قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" في بيروت أن المفاوضات في شأن مبادلة الجنود الاسرائيليين الثلاثة المأسورين لدى "حزب الله"، بالسجناء اللبنانيين وغيرهم من السجناء العرب والاسلاميين في السجون الاسرائيلية، ستطول وتأخذ المزيد من الوقت نظراً الى تعقيدات المطالب التفاوضية المتبادلة. وأوضحت هذه المصادر الغربية أن بدء المفاوضات الفعلية حيال عملية التبادل سيستغرق بعض الوقت، فضلاً عن ان المفاوضات في حد ذاتها ستأخذ وقتاً لإنجاز الصفقة التي تؤدي الى الافراج عن الأسرى من الجانبين. وذكرت ان مواقف فريقي التفاوض من تبادل الجنود والأسرى الحالية متباعدة الى حد يمكن القول إن المفاوضات لم تبدأ، فالجانب الاسرائيلي يطالب بالافراج الفوري عن الجنود الثلاثة ويواصل تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية خطفهم ويطالب بمعلومات عن وضعهم الصحي بناء للقاء فريق دولي محايد معهم، فيما "حزب الله" يشترط اثماناً لأي معلومات عنهم. وقالت مصادر مطلعة في بيروت ل"الحياة"، أن الاهتمام الدولي والأوروبي عموماً، بأداء دور في المفاوضات من أجل المبادلة، انحسر نسبياً، بعد اطلاع القوى المعنية بأدوار كهذه على مواقف الأفرقاء خصوصاً بعدما نقل عدد من الموفدين الدوليين الذين زاروا بيروت، ومنهم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومبعوث رئاسة الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، شروطاً اسرائيلية عالية السقف. وفي هذا السياق قالت المصادر المطلعة ل"الحياة" ان مضمون الرسالة التي طلب أنان من وزير الخارجية الايراني كمال خرازي نقلها الى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أشارت الى اشتراط باراك نقطتين أساسيتين: الأولى ان يتم التفاوض عبر الوسطاء مع الدولة اللبنانية لا مع "حزب الله". ولهذا السبب لم يطلب أنان لقاء نصرالله. والثانية هي انتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية لمنع أي تجاوز لها، قبل بدء التفاوض. واذ أكد سفراء دول غربية عدة النقطة الأولى ل"الحياة"، فإن النقطة الثانية المتعلقة بشرط ارسال الجيش الى الجنوب كانت طرحت خلال لقاءات موفد أنان رولف كنوتسن الاثنين الماضي مع لحود، ثم خلال استقبال الأخير لسولانا وأنان. وأكد لحود الموقف اللبناني المعروف المتريث في ارسال الجيش في ظل الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للحدود وبسبب مخاطر تعرض اسرائيل للجيش في غياب السلام بين الدولتين ما يجعله في خطر ويضعه أمام تحمل مسؤولية حماية حدود اسرائيل. وفي ما يتعلق بشرط اسرائيل التفاوض مع الدولة لا مع "حزب الله" ذكّرت المصادر ان كلاً من سولانا وأنان طلب من لحود معلومات عن الجنود الأسرى، لكن لحود احالهم على "حزب الله"، كذلك حين طرحا مسألة التفاوض على التبادل. واعتبر سفير احدى الدول الأوروبية الفاعلة ان المرحلة المقبلة يمكن ان تشهد "تركيزاً على وجوب ان تتم المفاوضات مع الدولة اللبنانية اذ لا يعقل ان يطالب المجتمع الدولي الدولة بتولي مسؤولياتها في الجنوب طبقاً للقرار الدولي الرقم 425، وألا يتصرف على هذا الأساس في شأن عملية التبادل". ورأت مصادر مطلعة ان الطلب الدولي في هذا المجال يهدف ايضاً الى تجنّب شمول المفاوضات أسرى فلسطىنيين في السجون الاسرائيلية والديبلوماسيين الايرانيين الذين تقول ايران انهم في اسرائيل. مبعوثة اوروبية وكانت التطورات في المنطقة والتهديدات الاسرائيلية السابقة للبنان مدار بحث بين الرئيس لحود ونائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية وحقوق الانسان وقضايا الأمن المشتركة في البرلمان الأوروبي ايما نيكولسون، وهي نائبة في مجلس العموم البريطاني ايضاً، في حضور وزير الصحة كرم كرم. وقالت نيكولسون بعد اللقاء: "أنا هنا كصديقة للبنان ولكي يسمع صوته اكثر في المجموعة الأوروبية، وآمل ان تؤدي نتائج مناقشاتنا اليوم الى تلبية حاجاته ووجهة نظره". وقال الوزير كرم ان نيكولسون تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لاعادة تأهيل القطاع الصحي في لبنان. وأكد المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور حسين الجزائري ان نيكولسون مهتمة بمساعدة لبنان. والتقى كرم ونيكولسون السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه بلاده تترأس المجموعة الأوروبية والسفير البريطاني ديفيد روس ماكلينن وسفير المجموعة الأوروبية ديمتري كوركولاس، والوزير السابق مروان حمادة والأمين العام لوزارة الخارجية السفير زهير حمدان اضافة الى الدكتور الجزائري، الى مائدة الغداء حيث تبادلت مع الحضور الآراء في التطورات المرتقبة في المنطقة على خلفية ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من مواجهات مع القوات الاسرائيلية. الى ذلك، تلقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله رسالة من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون بارك فيها "العملية البطولية الأخيرة في منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة". واعتبر انها "عززت نضال شعبنا في الوطن المحتل ورفعت الروح المعنوية وزادت الانتفاضة زخماً وعطاء". ورأى "ان موقف حزب الله حول اطلاق الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين خطوة حكيمة على طريق المزيد من الانتصارات حتى تحرير الأقصى الشريف".