ما أن انهت قمة شرم الشيخ أعمالها حتى اجتاحت الجامعات المصرية وعدداً من المدن تظاهرات غاضبة أعلن المشاركون فيها رفضهم نتائج القمة، وبدا أن العبارة التي ذكرها الرئيس حسني مبارك في كلمته في الجلسة الختامية من أن النتائج "لا ترقى إلى المستوى الذي كانت تأمله الشعوب" تحققت على أرض الواقع. وتفاعلت الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة السلع الاميركية والإسرائيلية وزادها زخماً فتوى أطلقها مفتي البلاد الدكتور نصر فريد واصل أكد فيها أن مقاطعة العدو الإسرائيلي ومن يواليه "فرض ديني" مشدداً أن سلاح المقاطعة "هو أقوى الأسلحة التي تملكها حالياً الشعوب العربية والإسلامية". ووصف واصل الدول التي تساند إسرائيل بالباطل بأنها "لا تحكمها أية معايير أخلاقية أو قانونية وإنما مصالحها فقط". وأكد على أن إسرائيل "لا تريد سلاماً وأن مصالحها تتحقق من خلال الحرب". وشهدت نقابة المحامين تظاهرة عاصفة دشنت فيها "لجنة القدس" التي شكلت من تيارات سياسية مختلفة حملة المقاطعة، وحرق المتظاهرون نماذج مجسمة لسلع وعلامات تجارية اميركية منها: مطاعم "كنتاكي" و"ماكدونالدز" وسغائر "مارلبورو" إضافة إلى سلسلة محلات "سينسبري" البريطانية، وتسبب الدخان المتصاعد من الحريق في اصابة بعض المشاركين في التظاهرة باختناقات، وردد هؤلاء هتافات بينها "قمة قمة شرم الشيخ رفضها القسيس والشيخ" و"يشهد حزب الله في لبنان إسرائيل شعب جبان" و"نصرالله يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب" و"احنا شعوب مش نبيع احنا ضد التطبيع" وانضم أعداد كبيرة من الأهالي إلى المحامين وأحاطت قوات الشرطة بمقر النقابة إلا أن المتظاهرين تمكنوا من الخروج إلى الشارع وحرقوا دمى تمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك والرئيس الاميركي بيل كلينتون، ووزعوا بياناً تضمن اسماء السلع الاميركية والإسرائيلية التي تباع في مصر وكذلك الشركات التي تتعامل مع إسرائيل. ودان طلاب الجامعات نتائج قمة "شرم الشيخ" وحاول طلاب جامعة الاسكندرية الخروج والتوجه إلى مقر القنصلية الإسرائيلية لكن الشرطة منعتهم في حين وقعت مصادمات بين طلاب جامعة القاهرة والشرطة اثناء محاولة الطلاب التوجه إلى مقر السفارة الإسرائيلية القريب. وفرضت قوات الأمن المصرية أمس حراسات مشددة على المطاعم والمحلات ذات العلامات التجارية الأميركية والغربية لكن ذلك لم يمنع تلاميذ المدارس من رشق أعداد منها بالحجارة ما اسفر عن تحطيم واجهاتها وحاول مواطنون اضرام النار في عدد من تلك المحلات لكن الشرطة تصدت لهم، واستمر أمس سيل البيانات الصادرة عن منظمات وهيئات واتحادات أهلية ونقابية مصرية وعربية تضمنت هجوماً حاداً ضد قمة "شرم الشيخ" ونتائجها مع المطالبة بوقف كل إجراءات التطبيع مع إسرائيل وسحب السفير المصري من تل أبيب وطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة.