عادت أعمال العنف تميز شهر رمضان في الجزائر. وأفيد أن 22 شاباً قتلوا وآخرين أصيبوا بجروح في اعتداء نفذته جماعة مسلحة في ولاية المدية جنوب العاصمة. ولم تعلن أجهزة الأمن ولا المصادر الرسمية عن هذه الحادثة التي هزت سكان الولاية في شهر الصوم. أفادت مصادر مطلعة أن جماعة إسلامية مسلحة مجهولة العدد قتلت، ليل السبت - الأحد، أكثر من 22 شاباً وجرحت عدداً آخر في إحدى الاقامات المخصصة للطلاب الثانويين في ولاية المدية 80 كلم جنوب العاصمة. وتعد هذه المجزرة الأكبر منذ فترة طويلة. وتستهدف الجماعات المسلحة، من حين الى آخر، سكان المناطق الريفية والنائية من قرويين ورعاة بهدف إثارة الرعب لدى سكان هذه المناطق ودفعهم إلى الخضوع إلى الضغوط التي تمارسها عليهم بانتظام للحصول على أغذية لعناصرها فضلاً عن إيوائهم في أوقات الشدة. وتنسب الإعتداءات في هذه الولاية عادة إلى "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي يتزعمها عنتر الزوابري الذي دأب على الإقامة في المرتفعات الجبلية بين البليدة والمدية في منطقة تدعى تالة عشة قبالة مرتفعات الشريعة. وفشلت محاولات عديدة للجيش في طرده منها بسبب العدد الكبير من الألغام المنتشرة فيها. ويحتوي الجيش في العادة نشاط "الجماعة" من خلال قصف مروحي وبالطائرات لعدد من مرتفعات المنطقة. الى ذلك ا ف ب ذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية أمس الاحد ان المحكمة الجنائية في تيزي وزو منطقة القبائل 100 كلم شرق العاصمة حكمت بالاعدام غيابياً السبت على اسلاميين اثنين. واوضحت الوكالة ان حميدة علالو ومحمد الامين جمعة دينا بتهمة "القتل العمد مع سابق تصميم ونصب كمين". والاسلاميان متهمان باغتيال اثنين من رجال الدرك في السابع من تشرين الثاني نوفمبر 1999 في مدينة دلس قرب بومرداس 50 كلم شرق العاصمة. واشارت الوكالة الى ان 16 شخصاً كانوا أوقفوا في اعقاب الاغتيال واتهموا "بعدم تقديم العون للضحيتين وعدم الابلاغ عن المجرمين" افرج عنهم لعدم توافر الادلة. ويذكر ان حكم الاعدام الساري في الجزائر، لم ينفذ منذ 1993. الى ذلك، ذكرت صحيفة "اليوم" أمس ان قوى الامن قتلت 18 اسلامياً مسلحاً خلال عملية استمرت من الثلثاء الى الخميس في منطقة جيجل 300 كلم شرق العاصمة. واوضحت الصحيفة ان العملية شنت اثر اغتيال تسعة حراس بلديين الثلثاء في مكمن في برج الثأر في منطقة جيجل. واوضحت ان الاسلاميين ينتمون الى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسن الحطاب. واستخدم الجيش المدعوم بالحرس البلدي و"الوطنيين" وهم مدنيون تسلحهم الحكومة، الاسلحة الثقيلة وصواريخ جو - أرض اطلقت من مروحيات في مواجهة المجموعات المسلحة التي لجأت الى مناطق وعرة يصعب الوصول اليها. وذكرت صحف اخرى ان شخصاً قتل وأربعة جرحوا الجمعة والسبت في اعتداءات. فقد اقدم ثلاثة اسلاميين مسلحين على قتل حارس بلدي مساء الجمعة بالرصاص في عفير قرب الدلس شرق العاصمة. على ما افادت صحيفة "ليبرتي". واصيب حارسان بلديان بجروح بالغة في مكمن نصبته مجموعة مسلحة في عين الزاوية قرب تيزي وزو في حين جرح اخر في انفجار قنبلة في جيجل. وذكرت الصحف ان شخصاً جرح السبت عند حاجز نصبه مسلحون قرب بومرديس شرق.