فجر الشاب نبيل فرج العرعير 24 عاماً نفسه قرب مجموعة من الجنود الاسرائيليين المتمركزين قرب الموقع العسكري المقام عند مفترق المطاحن القريب من مستوطنة "غوش قطيف" وسط قطاع غزة صباح أمس. وأعلنت "حركة الجهاد الاسلامي" ان العرعير ينتمي اليها. وأكد الأمين العام ل"الجهاد" الدكتور رمضان عبدالله شلح في دمشق ل"الحياة" ان أحد عناصر "سرايا القدس"، الجناح العسكري للحركة نفذ أمس "عملية استشهادية" أسفرت عن "اصابات تجاوزت جرح جندي اسرائيلي". واستشهد الشاب العرعير على الفور، فيما أصيب جندي اسرائيلي بجروح خطرة نقل على أثرها الى أحد المستشفيات الاسرائيلية. وكان العرعير، وهو طالب في الجامعة الاسلامية في السنة الدراسية الثالثة، وضع كمية من المتفجرات في حقيبته، وربطها بدراجته الهوائية وتقدم بها نحو جنود الاحتلال الذين يحرسون الطريق المؤدية الى المستوطنة المذكورة، إلا أن المتفجرات انفجرت على بعد عدة أمتار من الجنود الاسرائيليين. وعلى الفور اغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي المنطقة، والطريق الرئيس الواصلة بين مدينتي غزة وخانيونس، ومنعت دخول الفلسطينيين، وتحركهم في المنطقة، ولم تسمح لممثلي وسائل الاعلام بالدخول اليها، باستثناء طاقم شبكة "سي ان ان" الاخبارية الأميركية. واستقدمت سلطات الاحتلال تعزيزات عسكرية كبيرة الى المنطقة، وزادت من عدد الدبابات فيها منذ عدة أيام. ووضعت سلطات الاحتلال كتلاً اسمنتية على الطريق الرئيسة قرب مستوطنة "كفاداروم" وايضاً على بعد أمتار من مدخل مستوطنة غوش قطيف ما أدى الى اغلاق مقطع من الطريق الرئيس يبلغ طوله أكثر من ثلاثة كيلومترات. وبعد ساعات، وتنسيق ميداني بين قوات الأمن الوطني وجيش الاحتلال تمكنت سيارة اسعاف فلسطينية من الدخول الى المنطقة برفقة جنود اسرائيليين ونقلت جثة الشهيد العرعير الى مستشفى ناصر في مدينة خانيونس. وقالت مصادر طبية في المستشفى ل"الحياة" ان النصف الأعلى من جسد الشهيد بقي على حاله، فيما تمزق نصفه الأسفل اشلاء. وأضافت المصادر ذاتها ان الأجهزة الأمنية فرضت حراسة مشددة على جثته التي أودعت ثلاجة حفظ الموتى، ومنعت المصورين وممثلي وسائل الاعلام من الاقتراب من الثلاجة. وقال شهود عيان يقطنون المنطقة ل"الحياة" ان ثلاثة جنود اسرائيليين قتلوا في الانفجار، وأن عدداً آخر منهم أصيب بجروح، إلا أن قوات الاحتلال اعترفت باصابة جندي واحد فقط بجروح خطرة. وحملت سلطات الاحتلال مسؤولية العملية للسلطة الوطنية الفلسطينية. وقالت الاذاعة الاسرائيلية نقلاً عن "قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي" ليوم توم ساميا ان السلطة أعطت الضوء الأخضر للقيام بمثل هذه العمليات، محملاً اياها مسؤولية العملية. ونفى قائد الأمن العام الفلسطيني اللواء الركن عبدالرازق المجايدة هذه الأقوال جملة وتفصيلا. وقال المجايدة في بيان صحافي حصلت "الحياة" على نسخة منه ان "هذه الأقوال كلها محض افتراء وأكاذيب اسرائيلية، لا أساس لها من الصحة". وجاءت العملية الانتحارية بعد أكثر من ثلاثة اسابيع على اندلاع انتفاضة الأقصى أواخر الشهر الماضي، وبعد أيام على نشر قوات الاحتلال عدداً من الدبابات والآليات العسكرية في المنطقة ومناطق أخرى من قطاع غزة، اضافة الى الاستفزازات اليومية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي والمستوطنون اليهود، علاوة على تجريف الأراضي و"اغتيال الأشجار والقصف بالصواريخ والمدافع للبيوت الآمنة. ويعتقد أن العملية جاءت لمناسبة ذكرى اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي زعيم "حركة الجهاد الاسلامي" قبل نحو خمسة أعوام في جزيرة مالطا. ووزعت "حركة الجهاد الاسلامي" بياناً في بيت العزاء الذي أقيم في منزل عائلته في حي الشجاعية بمدينة غزة، تبنت فيه العملية. وقالت الحركة في بيانها استناداً الى شهود عيان من قوات الأمن الوطني الفلسطيني ان نحو 15 جندياً اسرائيلياً أصيبوا بجروح في العملية، مؤكدة ان العملية لن تكون الأخيرة. وقال الدكتور محمد الهندي أحد قادة "حركة الجهاد" في قطاع غزة، انه علم بالعملية بعد وقوعها، مشدداً على أن المستوى السياسي في الحركة لا علم له بما يقوم به الجهاز العسكري التابع لها.