أعاد الجيش الاسرائيلي احتلال منطقة واسعة في غزة، ودخل الى مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية في رام الله التي تحولت الى ساحة حرب حقيقية. وسقط في المواجهات بينه وبين رماة الحجارة الفلسطينيين أربعة شهداء وعشرات الجرحى. راجع ص 5 وبدا التصعيد الاسرائيلي ترضية لحزب ليكود الذي "كلما ساء الوضع كلما اقترب من الحكم أكثر"، إذ أعلن أمس عن اتفاق أولي بينه وبين حزب العمل على تشكيل "حكومة وحدة وطنية". وأدى تدهور الوضع الى اعلان البيت الأبيض ان فرص لقاء الرئيس بيل كلينتون مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك أصبحت ضعيفة. وكان الجنود الاسرائيليون دخلوا الى غزة أمس مستخدمين الدبابات والمجنزرات من "معبر كارني" ونشروا المزيد من القوات والآلات العسكرية على طول شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يصل مدن القطاع ببعضها بعضاً. وأكد مصدر أمني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي "احتل المنطقة الواقعة بين جنوب دير البلح والمطاحن"، واجتث الأشجار وجرف البيوت القريبة من مستوطنة موراج ليقيم مكانها مواقع لدباباته، وأضاف موقعاً سادساً الى مواقعه يشرف على خان يونس وغزة ودير البلح، حيث بدأت أعمال البناء في مستوطنة جديدة. ونشط قناصة الجيش والمستوطنون في سائر المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، خصوصاً قرب نابلس وسلفيت وجنين وطولكرم والبيرة. حكومة باراك - شارون وما بدا أنه مستحيل حتى صباح أمس أصبح واقعاً إذ أعلن ممثلون عن باراك وزعيم ليكود ارييل شارون توصلهما الى اتفاق أولي على تشكيل "حكومة وحدة وطنية"، خلال اجتماع بين النائب مئير شتريت، ممثلاً شارون، ووزير الاتصالات بنيامين بن اليعازر، ممثل باراك. وقال بن اليعازر: "نحن في حال طوارئ لذا اتخذنا الرد المناسب". أما شتريت فأعلن ان "هناك قاعدة للاتفاق". ولم توضح مصادر الحزبين النقاط التي اتفقا عليها، فيما اكدت تامي شينكمان الناطقة باسم بن اليعازر ان "الاتفاق كان على أربع نقاط من أصل ست نقاط". ومن المرجح ان تكون النقطتان اللتان بقيتا معلقتين الى ان يبتهما شارون وباراك، متعلقتين بمسائل اجرائية منها كيفية اتخاذ القرارات، ففي حين يطالب شارون بأن يتم ذلك بالاتفاق، يصر باراك على ان يكون بالتشاور. أما النقطة الثانية فتتعلق باستئناف العملية السلمية، اذ يطالب ليكود رئيس الحكومة بالتراجع عن "تفاهم كامب ديفيد". وفي واشنطن أعلن الناطق باسم البيت الأبيض جاك سيوارت ان على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني تطبيق اتفاق شرم الشيخ قبل ان يعقدا اي لقاء مع الرئيس بيل كلينتون. وأضاف ان كلينتون أجرى اتصالاً هاتفياً بباراك امس لكنهما لم يتوصلا الى قرار نهائي لعقد لقاء قريب بينهما، و"نحن نركز الآن على تخفيف حدة العنف". وافاد التلفزيون الاسرائيلي ان اجتماعاً سرياً "حصل" الليلة الماضية بين باراك وشارون الذي اقترح على باراك اعادة احتلال مدينة اريحا. ويتوقع ان يلتقي زعيما ليكود والعمل مساء السبت بعدما عقد باراك اجتماعاً خاصاً مع رئيس الدولة موشيه كتساف الذي يدعو منذ اسابيع الى تشكيل "حكومة وحدة وطنية". مجلس الأمن أما في نيويورك، فقال مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة ان مناقشات مجلس الأمن في شأن طلب فلسطين تأمين قوة حماية "جادة وتحظى الفكرة بدعم واسع". واشار الى انه "تم الاتفاق على ان يعود المجلس الى مناقشة الموضوع الأسبوع المقبل بعدما يلتقي رئيسه مع الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان لاستيضاح وجهة نظره". واشار القدوة الى ان كتلة الدول غير المنحازة الاعضاء في مجلس الأمن وترأسها ماليزيا تبنت الطلب الفلسطيني وضرورة إجراء مشاورات جادة في موضوع تشكيل قوة الحماية في اطار مجلس الأمن.