شئنا أم ابينا، فإن الاستفتاءات الرياضية السنوية تفرض نفسها. وبنظر الكثيرين، فانها مكافأة لجهد مضنٍ وحافز لعطاء واجادة مقبلين. وقد اختار نقاد كرة القدم الدوليون قائد المنتخب البرتغالي ولاعب ريال مدريد الاسباني لويس فيليبي ماديرا كاييرو الملقب "فيغو" افضل لاعب لعام 2000، ونال الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المتخصصة سنوياً لافضل لاعب في اوروبا. وحصل فيغو على 197 نقطة متقدماً على الدولي الفرنسي زين الدين زيدان صانع العاب يوفنتوس الايطالي 181 نقطة، والاوكراني اندري شفتشينكو مهاجم ميلان الايطالي 85، والفرنسي تييري هنري مهاجم ارسنال الانكليزي 57، والايطالي اليساندرو نستا قائد ومدافع لاتسيو الايطالي 39 والبرازيلي ريفالدو مهاجم برشلونة الاسباني 39 ايضاً. وكان ريفالدو احرز الكرة الذهبية عام 1999 اضافة الى لقب افضل لاعب في العالم للعام ذاته... علماً ان لاعب بلاكبول الانكليزي سير ستانلي ماتيوز كان اول من فاز بهذه الجائزة عام 1956. وكان الاتحاد الدولي اختار في 11 كانون الاول ديسمبر الجاري في روما زيدان افضل لاعب في العالم لعام 2000 وحل فيغو ثانياً وريفالدو ثالثاً. وتبقى الاستفتاءات عملية سهلة نسبياً في الالعاب الفردية، وهي اصعب بكثير في الالعاب الجماعية ولا سيما كرة القدم... ذلك ان قدرة اللاعب على فرض نفسه مرتبطة مباشرة بالنتائج التي يحققها مع زملائه ككل. في كل حال، فان نتائج الاستفتاءات لا تقنع الجميع، ولا تلقى قبولاً مطلقاً. وهناك لاعبون يستحقون مكاناً في اللوائح التي تصدر في نهاية كل عام، لكن عدم وجود فرقهم او منتخباتهم في "الصورة" هو الذي يحجب عنهم الفرصة. وليس للنقاد ذنب في ذلك طبعاً، لأنهم لا يقدرون على متابعة كل لاعب في الكون وانما ينتهزون فرصة وجودهم معاً في المسابقات الكبرى ليدلوا باصواتهم في نهايتها. واذا ما تناولنا فيغو تحديداً، فان النتا ئج الرائعة التي حققها منتخب بلاده في نهائيات كأس الامم الاوروبية في هولندا وبلجيكا معاً كانت وراء "تلميع" صورته اكثر واكثر بعد ان قضى موسماً رائعاً مع برشلونة قبل ان ينتقل الى غريمه اللدود ريال مدريد مطلع الموسم الجاري. لكن ليس من العدل القول ان فيغو هو من اكتشاف "اوروبا 2000"، لكنه بالطبع عانى دائماً التأثيرات السلبية لافتقاد سجله الجوائز والالقاب المهمة مع المنتخب البرتغالي . ولعل اقسى ما تعرض له فيغو 28 عاماً من اهانات كان عندما اطلقت عليه جماهير برشلونة لقب "الخائن" عندما تركها وتعاقد مع ريال مدريد في مقابل 7،61 مليون دولار اغلى لاعب في العالم، وراتب سنوي مقداره 6 مليون دولار، علماً ان النادي الكتالوني سبق وان ضمه في مقابل 5،2 مليون دولار من سبورتينغ لشبونة قبل خمس سنوات. ويتميز فيغو بنشاط خارق في الملعب ولياقته البدنية المرتفعة تسمح له بأن ينهي المباريات بالقوة ذاتها التي يبدأها بها، كما انه يتميز بقدرة فائقة على احباط محاولات الوسائط الدفاعية التي تعترضه خلال قيادة اي هجمة، فضلاً عن انه صاحب تمريرات متقنة حاسمة غالباً ما تنتهي باهداف. وهو لاعب هداف ايضاً، ولعل هدفه الرائع جداً والذي احرزه في مرمى الحارس الانكليزي ديفيد سيمان في "اوروبا 2000"، هو الابرز على الاطلاق. وفيغو، آخر لاعب متوج بجائزة الكرة الذهبية في القرن العشرين، وهو ثاني برتغالي يحصل علىها بعد اوزيبيو 1965، وثالث لاعب من ريال مدريد بعد الاسباني الارجنتيني الاصل الفريدو دي ستيفانو 1957 و1959 والفرنسي ريمون كوبا 1958. وكان الهولندي يوهان كرويف، مدرب برشلونة سابقاً وراء انتقال اللاعب البرتغالي الى اسبانيا، ومنحه فرصة التألق في صفوف فريقه الجديد. ومنذ وصوله الى برشلونة، حجز فيغو مكاناً له في التشكيلة الاساسية على الفور، على رغم المنافسة الشديدة التي واجهها من قبل نخبة المحترفين الدوليين الذين يعج بهم النادي الاسباني. ولد فيغو 80،1 م، الوزن 75 كلغ في 4 تشرين الثاني نوفمبر 1972 في لشبونة، وخاض 70 مباراة دولية كانت الاولى امام لوكسمبورغ 1-1 في 12 تشرين الاول اكتوبر 1991... وسجل 18 هدفاً دولياً حتى الآن. واهم انجازاته تتمثل بقيادة منتخب بلاده الى بلوغ الدور نصف النهائي من كأس الامم الاوروبية هذا العام، كما انه فاز مع برشلونة بكأس الكؤوس الاوروبية 1997، وكأس السوبر الاوروبية 1998، وبطولة اسبانيا 1998 و1999، وكأس اسبانيا 1997 و1998... وحصل مع سبورتينغ لشبونة على كأس البرتغال 1995.