} بدأ المشرفون على الانتخابات في ولاية فلوريدا امس فرز آلاف الاصوات يدوياً فيما حذر فريقا الحملة الانتخابية لنائب الرئيس آل غور وحاكم ولاية تكساس جورج بوش من انهما قد ينقلان معركة اعادة فرزالاصوات الى ولايات اخرى. وبعد خمسة ايام من فشل انتخابات الرئاسة الاميركية في اظهار الفائز تمسك بوش بالتقدم الضئيل الذي حققه في ولاية فلوريدا التي يحتاج كل من مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي الى تأييد مندوبيها الخمسة والعشرين في الهيئة الانتخابية للفوز بالرئاسة. واعلن انه بدأ تشكيل ادارته الرئاسية. وأظهر الفرز الرسمي لأصوات 65 مقاطعة من بين 67 مقاطعة في الولاية ان بوش حصل على مليونين و910074 صوتاً وان غور حصل على مليونين و909114 صوتا ليتقدم بوش ب960 صوتاً وان كان الاحصاء غير الرسمي لجميع مقاطعات الولاية اظهر تقدم بوش ب327 صوتاً وفقاً لتقارير وسائل الاعلام واصوات الناخبين المقيمين في الخارج التي ارسلت بالبريد امامها حتى الجمعة المقبل لكي تصل ويحدد المسؤولون عن الانتخابات الاحصائيات الرسمية للفرز. ومن غير المرجح ان تعلن ولاية فلوريدا اسم الفائز رسمياً قبل 17 تشرين الثاني نوفمبر الجاري. ما يزال الشك يسيطر على نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية وسط مؤشرات الى ان ازمة اعلان نتيجة الانتخابات في ولاية فلوريدا ستمتد الى ولايات اخرى وتغرق البلاد في ازمة سياسية وربما دستورية. فبعد مرور خمسة ايام على اجراء الانتخابات لا يزال الشعب الاميركي والعالم ينتظر معرفة من فاز في الانتخابات. وفي كل يوم يمر ولا تحسم فيه قضية فرز الاصوات يصبح من الصعب على اي من المرشحين الديموقراطي والجمهوري القبول بالنتيجة النهائية التي من المؤكد ان تتعرض للكثير من التشكيك والطعن بغض النظر عن هوية الفائز. فالمرشح الجمهوري جورج بوش الذي ذاق طعم الفوز لفترة قصيرة بعدما اتصل به خصمه الديموقراطي آل غور ليلة الانتخابات مقراً بالهزيمة ثم تراجع، بدأ يتصرف امام الرأي العام وكأنه متأكد من انه سيفوز، وبدأ معاونوه تسريب معلومات عن اجتماعات يعقدها لتشكيل ادارته الرئاسية في الموعد المحدد. وفي الوقت نفسه كان عدد آخر من الجمهوريين المتابعين لعملية الفرز يهددون باللجوء الى القضاء اذا لم تحسم عملية فرز الاصوات والمطالبة باعادة فرز الاصوات في الولايات التي فاز فيها غور بفارق ضئيل. وأدت اعادة فرز الاصوات الى سحب ولاية نيومكسيكو من لائحة الولايات التي فاز فيها غور واعتبارها متقاربة جداً بانتظار النتائج الرسمية. وبقيت ولاية اوريغون في خانة الولايات التي يصعب الاعلان عن فائز فيها رسمياً مع ان تقارير اعلامية لمحت الى تقدم غور في هذه الولاية. وأياً تكن النتيجة النهائية في هاتين الولايتين فإنها غير كافية لاعلان فائز في معركة الرئاسة لأنهما لا تضمان عدد المندوبين الكافي للفوز. ويبقى الصراع على نتيجة الفرز في ولاية فلوريدا. فبعد ان تم اجراء الفرز للمرة الثانية في الولاية ثبت ان بوش هو الفائز ولكن النتائج لن تعلن رسمياً قبل الثلثاء، وقررت مقاطعتان في جنوبفلوريدا هما فالوسيا وبالم بيتش اعادة الفرز يدوياً قبل المصادقة على نتائج عمليتي الفرز الاوليتين وطالب الديموقراطيون بإعادة فرز يدوي في مقاطعتين اخريين. واعلن السناتور جو ليبرمان انه وغور لن يقبلا نتيجة فرز الاصوات في فلوريدا قبل ان يتم احتساب اصوات الغائبين المواطنين الاميركيين الذين يقطنون في الخارج وهذا يعني ان نتيجة الانتخابات لن تُعرف قبل الجمعة المقبل. ومما يزيد من غضب الديموقراطيين في حال تم تثبيت بوش فائزاً ان مرشحهم فاز بعدد الاصوات على مستوى جميع الولايات بالاضافة الى اخطاء ارتُكبت في فلوريدا ادت الى الغاء اكثر من 19 الف صوت يصرّ الديموقراطيون على انها كانت ستصبّ في مصلحتهم. ودافع ليبرمان عن اصراره وغور على التأكيد من عملية الفرز، لأن "رئيس الولاياتالمتحدة يجب ان يفوز خلال عملية انتخابية لا شك فيها" وهذا "يؤدي الى الشعور بأن الانتخابات كانت شرعية وان سلطة الرئيس ليست مدعاة للتساؤل". ومما زاد الوضع تعقيداً الأمر الذي أصدره قاضٍ فيديرالي يمنع بموجبه مقاطعة بالم بيتش من اعلان نتائج رسمية الثلثاء بانتظار جلسة استماع ستجري في المقاطعة الثلثاء المقبل للنظر في شكاوى ناخبين من ان بطاقات التصويت كانت غير قانونية ومربكة. مصادر حملة بوش اشارت الى انه اعطى الأذن باللجوء الى القضاء لمنع الديموقراطيين من الاستمرار في المطالبة بالفرز اليدوي وضمان حسم المعركة الجمعة المقبل.