سجلت السعودية حاملة اللقب رقماً قياسياً بتأهلها الى المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم للمرة الخامسة على التوالي، بعد ان اقصت كوريا الجنوبية 2-1 على ملعب المدينة الرياضية في بيروت امام نحو 13 ألف متفرج في نصف نهائي البطولة الثانية عشرة في لبنان. وسجل طلال المشعل 76 و80 هدفي السعودية، ولي دونغ غوك 90 هدف كوريا الجنوبية. وكانت السعودية احرزت اللقب اعوام 1984 و88 و96، وخسرته عام 92 امام اليابان، وسبق لها ان فازت على كوريا الجنوبية بالذات في نهائي البطولة التاسعة في الدوحة عام 88 بركلات الترجيح 4-3 بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل من دون اهداف. وواصل المنتخب السعودي هيمنته على المنتخبات الآسيوية الاخرى، وهو يفرض نفسه رقماً صعباً في القارة منذ منتصف الثمانينات، ويبقى عليه اجتياز المحطة الاخيرة في البطولة الحالية بعد غد لينفرد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب. وتتقاسم السعودية وايران الرقم القياسي لجهة مرات الفوز 3 مرات. ومع ان الاثارة كانت عنواناً للدقائق العشرين الاخيرة من المباراة وجاءت فيها الاهداف الثلاثة، الا ان الدقائق السبعين الاولى كانت مملة ولا تليق بمنتخبين كبيرين يملكان لاعبين من مستوى عال. ولم يرق الشوط الاول الى المستوى المطلوب من المنتخبين الزاخرة صفوفهما بالنجوم، وكان الكوريون اسرع في الدخول في اجواء المباراة وحصلوا على فرص عدة في البداية لكن السعوديين انتزعوا المبادرة منتصف الشوط قبل ان يهبط مستوى الاداء من الطرفين الى ما دون الوسط حيث غابت الفرص الخطرة والالعاب المدروسة في الدقائق الاخيرة من الشوط الاول الذي انتهى سلباً اداء ونتيجة. وكانت بداية الشوط الثاني توحي بأن السيناريو سيتتابع من حيث الاداء الحذر والمتواضع، لكن الدقائق الخمس عشرة الاخيرة انقذت الموقف لانها كانت الاكثر اثارة حتى الان في جميع مباريات المنتخبين في البطولة حيث سجل السعوديون هدفين ورد الكوريون بواحد. بداية خجولة وكانت المبادرة كورية منذ البداية اذ تميز الكوريون بحسن انتشارهم وتمريراتهم المتقنة وسيطرتهم على الكرة مقابل تراجع سعودي نحو الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة. وسدد يوو سانغ تشول اول كرة خطرة على المرمى في الدقيقة الخامسة عندما تلقى كرة من لي دونغ غوك برأسه تابعها مباشرة بين يدي الدعيع. وانتظر السعوديون حتى الدقيقة 15 لتهديد مرمى كوريا عندما مرر التمياط كرة الى الجابر المتقدم من الجهة اليمنى فراوغ المدافع بارك جي سونغ وسددها ضعيفة التقطها الحارس بسهولة. وسدد سيم جاي وون كرة قوية من نحو 30 متراً كان الدعيع حاضراً لالتقاطها 19، وكاد عبدالله الواكد يفتتح التسجيل من كرة رأسية مباغتة إثر ركلة ركنية من الجهة اليمنى نفذها التمياط 22. وتكافأت الكفة منتصف الشوط بعد ان انتهت فترة جس النبض للسعوديين وبادلوا منافسيهم الهجمات الخطرة وكان الجابر والتمياط اكثر اللاعبين نشاطا في وسط الملعب وعبرهما كانت الخطورة تزداد على المرمى الكوري، لكن ليس لوقت طويل لأن الكوريين عادوا الى السيطرة على وسط الملعب والتقدم ببطء الى الامام. وعلى رغم انهم لم يشكلوا خطورة كبيرة على مرمى الدعيع، فان الكوريين عرفوا كيف يربكون الدفاع السعودي عبر التمريرات القصيرة السريعة والتسديدات البعيدة. ورفع لي دونغ غوك كرة باتجاه المرمى عندما رأى الدعيع متقدما لكن الاخير حولها الى ركنية 35. وأجرى مدرب السعودية