شهدت الثمانينات بزوغ نجم فريق الاتفاق تحت اشراف المدرب السعودي خليل الزياني الذي قاده الى انجازات لم تتكرر حتى الآن، ومع مطلع التسعينات غابت شمس الاتفاق وتوارت وهجرته جماهيره... لكن الألفية الجديدة حملت لانصاره البشري بظهور الفريق بمستوى مطمئن جعله يحتل المركز الثالث متقدماً على الانصار بفارق الاهداف، وهذا الاخير نجح في استمالة الكثير من الرياضيين تجاهه بعد العروض التي قدمها خلال الدوري، ما جعل النقاد يطلقون عليه "الحصان الاسود". لم يتوقع انصار الاتفاق ان يظهر فريقهم بهذا المستوى الرائع في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، اذ قدم عروضاً قوية اقترنت بنتائج ايجابية جعلته يحتل المرتبة الثالثة برصيد 14نقطة. واللافت ان الفريق حقق نتائج سيئة خلال مشواره في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد. بداية الاتفاق كانت موفقة اذ فاز على الرياض 1-صفر، وتعادل مع الاهلي 2-2، ثم تعرض لانتكاسة امام الانصار فخسر صفر-2، وعاد بقوة فاكتسح النجمة بنتيجة ثقيلة 4-صفر قبل ان يفوز عليه الاتحاد 2-صفر، ثم تعادل مع الشباب 1-1، وفاز بدربي الشرقية على منافسه التقليدي القادسية 4-2. ويرجع الكثيرون من المتابعين تفوق الفريق الى الدور الذي لعبته الادارة، وهي التي سعت الى تهىئة كل العوامل لمساعدة اللاعبين للقيام بواجباتهم، فصرفت الرواتب المتأخرة وقدمت مكافآت الفوز بعد كل مباراة ما احدث نقلة نوعية في اداء اللاعبين. وجاءت عودة المدرب السابق البرازيلي لويس البرتو في الوقت المناسب بعد فشل مواطنه اوليفيرا. ومنذ ان وصل حاول البرتو اصلاح الخلل الذي تسبب فيه اوليفيرا، فقام بغربلة الفريق وضم لاعبين من الشباب للتشكيلة الأساسية وابعد بعض لاعبي الخبرة وسد الثغرات في المنطقة الخلفية وفعّل خط الوسط والمقدمة بعد ان رفع المعدل اللياقي لدى جميع اللاعبين. ووفقت الادارة الاتفاقية في التعاقد مع لاعبين اجنبيين لدعم الوسط والهجوم هما السنغالي سيدو تراوري والأنغولي الأصل البرتغالي الجنسية باولو ديسلفا الذي ابدع في شكل لافت وقدم مستويات رائعة اثبت من خلالها مقدرته التهديفية سواء بالرأس او بالقدمين ومن مسافات بعيدة، وبات منافساً على صدارة الهدافين بعد ان سجل 6 اهداف. اما زميله تراوري، فعلى رغم قلة مشاركته لظروف الاصابة، بيدانه قدم عرضاً جيداً امام الشباب. وساهمت استراتيجية المدرب التي اعتمدت على الاسماء الشابة امثال الرجا والشهري والبيشي والبحري واليامي وخليل في ظهور الفريق بمستوى جيد، وشكلوا مع لاعبي الخبرة امثال المقهوي وشعيب والدوسري والفهيد فريقاً قوياً بمقدوره مواصلة التألق. ويواجه الاتفاق مشكلة كبيرة تقلق عشاقه، اذ ان عقود بعض اللاعبين امثال العلي والبحري والبيشي وهم من الركائز الاساسية في الفريق ستنتهي قريباً، ويخشى انصار "الفارس" ان يرحل لاعبوهم اذا لم تتوافر لهم المبالغ المالية التي يطلبونها. لكن الظروف المالية التي تعصف بالادارة حالياً قد تجعل بقائهم على كف عفريت، وتنتظر الادارة دعم اعضاء الشرف لحل الأزمة وضمان تمديد عقودهم حتى لا يلحقوا بمن سبقوهم امثال خليل وآل نتيف والشهري. الانصار اثبت الانصار احقيته في أن يكون "الحصان الاسود" في مسابقة هذا الموسم اذ حل رابعاً مع نهاية المرحلة التاسعة، وتمكن من تحقيق مركز مهم على حساب اندية عريقه امثال الهلال والشباب والنصر التي ستلعب مبارياتها المؤجلة آملاً في اللحاق بركب المقدمة. ويأمل لاعبو الأنصار بمواصلة عروضهم القوية، والحفاظ على مركزهم الذي سيكفل تأهلهم للمرة الاولى الى المربع الذهبي. ونجح المدرب البرازيلي روبرتو كارلوس في تحقيق انجاز مهم حين قاد فريقه لإحراز نتائج لافتة ومزاحمة الاقوياء، علماً ان الفريق صعد الى الدوري الممتاز مطلع الموسم الجاري. وجمع الانصار 14 نقطة من 9 مباريات، وهو الوحيد الذي لاتنتظره اي مباريات مؤجلة على عكس الفرق الاخرى. واحرز لاعبو الانصار 14 هدفاً في مقابل 15 هدفاً ولجت مرماهم. وهو فاز في 4 مباريات، وتعادل مرتين وخسر 3 مرات. وافتتح مبارياته بخسارة قاسية امام الأهلي صفر-3، وعاد وتلقى خسارة ثانية من الاتحاد 1-3، قبل ان يتعادل في مباراته الثالثة مع النجمة 3-3. وجاءت بداية النجاح عندما حقق فوزاً مهماً على الاتفاق 2-صفر بعد مباراة مثيرة. واطلق عليه النقاد لقب "الحصان الاسود" بعدما لعب ضدالهلال في الرياض وعاد بنقطة ثمينة اثر تعادله مع بطل العرب. ولم يوفق روبرتو كارلوس وتلاميذه في مباراتهم المهمة ضد الشباب وتعرضوا للخسارة الثالثة 2-3. بيدَ ان الفريق اتخذ من خسارته نقطة انطلاق نحو تحقيق الإنتصارات، فحقق 3 انتصارات متتالية على القادسيه 1-صفر وسدوس 2-1 قبل ان يحقق فوزاً مثيراً خارج ارضه على الوحدة 3-2. وينهي الانصار مبارياته في الدور الأول من البطولة قبل نهاية العام الجاري باللعب ضد الرياض في المدينة ثم النصر في الرياض. وتمكن لاعبو الانصار من فرض سمعتهم على اوساط الكرة السعوديه، وبات الكثيرون من المتابعين للبطولة يعرفون الحارس عمر ادريس وغازي الفريدي وموسى صالح وعمر عزيز ومصطفى المطلق وماجد تكر وحمزه صالح، فضلاً عن المهاجم السنغالي مامادو علي الذي يناضل من اجل اعتلاء صدارة لائحة الهدافين بعدما احرز 4 اهداف حتى الان.