يشهد العالم اليوم حدثاً مهماً وفريداً يشكل منعطفاً في تاريخ البشرية. فاذا سار كل شيء على ما يرام، يبدأ الانسان في تحقيق حلم راوده منذ اوائل الستينات... السكن في الفضاء. وبعد اربعين عاماً على انطلاق الرائد الروسي يوري غاغارين من قاعدة بايكونور في اول رحلة للانسان خارج مدار الارض، يفترض ان تنطلق من قاعدة الصواريخ نفسها الواقعة في كازاخستان، المركبة "سويوز"، حاملة ثلاث رواد الى محطة الفضاء الدولية حيث سيقيمون لأربعة أشهر على أقل تعديل. ولن يغادر الرواد الثلاثة الذين يقودهم الاميركي بيل شيبارد المحطة قبل وصول طاقم آخر ينطلق من قاعدة كيب كانافيرال على متن مركبة اميركية ويقوده رائد فضاء روسي. وستعمل الأطقم الوافدة والتي سيزداد عددها تباعاً، على استكمال بناء المحطة، وذلك بحلول عام 2006، بحسب ما يتوقع الخبراء. وبهذا تصبح محطة الفضاء الدولية التي تدور حول الارض على مسافة تبعد اكثر من 368 كيلومتراً، اول مركز للانسان في الفضاء يمكن ان ينطلق منه في رحلات استكشافية الى القمر او كواكب اخرى مثل المريخ. وستحتوي المحطة بعد استكمال تجهيزاتها بكلفة تصل الى 60 بليون دولار، كل مستلزمات العيش مثل الاوكسيجين والمياه والمراحيض وحتى المطابخ والاثاث، إضافة الى اجهزة الاتصالات وخزانات الوقود. وتوقع الخبراء ان يصمد بناؤها لفترة تصل الى 25 عاماً، قبل ان يتم التخلي عنها وابدالها بمحطة اخرى اكبر حجماً. لكن الخبراء اشاروا الى ان السكن حالياً على متن المحطة يشبه العيش في غواصة من ايام الحرب العالمية الثانية تحت البحر اكثر مما يشبه رحابة ورفاهية المركبة الفضائية "ستارتريك" في أفلام الخيال الاميركية. ولا يقتصر تمويل المحطة على الولاياتالمتحدة وحدها، بل تشارك في المشروع اوروبا واليابان وكندا وروسيا، ولا تزال فرص المشاركة متاحة امام الدول الراغبة في ذلك مثل الصين او الهند. ولوحظ ان هذا الحدث التاريخي لم ترافقه ضجة اعلامية كبرى، كما حصل في رحلة غاغارين عام 1961 او عندما وطأت قدم الاميركي نيل ارمسترونغ سطح القمر في 1969. وسيعمد شيبارد ورفيقاه الروسيان يوري غيدزينكو وسيرغي كريكاليف فور وصولهم، الى تشغيل اجهزة الحفاظ على الحياة في المحطة، وتركيب كومبيوتر يشرف على عمل هذه الاجهزة اوتوماتيكياً.