بمعنويات مرتفعة جداً وبقيادة المدرب الوطني ناصر الجوهر، خاض المنتخب السعودي تدريبه الاخير قبل مباراته المهمة جداً امام نظيره القطري المقررة اليوم في صيدا ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة من كأس آسيا الثانية عشرة لكرة القدم المقامة حالياً في لبنان. ولا مجال للتفريط من جانب المنتخبين في اي نقطة بعد ان خسر السعودي امام اليابان 1-4 وتعادل القطري مع اوزبكستان 1-1 في الجولة الاولى. واذا كانت خسارة الاول اطاحت برأس المدرب التشيخي ميلان ماتشالا واسناد المهمة الى الجوهر، فان تعادل الثاني ارضى مدربه من غير ان يكون طبعاً كافياً لطمأنة محبيه. على الجانب السعودي، اكد الجوهر ان منتخبه لديه 22 لاعباً لديهم القدرة على انجاح اي مدرب، مشيراً الى ان التغييرات البشرية ستكون محدودة، في حين ستكون التعديلات على الصعيدين الفني والتكتيكي كثيرة. وينتظر السعوديون المباراة بفارغ الصبر، لأنهم في حاجة الى استرداد الثقة في لاعبيهم. لكن الواقع يشير الى ان الجوهر لن يتمكن فعلاً من ادخال تغييرات كبيرة حتى لا يرتد ذلك سلباً على اداء السعودي. وتطالب الجماهير السعودية عموماً، باشراك الظهير الايسر صالح الصقري والاستفادة من خدمات طلال المشعل خصوصاً انه كان هداف المنتخب في المرحلة الاعدادية. وهي تطالب ايضاً باشراك الظهير الايمن احمد الدوخي بدلاً من محمد شلية. وسيتكفل الدعيع بحراسة المرمى وهو الذي قدم اداء ممتازاً على رغم الاهداف الاربعة، وفي الدفاع ربما يلبي الجوهر رغبات السعوديين ويشرك الدوخي على حساب الشلية الى جانب محمد الخليوي وعبدالله سليمان وطارق المولد والاخير قدم عطاء رائعاً في تجربته الاولى، وفي الوسط قد يشرك الجوهر محمد نور وعمر الغامدي كلاعبي وسط متأخر، ونواف التمياط او محمد الشلهوب، فيما سيلعب سامي الجابر دور صانع الالعاب خلف المهاجمين طلال المشعل مرزوق العتيبي وحمزة ادريس عبيد الدوسري . غياب العنزي وعلى الجانب القطري، اكد مدير المنتخب احمد السليطي ان مشاركة المهاجم محمد سالم العنزي "غير مؤكدة بسبب اصابته في ظهره". واضاف السليطي "اصيب العنزي في المباراة الاولى مع تايلاند السبت الماضي ومشاركته في المباراة المقبلة غير اكيدة حتى الان، ويجري الجهاز الطبي للمنتخب العلاج المناسب له، وفي حال غاب عن المباراة سيكون ذلك مؤثراً". وتابع مدير المنتخب "تصعب التوقعات لمباراة قطر والسعودية لان ظروف المواجهات الخليجية مختلفة حيث لا تكون هناك كفة راجحة على اخرى وتسيطر الندية والروح الحماسية ويزداد فيها الضغط النفسي على اللاعبين". واشار الى ان "المنتخب القطري سيلعب من اجل الفوز ليضمن تأهله الى الدور ربع النهائي قبل المواجهة الاخيرة له مع اليابان القوية، فيما يسعى المنتخب السعودي للفوز ايضاً والعودة الى المنافسة، واتوقع منه رد فعل بعد الاحداث التي رافقت مباراته الاولى واقالة مدربه وهو يبقى قوياً خصوصاً انه حامل اللقب". وركز السليطي على ان العنابي "يهمه الفوز ولا شيء غيره لان الخسارة ستدخله في "حسبة برما" على المركز الثالث اذ ان النتيجة مع اليابان غير مضمونة لانني اعتبرها الافضل في البطولة والمرشحة لاحراز اللقب". اما العنزي نفسه، فقال: "مشاركتي غير مؤكدة ولدي امل بنسبة 50 في المئة، الا ان الامر يعود الى الجهاز الطبي في المنتخب"، واضاف "اعتقد ان المباراة ستكون صعبة لان السعوديين سيكون لهم رد فعل بعد النتيجة السيئة لهم امام اليابان واقالة ماتشالا". ومن جهته، يأمل المدرب البوسني جمال حاجي في مواصلة حصد النقاط وهي الاهم في نظره ، لكنه يدرك ان التنافس بين المنتخبين سيجعل المهمة صعبة "لعبت مباراتين امام السعودية وخسرتهما بالنتيجة ذاتها صفر-1، آمل ان افوز هذه المرة" وسيعتمد حاجي على التشكيلة التي خاضت مباراة اوزبكستان، والمكونة من عامر الكعبي في حراسة المرمى وفي الدفاع يوسف ادم ومحمد غلام وضاحي النوبي وجاسم التميمي وفي الوسط عبدالرحمن محمد وياسر نظمي وعبدالناصر العبدلي وسعد الشمري وفي الهجوم فهد الكواري وسعود فتح محمد سالم العنزي. قمة خليجية وعموماً تشكل مباراة السعودية وقطر قمة خليجية بكل ما للكلمة من معنى، لكنها تقام هذه المرة في لبنان واياً كان المكان والزمان، تبقى المواجهات بينهما لها نكهتها الخاصة وميزتها الفريدة التي تزيد المباريات حماسة واثارة حتى اللحظات الاخيرة. واضافة الى الخصوصيات الخليجية، تراكمت امور عدة بالنسبة الى المنتخب السعودي، تمثلت بمأزق البداية امام اليابان وكان ضحيته المدرب التشيخي ماتشالا، لكن المهمة اوكلت الى المحلي الجوهر العالم لكل خفايا الكرة القطرية. والمباراة مصيرية لحامل اللقب لان خسارة ثانية ستضعه خارج المنافسة وبالتالي سيفقد لقبه، لكن المواجهة مع "العنابي" لن تكون سهلة على الاطلاق خصوصاً ان التاريخ يثبت ان المنتخب القطري كان يشكل عقدة ل"الاخضر".