تتشابه الظروف التي يمر بها منتخب السعودية في حملته الجديدة للدفاع عن اللقب مع الظروف التي خاض فيها النهائيات الآسيوية الاربعة الاخيرة. ويسيطر الخوف والترقب على الجماهير ليس من لاعبيه الذين يعرفهم، لكن من المدرب التشيخي ميلان ماتشالا. في نهائيات سنغافورة 1984 كان المنتخب يمر بظروف عصيبة جراء إبعاد البرازيلي الشهير ماريو زاغالو بعد الفشل في دورة الخليج وإحلال السعودي خليل الزياني محله الذي لم يكتف بالفوز بكأس آسيا التي كانت السعودية تشارك في نهائياتها للمرة الاولى، بل تأهل لنهائيات اولمبياد لوس انجليس عن قارة آسيا. وتكرر الامر وان بصورة مختلفة في نهائيات الدوحة 1988 عندما كانت الصحافة الرياضية والجمهور السعودي غير راضيين عن الطريقة الدفاعية التي كان ينتهجها البرازيلي كارلوس البرتو باريرا في تدريب المنتخب الذي كان يضم آنذاك صفوة اللاعبين السعوديين امثال ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وفهد الهريفي وصالح النعيمة وغيرهم، لكن المنتخب عاد من جديد بكأس آسيا. وعادت الصورة ذاتها الى الظهور من جديد في نهائيات اليابان 1992، لكن هذه المرة مع البرازيلي كاستلو الذي "انتحر" في ما بعد في البرازيل بسبب ضعف الاستعدادات التي كانت نتيجتها الظهور في المباراة النهائية من دون الاحتفاظ باللقب. وتكرر الامر ذاته قبيل نهائيات كأس الأمم الآسيوية عندما استعان الاتحاد السعودي لكرة القدم بالبرتغالي فينغادا قبيل البطولة بأقل من شهر بعدما اقصى البرازيلي القصير زي ماريو، لكن النتيجة كانت الفوز بالكأس للمرة الثالثة من اصل اربعة على رغم قصر الفترة التي قضاها البرتغالي آنذاك. وعلى رغم ان العلاقة خاصة جداً بين منتخب السعودية وكأس آسيا في ال 16 عاماً الاخيرة. وعلى رغم ان المنتخب دخل في بعض النهائيات الماضية بظروف صعبة الا ان الجماهيرالسعودية تتوجس من ماتشالا وعدم تثبيت التشكيلة من مباراة الى اخرى خلال فترة الاستعدادات. ومع ذلك فان ماتشالا لديه ميزة لا يتملكها غالبية مدربي المنتخبات الاخرى هي معرفته عن ظهر قلب كل المنتخبات الاسيوية نظراً لطول الفترة التي قضاها في تدريب المنتخب الكويتي. فالمنتخب الياباني الذي ستلاقيه السعودية في اولى مبارياتها في النهائيات سبق وان خرج من الدور النصف نهائي من البطولة الماضية على يد الكويت. والامر ذاته ينطبق على قطر التي يعرفها المدرب جيداً، بينما سيتعرف على منتخب اوزبكستان الذي يخوض مباراتيه امام قطرواليابان قبل ان يواجه السعودية. وتكمن قوة المنتخب السعودي المدافع عن لقبه في خط هجومه الذي اقل ما يقال عنه انه ناري، لكونه يضم خمسة لاعبين جميعهم يعرفون طريق الهدف جيداً وسجلوا 14 هدفاً في المباريات التحضيرية اي اكثر من هدفين للمباراة الواحد فيما لم يُمن المرمى السعودي الا ب3 أهداف. لكن المشكلة تكمن في غياب صانع الالعاب عموماً، خصوصاً بعدما تخطى المنتخب مشكلة غياب الظهير الايسر حسين عبدالغني المصاب بإشراك المهاجم طلال المشعل مكانه.