} بدأت فرق التحقيق الأميركية في حادث تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن عملياتها، في حين تعهد الرئيس بيل كلينتون بتعقب المسؤولين عن قتل رجال المارينز ومعاقبتهم "مهما استغرق ذلك". وانتهت أمس عملية نقل الجرحى والقتلى ضحايا الانفجار الى المانياوالولاياتالمتحدة. عدن، الكويت، واشنطن، لاندشتول المانيا - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - وصل فريق دعم الحالات الطارئة في الخارج الأميركي فورين ايمرجنسي سابورت تيم الذي يضم نحو اربعين شخصاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي ووزارتي الدفاع والخارجية، ليل الجمعة - السبت الى عدن لادارة التحقيق في الانفجار الذي استهدف المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن الخميس الماضي عندما توقفت للتزود وقوداً، مما أدى الى مقتل 17 من بحارتها وجرح نحو 35 آخرين جراح 11 منهم خطرة اضافة الى عشرة مفقودين. وانضم اعضاء هذا الفريق الى فريق آخر لمكافحة الارهاب تابع لمشاة البحرية الاميركية المارينز يضم خمسين عنصراً، وصل اولاً الى عدن لضمان الامن على رغم الاجراءات المشددة التي اتخذتها القوات اليمنية هناك. وتحت حراسة امنية مشددة، التقت السفيرة الاميركية في اليمن باربارا بودين التي تقيم حالياً في فندق "موفنبيك" في عدن، أمس وفداً يمنياً رفيع المستوى برئاسة رئيس الاركان اللواء علي عبدالله عليوة في حضور محافظ عدن طه غانم وفريق من المحققين الاميركيين. ورفض المشاركون في الاجتماع الادلاء بأي تعليق للصحافيين في ختام لقائهم الذي استمر اكثر من ساعة. وبعد يومين من انفجار زورق مطاطي صدم المدمرة "كول" التي كانت راسية في ميناء عدن، ما زال المسؤولون الاميركيون الذي يرجحون فرضية وقوع اعتداء يتساءلون عن الطريقة التي سمحت لمنفذي الاعتداء باختراق الاجراءات الامنية للبحرية الاميركية. وقد رأى رئيس العمليات في سلاح البحرية الاميركية الاميرال فرنون كلارك مساء أول من امس ان الاعتداء المفترض على المدمرة "لا يمكن ان يحدث من دون تخطيط دقيق ومعرفة بتحركاتنا وموعد وصول المدمرة وكذلك كل العناصر التي تسمح لمهاجم بالاقتراب من السفينة كما فعلوا". وتعهد الرئيس بيل كلينتون بعمل كل ما هو مطلوب، ومهما استغرق ذلك من وقت، لتعقب المسؤولين عن قتل البحارة الأميركيين ومعاقبتهم. وأضاف في خطاب ان الولاياتالمتحدة "لن تسمح لاعداء الحرية والسلام بمنعها من السعي الى السلام ومحاربة الارهاب، بالاضافة الى ترويج الحرية"، ومن خلال "الدفاع عن شعبنا ومصالحنا وقيمنا نفتدي أرواح بحارتنا ونفشل مخططات قاتليهم... وهذا يشمل بالطبع جهودنا لتعميم السلام في الشرق الأوسط". وأكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في اتصال هاتفي مع كلينتون انه أصدر توجيهاته الى كل الأجهزة المعنية بالتعاون وتقديم كل التسهيلات اللازمة لفرق التحقيق الأميركية، وأشار الرئيس اليمني الى "ضرورة تفويت الفرصة على أي قوى تحاول تقديم التحليلات الخاطئة" عن الحادث بهدف الاساءة الى العلاقة بين البلدين التي وصفها بأنها "جيدة". وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء ان هناك استياء أميركياً من "المبررات" التي اعلنتها