خمس مباريات خاضها مهاجم منتخب السعودية الاول سامي الجابر حتى الان، من دون ان يتمكن من هز الشباك، وامامه فرصة اخيرة وثمينة جداً لفك صيامه عن التهديف في المباراة النهائية ضد اليابان. وقد تشهد المباراة غداً الهدف الاول للجابر، مهاجم وولفرهامبتون الانكليزي، كما وعد بعد الفوز على كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي، وقد يكون غالياً لانه يمكن ان يرجح كفة الاخضر للاحتفاظ باللقب. وتنقل الجابر في البطولة الآسيوية بين المقدمة وخط الوسط، وكان فاعلاً اكثر في دور صانع الالعاب لانه مرر كرات على طبق من فضة الى زملائه نتج منها تسجيل بعض الاهداف. وكان اداء الجابر المقنع في خط الوسط ثم التقدم الى الامام كلما سنحت الظروف في المباريات، "ملهماً" للمدرب ناصر الجوهر لاجراء التبديلات المناسبة كادخال طلال المشعل ومحمد الشلهوب مثلاً، واكد الجوهر ذلك بنفسه "ان تحركات الجابر، الذي يملك مواصفات القائد الحقيقي في وسط الملعب، ألهمتني لاجراء التبديلات اللازمة". بدوره قال الجابر: "انا سعيد لأن غيري من لاعبي المنتخب يسجل بدلاً مني، لكنني سأبذل كل ما في وسعي الى التسجيل امام اليابان". واضاف "ان مواجهة اليابان في المباراة النهائية تختلف كثيراً عن المواجهة الاولى في الدور الاول، فالثقة عادت الى اللاعبين والاداء تطور من مباراة الى اخرى". واعتبر الجابر ان خطة الاداء عادت الى 4-4-2 خلافاً لما كان يتبعه التشيخي المقال ميلان ماتشالا. والجابر اول لاعب سعودي وخليجي يحترف في انكلترا، بعد تعاقده مع نادي ولفرهامبتون من الدرجة الاولى، كما انه، ثاني سعودي يلعب في اوروبا بعد فهد الغشيان لاعب الهلال السابق والنصر الحالي الذي احترف العام الماضي في صفوف أ. زد. الكمار الهولندي، كما ان الدولي السابق فؤاد انور لعب في الصين في الموسم الماضي ايضاً. ولفت الجابر انظار المدربين والكشافين الانكليز خلال مباراة السعودية وانكلترا صفر-صفر على ملعب ويمبلي الشهير قبيل مونديال فرنسا عام 1998، وحاول مدرب نوتنغهام فوريست ونجم المنتخب السابق ديفيد بلات ضمه. ويصنف النقاد الرياضيون في السعودية الجابر في خانة الاذكى داخل منطقة الجزاء، ويعتبرونه المهاجم السعودي رقم اثنين بعد الدولي المعتزل ماجد عبدالله، لكنهم متفقون على ان انجازات الجابر مع فريقه تفوق ما حققه مع المنتخب. ويتضمن سجل الجابر العديد من الانجازات مع المنتخب السعودي والهلال، ويكفي انه اول لاعب عربي يسجل هدفين من مونديالين متتاليين، الاول عام 1994 في الولاياتالمتحدة والثاني عام 98 في فرنسا، كما ساهم باحراز منتخب بلاده لقب كأس الامم الاسيوية في الامارات عام 1996. كما ان ألقابه كثيرة مع الهلال وآخرها رباعية في الموسم الماضي. وفرض الجابر نفسه من اشهر المهاجمين في السعودية منذ بزوغ نجمه عام 1986، وكان المدرب المصري طه الطوخي اول من اكتشف موهبته في حينه عندما سجل في كشوف نادي الهلال حيث بدأ تدريباته مباشرة في فئة الشباب التي كان يشرف عليها الطوخي نفسه. وكانت المباراة الرسمية الاولى للجابر في منافسات دوري الشباب امام فريق المجزل موسم 1986-1987 وأبان فيها نيته التهديفية بتسجيله ثلاثة اهداف. وانتقل بعد ذلك الى صفوف الفريق الاول في الهلال موسم 1988-1989، احد اقطاب الكرة السعودية، وخاض مباراته الرسمية الاولى معه امام اهلي جدة، وسجل هدفه الاول في الدرجة الممتازة في مرمى الروضة في الموسم ذاته عندما كان الاخير من فرق النخبة في السعودية. وانضم الجابر الى صفوف منتخب بلاده موسم 1989-1990، وكان المدرب البرازيلي الشهير كارلوس البرتو باريرا اول من فتح له الطريق، وذلك ضمن الاستعدادات لبطولة كأس الخليج العاشرة في الكويت، لكن فرصة الدفاع عن الوانه تبخرت لان المنتخب السعودي لم يشارك فيها. وكان الهدف الاول للجابر مع المنتخب في مرمى فريق ادونيس الدنماركي، ووصل رصيده الحالي من الاهداف الدولية الى 26 هدفاً في 89 مباراة، كما انه يحمل الرقم القياسي الهلالي في عدد الاهداف اذ سجل 210 اهداف. كما ان الدور الذي لعبه الجابر في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديالي الولاياتالمتحدةوفرنسا ما زالت في الذاكرة واثمرت تأهل المنتخب اليهما عن جدارة، ولفت الانظار ايضاً بتسجيله هدفين في النهائيات اطلقا شهرته الدولية. وكان الجابر في عداد المنتخب السعودي للناشئين ايضاً عام 1989 في اسكتلندا في نهائيات مونديال هذه الفئة، لكن الاصابة حرمته المشاركة الا انه احتفل معه باحراز اللقب. وصنع الجابر لنفسه مجداً شخصياً وحقق القاباً كثيرة في البطولات التي شارك فيها، خصوصاً مع فريقه الهلال، فنال لقب هداف الدوري عام 1990، وهداف العرب في العام ذاته، وحصل على اثره على جائزة الحذاء الذهبي، ونال اللقب الاول مرة ثانية عام 1992 برصيد 19 هدفاً بعد تطبيق نظام الدوري الممتاز، كما اختير افضل لاعب وهداف في كأس ابطال الاندية العربية العاشرة برصيد سبعة اهداف. واختار الاتحاد الآسيوي الجابر افضل لاعب في القارة في شهر ايلول سبتمبر عام 1996، وتابع تألقه آسيوياً وحصل على جائزة افضل لاعب في مسابقة كأس الكؤوس بعدما قاد الهلال الى اللقب، كما حصل على جائزة لاعب الشهر في آسيا مرة ثانية في تشرين الثاني نوفمبر 1996، ثم مرة ثالثة في حزيران يونيو 1997، ورابعة في شباط فبراير 1998. وفرض الجابر نفسه ايضاً في المسابقات الخليجية، فاحرز لقب الهداف في بطولة الاندية الخامسة عشرة في مسقط برصيد خمسة اهداف.