تدرس شركة "بوينغ" الاميركية لصناعة الطائرات بناء مصنع في المغرب لانتاج طرفيات وقطع غيار مختلفة واجهزة الكترونية لتجهيز طائرات من طرازات عدة. ذكرت مصادر اميركية امس ان شركة "بوينغ" تدرس امكانات نقل بعض وحداتها الصناعية الى المغرب ضمن انفتاح على منطقة شمال افريقيا التي تدرجها ضمن استراتيجيتها التجارية على المدى المتوسط. وجاء في بيان رسمي "ان الملك محمد السادس اجتمع مع الرئيس التجاري في بوينغ الان مولالي في القصر الملكي مساء اول من امس في حضور شقيقه الامير مولاي رشيد ونائب رئيس الشركة الاميركية صديق بليماني، الاميركي من اصل مغربي، وتم التطرق الى برنامج بوينغ على المدى المتوسط وخطتها وامكانات نقل بعض المجمعات الصناعية الصغيرة من سياتل الى المغرب ضمن خطة تعاون مع الخطوط الملكية المغربية التي ستستورد 22 طائرة من بوينغ بقيمة 1,2 بليون دولار". واشار البيان الى ان شركة "بوينغ" تعتزم بناء مصانع لها في منطقة النواصر جنوبالدار البيضاء لانتاج معدات كهربائية والكترونية موجهة الى الجيل الجديد من الطائرات الحديثة التي ستُسوقها في السنوات القليلة المقبلة خصوصاً الطائرات المعدلة من نوع "بوينغ" 737 و767 و777. ولم تكشف الشركة الاميركية حجم استثماراتها المرتقبة في المغرب لكنها اشارت الى انها تدرس جيداً المشروع الصناعي الذي سيجعل من المنطقة واحدة من اكبر مجمعات صناعة اجزاء الطائرات المدنية خارج الولاياتالمتحدة الاميركية وهي حصلت على موافقة رسمية مغربية وقطعت اشواطاً في تعاونها مع الخطوط المغربية الذي يعود الى نهاية الستينات. واعتبرت "بوينغ" ان مصانعها في المغرب ستُنتج طرفيات وقطع غيار مختلفة واجزاء الكترونية لتجهيز طائرات من طرازات عدة. وتعتقد الشركة من جهة اخرى ان قرب المغرب من اسواقها المحتملة في المنطقة العربية والبحرالابيض المتوسط سيُساهم في خفض كلفة انتاج الطائرات في مواجهة منافستها "ايرباص" الاوروبية التي خسرت بعض الاسواق في الشهور الاخيرة نتيجة المزاحمة الاميركية الشديدة. وكان اختيار "المغربية" شراء 22 طائرة "بوينغ" والاكتفاء بشراء اربع طائرات من "ايرباص" الشهر الماضي ازعج الاتحاد الاوربي الذي يراهن على سوق عربية تُقدر حاجتها الى تحديث اساطيلها بنحو 50 بليون دولار العقد الجاري. ويعتقد مراقبون ان دخول "بوينغ" مرحلة التصنيع في المنطقة العربية خصوصاً في شمال افريقيا القريبة من اوروبا سيشدد الخناق على "ايرباص" التي تراهن على كسر هيمنة "بوينغ" على الطرازات المتوسطة من 737 و767. يُذكر ان منطقة النواصر الصناعية التي اختارتها "بوينغ" تقع وسط شبكة من خطوط المواصلات البرية والجوية والبحرية المختلة وهي تبعد 30 كلم عن الدار البيضاء وكان جزء من المنطقة اختارته "دايو" لصناعة السيارات والالكترونيات لاقامة مصنع بكلفة 500 مليون دولار قبل افلاس الشركة الكورية.