في المدة الأخيرة، وبعد الفورة الانتاجية بالنسبة الى ما سمي بالدراما السورية، بدأت تزداد وتيرة الاتجاه نحو الانتاج الكوميدي. وقد أدى هذا الى تعدد اتجاهات الكوميديا وتصاعد السجال في شأن مفهوم الكوميديا نفسها بين مؤيد ومعارض. وضمن هذا التوجه الجديد يأتي مسلسل كوميدي بعنوان "2×2" ليقدم على ما يقول أصحابه "رؤية جديدة للكوميديا". المسلسل من إخراج عماد سيف الدين وتأليفه، ومن تمثيل سامية الجزائري وأيمن رضا وباسم ياخور ووفاء موصللي وشكران مرتجى وليلى سمور... وآخرين. وتتناول فكرته حياة شريحتين اجتماعيتين الأغنياء والفقراء مسلطة الأضواء على سلوكهما وعلى التناقضات التي تنتج منه، ضمن الإطار نفسه ولكن عبر مواقف مختلفة. وتركز على عائلتين فقيرة وغنية، وتعالج طريقة تصرف افرادهما في مناسبة واحدة، وترصد ردود أفعالهما المشتركة. لكل حلقة عنوان واحد وقصتان. فعلى سبيل المثال في حال الولادة كيف يكون استعداد كل من العائلة الفقيرة والغنية لها. ونكتشف أن ثمة دائماً الكثير من التناقض بين الحالين، وعبره تتجلى الطرافة الكوميدية والتفاوت الاجتماعي أيضاً. ويقع العمل في 30 حلقة تطرح 60 قصة. المخرج عماد سيف الدين تحدث عن هذا المسلسل قائلاً: "إنها التجربة الخامسة لي في التأليف والاخراج معاً، وهنا أقدم كوميديا جديدة، وقد وضعنا لكل حلقة عنوان في قصتين. فعلى سبيل المثال نطرح كيف يعالج الأغنياء والفقراء حالاتهم الاجتماعية، وكيف يتجلى هذا التناقض بينهم. نحن مثلاً عندما نقدم مشكلة الطلاق، ننطلق من فرضية أن الغني مهما تعرض لأزمات، يبقى غنياً. أما الفقير فإن أسهل المشكلات يهزه. والحقيقة انني أقدم لوحات كاريكاتورية واضعاً إصبعي على الجرح. وفي العمل، ومن خلال ما نتناوله من مواقف تخص الطبقتين، صحيح انني لا أنحاز الى الفقراء، لكن هذا لا يعني انني لا أرفض سلوك بعض الأغنياء. وما أقدمه هو تجربة جديدة، لا مسلسلاً تبدأ أحداثه في الحلقة الأولى وتنتهي في الحلقة الثلاثين. سعيت الى أن تنتهي الأحداث في الليلة نفسها. وبهذا الأسلوب أحاول قراءة ردود الأفعال عليها. في "2×2" أعمل على سبر المرحلة المقبلة من تجربتي، خصوصاً اننا نعيش عصر الفضائيات، وظروف الحياة الصعبة تجعل أن يعود الانسان الى بيته متعباً منهكاً، يكون غير قادر على متابعة أحداث المسلسل الطويل، فيما هو في نمط آخر من الأعمال يستطيع أن يرى كل يوم أحداثاً جديدة ومواضيع مختلفة". أمر مألوف المفارقات التي يتعرض لها مسلسل "2×2" تبدو ضمن سياقها الطبيعي أمراً مألوفاً، لكنها عندما تعرض كحال مقارنة بين التناقض الذي يعيشه الأغنياء والفقراء، تبدو غريبة ومضحكة بعض الشيء لأن هذه التفاصيل الحياتية الصغيرة برمتها تشكل جزءاً مهماً لا نستطيع التغاضي عن أهميته. ولا ندري الى أي مدى سيكون هذا المسلسل قادراً على طرح هذا التناقض في شكله الحقيقي. ليس هذا فحسب ولكن أيضاً عبر المواقف الكوميدية التي ستحاول انتزاع ابتسامة المشاهد أولاً وتحريك عقله وإحساسه ثانياً، وقد يساعد قصر الحلقات على جذب المشاهد الذي صار يميل الى عدم الإطالة والى اللقطة السريعة والمسلية في أقصر زمن ممكن على نجاح هذه التجربة الكوميدية الجديدة.