أعلن الملتقى الثقافي الأهلي في دولة البحرين نتائج المسابقة التي كان أجراها على مستوى العالم العربي لدراسة فكر الباحث البحريني الدكتور محمد جابر الأنصاري، شارك فيها عدد من المفكرين والمثقفين والكتّاب العرب وجرى تحكيمها تحكيماً علمياً. واستكمالاً لمشروع المسابقة يعتزم الملتقى اقامة ندوة فكرية يومي 30 و31 تشرين الأول أكتوبر 2000 لمناقشة الأبحاث الفائزة. وسيشارك فيها الفائزون والمحكمون ومفكرون كلفوا بالتعقيب على الأبحاث اضافة الى عدد من العاملين في الصحافة الثقافية العربية وجمهور من المثقفين والمهتمين. والنتائج أعلنها رئيس مجلس ادارة الملتقى الثقافي الشاعر علي عبدالله خليفة في كلمة قال فيها "بدأ الملتقى الثقافي الأهلي تجربة من نوع جديد على الصعيد المحلي في البحرين تهدف الى جمع الأصوات الثقافية والفنية المتنوعة في فضاء واحد متقارب لا يفصل بين مسارات الابداع المختلفة، ويحاول التقريب في الوقت ذاته بين مختلف المستويات. وكان القطاع التجاري الأهلي، ممثلاً في المبادرات التشجيعية للوجيه عبدالرحمن كانو بإدارة النادي الأهلي، على موعد مع هذه التجربة الثقافية الجديدة إذ التقى القطاع التجاري بالقطاع الثقافي في مسيرة رائدة جددت ذلك التقليد الحضاري في تاريخ البحرين النهضوي...". وعن النتائج قال "جاءت النتائج لتؤكد المستوى الرفيع للمشاركين، والامتداد العربي الواسع لمشاركتهم في هذه المسابقة بين المغرب وسلطنة عمان في أقصى المشرق. ويسر الملتقى الثقافي الأهلي أن يعلن ان نتائج التحكيم أسفرت عن فوز الباحثين العرب الثلاثة الآتية أسماؤهم: الجائزة الأولى: وقدرها ثلاثة آلاف وخمسمئة دولار أميركي، فاز بها الباحث الدكتور كمال عبداللطيف، أستاذ التعليم العالي في كلية الآداب في جامعة محمد الخامس الرباط وهو مؤلف معروف وله اسهامات فكرية عدّة. الجائزة الثانية: وقدرها ألفان وخمسمئة دولار أميركي، فاز بها الباحث الدكتور محمد مالكي أستاذ التعليم العالي في العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض مراكش، ومحمد الخامس الرباط. الجائزة الثالثة: وقدرها ألف وخمسمئة دولار أميركي فاز بها الباحث عبدالله علي العليان الكاتب في مؤسسة عمان للصحافة والنشر عمان. وأعلن خليفة ان الأبحاث ستصدر في كتاب خاص ينشر بالاتفاق مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر ويوزع في الندوة الفكرية التي سيقيمها الملتقى في البحرين بحضور الدكتور الأنصاري ونخبة من المفكرين العرب بالإضافة الى الفائزين الذين سيقدمون تلخيصاً لأبحاثهم. وألقى الدكتور محمد جابر الأنصاري كلمة في اللقاء وممّا قال فيها: "ان النجاح التاريخي المتواصل لرأس المال في العالم المتقدم غرباً وشرقاً، لا يعود فقط الى تحقيق العائد المالي فحسب، وانما بدرجة أهم الى وعيه الحضاري المتمثل في دعم تقدم الحياة والمجتمع المحيط بكافة فئاته وطبقاته، وعلى الأخص دعم البحث العلمي والإبداع الفكري والعطاء الفني، وهي العناصر التي تمثل عنواناً للتقدم الحضاري الموازي لتقدمه الاستثماري. ان رأس المال المتحضر والذكي عندما يدعم تقدم الحياة المحيطة به والمجتمع المحتضن له، فإنما يوفر البيئة الإنسانية الشاملة التي تحميه وتتمسك به، وهذا سر بقاء الرأسمالية في الغرب وانطلاقها في الشرق الأقصى. انه الوجه الإنساني والالتزام الاجتماعي والحس الحضاري... ذلك ان قوة الأمم لا تكمن في التراكم المالي وانما في القدرة الانتاجية وفي مقدمها انتاج الحضارة والفكر والفن قبل انتاج المصنوعات...".