين أولية لدراسة طبيعة الأرض والتأقلم عليها قبل البدء بتنفيذ التمرين الرئيسي الذي يستغرق تنفيذه أياماً عدة على مراحل، سيتم تنفيذها من خلال أفرع وتشكيلات القوات البرية والبحرية والجوية. وأكد الناطق أن تمرين "خليجي 2000" يعد الأكبر من نوعه لجهة حجم القوات ونوعية الأسلحة المشاركة في التمرين. وبدوره، أكد ناطق عسكري فرنسي وصول القوات الفرنسية المشاركة في تمرين "خليجي 2000" إلى الإمارات للمشاركة في أكبر تدريبات عسكرية بين البلدين منذ حرب الخليج عام 1991. وقال الكابتن جان ديشار إن حاملة الطائرات "فوش" و5500 جندي فرنسي من البحرية والقوات الجوية وصلوا من فرنسا وجيبوتي للمشاركة في المناورات التي بدأت أمس الاثنين. وتعتبر "خليجي 2000" ثاني مناورات الإمارات منذ وقعت أبوظبي وباريس اتفاقاً للدفاع المشترك عام 1995. وجرت المناورات الأولى عام 1996 وشارك فيها نحو 600 جندي فرنسي. ولفت ديشار إلى وجود اتفاق بين البلدين على اجراء تدريبات عسكرية مشتركة كل ثلاث سنوات، ولكن مناورات العام الماضي تأجلت بسبب أزمة كوسوفو. وتشارك قوات إماراتية يزيد عددها عن 1200 رجل مزود بدبابات "دوكليرك" الفرنسية ومدافع وطائرات عمودية من طراز "اباتشي" في قوات حفظ السلام في كوسوفو ضمن لواء فرنسي يقوم بمهام حفظ السلام في الاقليم. وأكد ديشار ان التدريبات ستشمل، إضافة لحاملة الطائرات، غواصة وفرقاطات وطائرات هليكوبتر ومقاتلات ودبابات ومدفعية. وتؤكد مصادر فرنسية ان مناورات "خليجي 2000" ستكون الأهم وستستخدم فيها مراكز قيادة وحوالى عشرة آلاف جندي فرنسي وإماراتي ودبابات حربية من نوع "دوكليرك" ومقاتلات "ميراج" وسفن للبحريتين الفرنسية والإماراتية. وقالت إن فرنسا ستنشر في عملية "خليجي 2000" فصيلين مؤلل وبرمائي وعشر طائرات "ميراج 2000" وطائرة استطلاع "اواكس" وطائرات نقل ومجموعة من الطائرات البحرية حول حاملة الطائرات "فوش" مع 40 منطاداً وغواصة نووية حربية وثلاث فرقاطات ومجموعة من القوارب الحربية، وطائرات عمودية من نوع "بوما الثقيلة" ومروحية "غزال" الهجومية. ولفتت مصادر عسكرية إلى أن معظم الأسلحة الفرنسية المستخدمة في هذه المناورات تمتلكها القوات المسلحة الإماراتية بالفعل، إذ تعاقدت الإمارات مع فرنسا على شراء دبابات من طراز "دوكليرك" وتم تسلم معظمها و30 طائرة "ميراج 2000 -9" وأسلحة أخرى. وأكد الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة في دولة الإمارات، ان تمرين "خليجي 2000" يعد أحد أطر الاتفاق الدفاعي الموقع بين الإماراتوفرنسا. وقال إن التمرين يهدف إلى رفع الكفاءة القتالية وتوحيد المفاهيم العسكرية وزيادة فعالية التنسيق بين قطاعات القوات المشاركة وإكساب القوات العسكرية المزيد من القدرات الميدانية بما يحقق التأقلم مع طبيعة العمليات المشتركة، إضافة إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون مع القوات المسلحة الفرنسية. وقال إن التمرين يأتي ضمن سلسلة من التمارين المشتركة التي تجريها القوات المسلحة الإماراتية مع قوات الدول الشقيقة والصديقة. وستجري في ختام المناورات عملية تقويم النتائج بحضور صحافيين محليين وعالميين. ودعت وزارة الإعلام والثقافة الإماراتية الصحافة العربية والعالمية لحضور الاحتفال الختامي للمناورات الذي سيقام في التاسع من شباط فبراير الجاري في منطقة الجمرا العسكرية.