السلطات اليمنية عن حادث تفجير المدمرة "كول" التي تصب كلها في اتجاه تحويل أسباب الحادث الى "أسباب فنية" من داخل السفينة وليس بفعل فاعل وذلك قبل أن تبدأ التحقيقات الفعلية أو حتى ابداء الخبراء والمختصين رأيهم في أسباب الحادث ودوافعه. وأضافت المصادر ان الأميركيين طلبوا من السلطات اليمنية التوقف عن اطلاق التصريحات والاجتهادات في شأن حادث التفجير حتى تنتهي فرق التحقيق عملها في عدن. ونفى أمس ناطق باسم وزارة الخارجية اليمنية وجود "أي جماعات ارهابية" في اليمن، وقال رداً على تصريحات الناطق باسم الخارجية الأميركية الذي اعتبر أن عجزاً في ممارسة الحكومة اليمنية لسلطاتها في المناطق النائية جعل من اليمن ملاذاً لبعض المجموعات الارهابية: "ان اليمن لم ولن يكون ملاذاً لأي ارهابي. وانه يدين الارهاب ويحاربه بكل أشكاله وأياً كان مصدره. ولا يقبل على أراضيه وجود أي ارهابي، خصوصاً ان اليمن عانى من أعمال الارهاب التي استهدفت أمنه واستقراره والاضرار بعلاقته مع الآخرين". وكرر الناطق مطالبة صنعاء بتضامن الجهود الدولية من أجل مكافحة الارهاب كظاهرة عالمية تمثل تهديداً مستمراً للاستقرار والسلام في العالم. ووصل أمس الى صنعاء فريق بريطاني للتحقيق في الانفجار الذي تعرضت له السفارة البريطانية. الى ذلك، لم يعثر غواصون أميركيون على أي دليل يفيد بأن عشرة جنود فقدوا في انفجار المدمرة ما زالوا أحياء، علماً بأن البحث تواصل لأكثر من 48 ساعة بمشاركة غواصين يمنيين، وأصبح في حكم المؤكد انهم لقوا حتفهم. وصول جرحى الى المانيا ووصل 28 بحاراً اصيبوا في التفجير الى مستشفى لاندشتول العسكري في المانيا أمس. وحطت طائرة نقل من طراز "سي 9" في قاعدة جوية لحلف شمال الاطلسي في فرانكفورت بعدما تم تحويلها من قاعدة رامشتين الجوية بسبب الضباب الكثيف. ونقلت حافلة الجرحى الى المستشفى التابع للجيش الاميركي في لاندشتول 150 كيلومتراً غرب فرانكفورت وهو اكبر المستشفيات العسكرية الاميركية خارج الولاياتالمتحدة. وقال ناطق عسكري اميركي: "يبدو ان الاصابات ثانوية ولكن من الضروري فحصها بشكل اكبر". وأضاف ان طائرة اخرى من طراز "سي 9" تحمل 11 بحاراً مصابين بجروح خطيرة حولت الى نابولي في ايطاليا بسبب الضباب الكثيف، على ان تصل الى رامشتين لاحقاً كما كان مقرراً. ولوحظ أن جنوداً من "المارينز" يتولون الحماية الأمنية لفندقين في عدن يقيم فيهما الخبراء والمحققون الأميركيون، اضافة الى العشرات من جنود مشاة البحرية الأميركية، وتمت الاستعانة بكلاب بوليسية عالية التدريب لتفتيش السيارات والأشخاص الذين يقتربون من الفندقين، كما سيِّرت دوريات يمنية - أميركية مشتركة في محيط موقع المدمرة التي تعرضت للتفجير. وأكد شهود في عدن ان خبراء أميركيين انتهوا أمس من تغطية الفجوة التي أحدثها الانفجار في جانب المدمرة "كول" بالألواح والقطع المعدنية، مما يشير الى أن المحققين قطعوا شوطاً في عملية المعاينة والتحقيق في أسباب الانفجار. وفي الكويت بعث وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح برقية تعزية الى وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت بشأن البحارة ال17 الذين سقطوا في "الحادث المأسوي" الذي تعرضت له المدمرة "كول".