شددت السلطة الفلسطينية امس عي ان منطقة الشرق الاوسط لن تعرف السلام ولا الاستقرار قبل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه. وقال الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم، في كلمة القاها في حضور الرئيس ياسر عرفات وامام اكثر من اربعة الاف فلسطيني في خيمة دائمة لاستقبال المعزين بشهداء "انتفاضة الأقصى" في ساحة الجندى المجهول في غزة "لقد اسمعنا صوتنا لكل العالم من دون لبس ولا غموض ولا مواربة ان لا سلام ولا استقرار ولا أمن ولا امان في منطقة الشرق الاوسط من دون ان ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمها اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة هذه. هي مواقنا وثوابتنا واهدافنا". واضاف وسط هتافات رويترز "الى القدس رايحين شهداء بالملايين": "كنا ولا نزال مع خيار السلام الشامل والعادل ولكنهم الاسرائيليين الان يحاولون تدمير السلام بعدوانهم علينا باستخدامهم كل انواع الاسلحة من الطائرات والدبابات والمدفعية والرشاشات الثقيلة والرصاص الحي والمطاطي والغازات الممنوعة دولياً". وقال: "وجهوا الينا الانذارات فماذا كانت النتيجة، اعلان واضح وصريح من شعبنا بأن الانتفاضة مستمرة حتي تحرير قدسنا". في غضون ذلك اعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعطى اوامره للفلسطينيين بوقف اطلاق النار في الضفة الغربية وقطاع غزة "الا ان الامر قد يستغرق بعض الوقت قبل توقف اطلاق النار". وعلى رغم تراجع حدة المواجهات في الاراضي الفلسطينية، سجّل امس سقوط شهيدين هما مروان الغمري 28 عاماً من حي الشجاعية، وماهر سعيدي 16 عاما من مخيم البريج. وواصلت اسرائيل قصف احياء بكاملها في الخليل حيث دمرت 22 منزلاً، وفي بيت ساحور حيث نصبت لجنة الطوارئ الاسلامية خيمتين لايواء العائلات المتضررة، اطلق علىهما اسم "مخيم الرعاة 2000" نسبة الى كنيسة الرعاة التي بُشّر فيها بميلاد المسيح. وفي قطاع غزة، برزت ظاهرة تنفيذ هجمات مسلحة او تفجير عبوات ناسفة على جانبي الطرق في الايام الاخيرة، خصوصاً في منطقة المستوطنات. اذ انفجرت عبوة ناسفة ليل السبت - الاحد قرب مستوطنة موراغ شمال رفح اثناء مرور قافلة عسكرية اسرائيلية متجهة الى مجمع مستوطنات غوش قطيف غرب خانيونس، ما ادى الى جرح 3 جنود. ويعتقد ان مجموعات صغيرة سرية وصلبة جداً أخذت على عاتقها القيام بهذه العمليات من دون ان تعلن عنها. ولوحظ ان اسرائيل بدأت بشن حرب اعلامية مكثفة من اجل "تجميل" وجهها الذي كشفته وسائل الاعلام الاجنبية. وتتضمن هذه الحملة تكذيب الفلسطينيين والتشكيك برواياتهم وفق خطة مدروسة ينفذها الساسة والعسكريون الاسرائيليون بالتنسيق مع وسائل اعلامية من اجل تضليل الرأي العام العالمي. ومن ذلك تقارير نشرتها صحف تنفي استشهاد الطفل محمد الدرة برصاص اسرائيلي، ونفي المسؤولية عن كل شهداء ما بعد اتفاق غزة بين الرئيس عرفات ووزير التعاون الاقليمي الاسرائىلي شمعون بيريز. راجع ص 3 مساعدة سعودية من جهة اخرى، حولت المملكة العربية السعودية أمس مبلغ 30 مليون دولار كمساعدة عاجلة للسلطة الوطنية الفلسطينية. وأبلغ رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون "الحياة" أن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمر بتحويل هذا المبلغ بشكل فوري من حصة المملكة 50 مليون دولار التي أعلنت أنها ستساهم بها في "صندوق