استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين أمس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي قام بزيارة لموسكو استغرقت يومين بحث خلالها مع القيادة الروسية آفاق التعاون البريطاني - الروسي وخصوصاً في المجالات الاقتصادية. وجرى اللقاء في أجواء حميمة خرج فيها بوتين للمرة الأولى عن البروتوكول المتبع في مثل هذه اللقاءات، إذ استقبل ضيفه في "القسم الرئاسي" وهو مبنى صغير داخلي في الكرملين قبل أن يتوجها معاً الى المكتب الرئاسي. وكان بلير وصل الى موسكو مساء أول من أمس والتقى بوتين في وقت متأخر من الليل في لقاء غير رسمي توجه خلاله الزعيمان الى أحد مطاعم العاصمة الروسية لتناول العشاء. والتقى بلير مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كسيانوف قبل توجهه الى الكرملين. وبدأت جلسة العمل بلقاء مغلق بين الزعيمين ثم انضم اليهما أعضاء الوفدين. وناقش الطرفان آفاق تطوير التعاون المشترك على الصعيد الاقتصادي، إذ تأمل موسكو في زيادة حجم الاستثمارات البريطانية في روسيا. كما تناولا مشكلة السياسة الدفاعية الأوروبية وتطرق الى الأزمة في الشرق الأوسط. وقال بوتين في حديث الى الصحافيين عقب الاجتماع ان روسيا تأمل بتطوير التعاون بين البلدين، مشدداً على أن بريطانيا تلعب دوراً في التعاون الروسي - الأوروبي بما تمثل من مكانة اقتصادية في أوروبا. وأشار بوتين الى أهمية التعاون في مجال الأمن الأوروبي وقال ان رئيس الوزراء البريطاني أطلعه خلال اللقاء على "فلسفته الخاصة" في ما يتعلق بالسياسة الدفاعية الأوروبية. وأشار الى أن بلير أكد له أن سياسة الاتحاد الأوروبي تقوم على حماية السلام والأمن العالميين. ومن جهته، أكد بلير ان الحديث عن سياسة دفاعية أوروبية لا يعني قيام جيش اوروبي. وأشار الى أن الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط تعد مثالاً لما يمكن أن يوحد مصالح المجتمع الدولي في العمل على تهدئة الأوضاع وإيجاد الأجواء المناسبة لإحياء المسيرة السلمية، مشيراً الى ارتياح بريطانيا الى تحرك الديبلوماسية الروسية في هذا الاطار ودعا الى تصعيد العمل المشترك بين البلدين.