تبديلاً اضطرارياً في الدقيقة 35، فأشرك محمد الشلهوب بدلاً من عبدالله الجمعان الذي تعرض للاصابة. وتغير التكتيك السعودي بعد خروج الجمعان، فتقدم الجابر الى الامام الى جانب طلال المشعل، فيما تمركز الشلهوب في الوسط وقام بدور صانع الالعاب، ومن اول لعبة منسقة بينه وبين الجابر مرر الكرة على اثرها الى الاخير الذي اخترق المنطقة لكنه سددها ضعيفة بسبب الرقابة الدفاعية اللصيقة عليه 45. نهاية ولا أحلى وكما في الشوط الاول، كانت البداية كورية في الثاني ايضاً مع تمريرات متقنة اذ تنقلت الكرة في بعض الاحيان اكثر من عشر مرات بين اللاعبين الكوريين، لكن المحاولة الاولى كانت سعودية من تسديدة ضعيفة للشلهوب لم يجد الحارس صعوبة في التقاطها 50. وسدد ها سوك جو كرة من ركلة حرة علت العارضة 52، وكانت المحاولة الاخيرة باتجاه احد المرميين لفترة تزيد على ربع ساعة لأن وتيرة الاداء لم تكن على المستوى المطلوب من الطرفين. واذا كانت الفرص معدومة من المنتخبين، فإن المحاولات الكورية تشفع لهم خصوصاً سيطرتهم على وسط الميدان، فيما غابت اية محاولة منظمة للسعوديين الذين بقيوا على الالعاب الارتجالية والكرات المرتدة التي لم تشكل أية خطورة على مرمى لي وون جاي. وفي ظل سيطرة كورية مطلقة على المجريات، انطلق السعوديون بهجمة مرتدة واخترق احمد الدوخي من الجهة اليمنى ومرر كرة عرضية تابعها طلال المشعل برأسه داخل الشباك 76. وكاد السعوديون يضيفون هدفاً ثانياً بعد دقيقتين تماماً عندما تلقى المشعل الكرة داخل الملعب فسددها رأسية ابعدها الحارس وصلت الى الواكد على بعد امتار قليلة من المرمى لكنه تابعها قوية فوق العارضة. ونشط المنتخب السعودي بصورة لم يسبق له ذلك في الدقائق التي تلت الهدف نتيجة الحماس الذي ألهب لاعبيه، فحصلوا على فرص عدة لزيادة الغلة. ونابت العارضة الكورية عن هدف اكيد إثر تسديدة قوية لصالح الصقري 79، لكن بعد دقيقة واحدة، خطف السعوديون الكرة في وسط الملعب ووصلت الى المشعل الذي انطلق بها وانفرد بالحارس فراوغه واودعها داخل الشباك مسجلا الهدف الثاني 80. وبعد خمس دقائق مجنونة، حاول الكوريون الضغط مجدداً وكان الدفاع السعودي متيقظاً، ودعمه المدرب الجوهر بفواز الشهري بدلاً من الشلهوب في محاولة للحفاظ على النتيجة. ورفع التمياط كرة عرضية تطاول لها الواكد برأسه لكن العارضة تدخلت مجدداً وحرمت السعودية هدفاً ثالثاً 86، ومرر سيول كي هيون كرة عرضية كاد لي يونغ بيو يحولها داخل الشباك لكن الدعيع تدخل في الوقت المناسب 90. وخطف لي دونغ غووك هدفاً كورياً برأسه إثر دربكة امام المرمى 90. في سطور المباراة: السعودية 2 - كوريا الجنوبية 1 الملعب: استاد المدينة الرياضية. المتفرجون: نحو 13 الفاً. الحكم: سعد كميل الكويت وعاونه سعيد محمد المالديف وك. سانكار الهند. الاهداف: السعودية: طلال المشعل 76 و80. كوريا الجنوبية: لي دونغ غووك 90. الانذارات: السعودية: محمد نور 44. كوريا الجنوبية: يوون جونغ هوان 27. التشكيلتان: السعودية: محمد الدعيع - محمد الخليوي ومحمد نور واحمد الدوخي وصالح الصقري وعبدالله الواكد ونواف التمياط واحمد خليل وعبدالله الجمعان ومحمد الشلهوب فوزي الشهري وطلال المشعل وسامي الجابر حمزة ادريس. كوريا الجنوبية: لي وون جاي - يوو سانغ تشول و كيم تاي يونغ ويوون جونغ هوان نوه جونغ يوون ولي دونغ غوك ولي يونغ بيو وكيم سانغ سيك وتشوي سونغ يونغ وهونغ ميونغ بو وبارك جي سونغ ها سوك جو وسيم جاي وون سول كي هيون.