تذبذبت اسعار الخام في بورصة النفط الدولية في لندن وبقيت مرتفعة نسبياً في مستوى 32 دولاراً للبرميل وسط توقعات بلجوء دول "اوبك" الى رفع الانتاج بمعدل 500 الف برميل يومياً تنفيذاً لآلية الاسعار القاضية بزيادة الانتاج نصف مليون برميل اذا بقيت الاسعار فوق مستوى 28 دولاراً لسلة اوبك فترة تتجاوز 20 يوماً. راجع ص11 لكن وزير الطاقة القطري عبدالله العطية قال ل "الحياة" ان دول المنظمة لم تتلق بعد اي اشارة من رئيس المنظمة وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز بزيادة الانتاج. وما ساهم في بقاء السوق مضطربة عدم حسم مسألة تسعير النفط العراقي بعد طلب بغداد تقويم صادرات الخام باليورو بدلاً من الدولار. وقالت ل "الحياة" مصادر فرنسية مطلعة على اعمال الاممالمتحدة في نيويورك انه "يجري حالياً درس موضوع مدفوعات النفط للعراق باليورو. ومن المتوقع ان يتوجه ممثل البنك المركزي العراقي الى نيويورك، لشرح تصور بغداد لهذا الاجراء، لأن الحكومة العراقية لم توضحه بعد". واضافت المصادر ان فرنسا "لا ترى اي مشكلة في اختيار العراق سداد مدفوعاته النفطية باليورو". الموسوي ل "الحياة": لا مانع قانونياً وفي نيويورك أكد مندوب العراق لدى الأممالمتحدة السفير سعيد حسن الموسوي انه "بداية من الشهر المقبل، سيكون توقيع عقود النفط بعملة اليورو، كما سيتم توقيع عقود شراء المواد الانسانية باليورو والعملات الصعبة الأخرى غير الدولار" وذلك تلبية "لطلب العراق فتح حساب اليورو ضمن حساب العراق بموجب مذكرة التفاهم وبرنامج النفط للغذاء". وقال الموسوي ل "الحياة" انه "من الناحية القانونية ليس في القرار 986 ومذكرة التفاهم عليه ما يحدد بأية عُملة يفتح حساب العراق"، وبالتالي فإن العراق "حرّ بتحديد العملة التي يريد التعامل بها". وأشار الى ان اليورو هو عملة الاتحاد الأوروبي، علماً بأن عدداً من الدول المتعاطفة مع العراق تنتمي اليه. واوضح ان الأمانة العامة للأمم المتحدة "حاولت إثارة بعض الأسئلة والاشارة الى ان اليورو يتعرض للتقلبات فأُجيبت بأن كل العملات عرضة للتقلبات، والبرنامج ليس في صدد الدخول في مضاربات مالية. ونأمل بأن توافق الأمانة العامة على طلب العراق بأسرع وقت". وأضاف: "سيتم بيع النفط وشراء المواد بعملة اليورو في فترة قصيرة لا تتأثر بالتقلبات، وحتى لو تأثرت، فإن البيع والشراء سيتمان بالعملة نفسها". وحسب مصادر مطلعة على التفكير العراقي ترى بغداد "ان الولاياتالمتحدة هي العدو الأول للأمة العربية والعراق وليس مناسباً أن تستخدم عملتها كأساس لعملية التبادل التجاري فيما توجد عملات صعبة أخرى لدول وتجمعات اقليمية ذات مواقف معتدلة". وزادت ان الاجراء العراقي "محاولة أولى من دولة لتحدي هيمنة الدولار على أسواق العالم، وإذا تبعته دول أخرى، سيؤدي ذلك بالتأكيد الى تغيير في الهيمنة المالية الأميركية على العالم لأن الدولار دين على الخزانة الأميركية. فعندما ينسحب الدولار من التعامل في الأسواق المالية يكثر الدين على الخزانة الأميركية".