انتفاضة الأقصى"، وذلك كمساعدة عاجلة للسلطة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الظروف الصعبة التي تواجهها في ظل استمرار الحصار الاقتصادي الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ولتسديد الأعباء المالية العاجلة للمواطنين. وأوضح الزعنون أن هذا المبلغ سيمكّن السلطة من دفع رواتب الموظفين ومساعدات أسر الشهداء المتأخرة من ثلاث شهور، بسبب تلكؤ اسرائيل في دفع مستحقات ضريبية تقدر بنحو 700 مليون دولار للسلطة الفلسطينية. وأشار المسؤول الفلسطيني الى أن الملك فهد وولي العهد الامير عبدالله تجاوبا مع طلب فلسطيني بسرعة تقديم جزء من المساهمة السعودية في "صندوق انتفاضة الأقصى" الذي أقرت قمة القاهرة العربية انشاءه برأسمال 200 مليون دولار بالاضافة الى "صندوق القدس" برأسمال 800 مليون دولار، بناء على اقتراح من ولي العهد السعودي. وابدى الزعنون في تصريح الى "الحياة" شكر الشعب الفلسطيني وقيادته على هذه المساعدة العاجلة و"ليس غريباً على المملكة موقفها المساند للشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى الآن". جنوبلبنان وشهدت المناطق المحررة في جنوبلبنان تظاهرتين تعرضت اولاهما لإطلاق نار تحذيري من الجنود الإسرائيليين لم يسفر عن إصابات. وقصد المتظاهرون من مناصري حزب الله نقطة "بوابة فاطمة" للمرة الثانية في أقل من أسبوع، ورشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة فاختبأ هؤلاء خلف السواتر وهم يوجهون الشتائم للمقاومة، وأطلق الجنود خمس طلقات نارية في الهواء وطلقتين بين المتظاهرين. وانضم الفنان المصري محمد صبحي الى راشقي الحجارة اثناء زيارته "بوابة فاطمة" وقال من هناك لن أنسى زيارتي على رغم أنها متأخرة وأتت بعد استشهاد الألوف ولكن الواحد منا يكون فخوراً عندما يقف في مكان بكامل كرامته. ودشّن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الوقت نفسه الطريق المؤدية الى "بوابة فاطمة" والتي رممتها وزارة الأشغال العامة. وشدد في كلمته "على استمرار المقاومة حتى تحرير مزارع شبعا وإطلاق الأسرى في السجون الإسرائيلية"، معتبراً أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وسورية "تهويل"، معلناً عن "أن أي اعتداء إسرائيلي سيلقى رداً بحجمه". وفي هذه الأثناء، حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية في اجواء النبطية وإقليم التفاح ونفذت غارات وهمية على علو مخفوض. اما التظاهرة الثانية فقصدت القرى المسيحية وشارك فيها نحو 3500 شخص من مناطق لبنانية مختلفة، وتخللتها دعوات الى عودة من غادروا هذه القرى الى إسرائيل. وكان المشاركون في التظاهرة وصلوا الى مرجعيون على متن حافلة برئاسة "داعية الصلاة من أجل المحبة" الأب فادي ثابت يرافقهم عناصر من قوى الأمن الداخلي، وانتقلوا الى القليعة وأقاموا صلوات وانضم إليهم اهالي البلدة وتابعوا مسيرتهم الى دبل ورميش وعين إبل وصولاً الى مدينة صور من طريق الناقورة. ومرّ المتظاهرون بالطريق المحاذية ل "بوابة فاطمة" فيما كان انصار حزب الله يستعدون للتجمع هناك. وقال الأب ثابت تعليقاً على سؤال عن رؤيته الجنود الإسرائيليين: "من المؤكد أننا نشعر بالفرح لأن الجنوب عاد إلينا وبما أن حياتنا هي حياة مغفرة وتسامح فليس لنا إلا أن نصلي لأجل هذا العدو كي يعود الى إنسانيته ويفكر في أخيه الإنسان الذي يقتله ويظلمه في كثير من الأوقات".