لن يغيب يوم السبت الماضي عن ذاكرة الانكليز لأنهم تعرضوا لصدمة كروية غير متوقعة، فهم استعدوا لتوديع استاد ويمبلي الشهير في أجواء احتفالية شابهت أجواء الكرنفال ممنين انفسهم بفوز جديد واخير على الالمان قبل ان يبدأ مشروع هذا الملعب العملاق. ولم يتوقع ال77 ألفاً الذين احتشدوا بين البرجين الشاهقين لوداع 77 عاماً من الاثارة على الملعب الشهير ان تخسر انكلترا في اولى مبارياتها في تصفيات مونديال 2002. الصدمة كانت قاسية، لكنها تحولت الى كارثة عندما أعلن المدرب كيفن كيغان استقالته بعد نحو 20 شهراً من توليه المنصب خلفاً لغلين هودل، قاد بلاده خلالها في 18 مباراة، فاز في 7 وتعادل في 7، وخسر 4 مرات. وعلى رغم ان كيغان اعلن ان قرار استقالته كان بمحض ارادته تماماً، الا انه اعترف أن تعيينه جاء بناء على رغبة الجماهير، وانه استقال تنفيذاً لرغبتها أيضاً بعد ان سمع صيحات الاستهجان اثناء المباراة الاخيرة وعلت الاصوات عقبها مطالبة باستقالته أو اقالته. وأكد كيغان انه لا يلوم احداً سواه على سوء اداء المنتخب: "لم اكن كفياً لتحمل هذه المسؤولية... وكنت اعلم ان الأمور لا تسير في مجراها الصحيح الا انني لم أعرف كيف اصححها... ولهذا فأنا غير مناسب لهذا المنصب لأنني عملت اقصى ما في وسعي وفشلت". وأشادت الصحف الانكليزية بصراحة كيغان واعترافه باخطائه، الا انها اعتبرت ان الاستقالة جاءت متأخرة عن موعدها ثلاثة أشهر وتحديداً بعد الفشل الذريع في نهائيات أمم أوروبا. وقالت "اندبندنت أون صنداي": "وداعاً ويمبلي ووداعاً كيغان". المدرب المقبل... أجنبي؟ وعلى صعيد البحث عن مدرب جديد قام الاتحاد الانكليزي بتعيين مدرب منتخب الشباب هاوارد ويلكنسون موقتاً لقيادة المنتخب الذي توجه الى هيلسنكي أمس للقاء فنلندا ضمن التصفيات ذاتها غداً. وقام ويلكنسون بدوره بتعيين براين كيد المساعد السابق لمدرب مانشستر يونايتد اليكس فيرغسون، ولاعب ويست هام الدولي السابق ستيوارت بيرس ضمن الجهاز التدريبي بعد استقالة مساعدي كيغان ارثر كوكس وبيتر بيردسلي. وسبق لويلكنسون ان قاد المنتخب في مناسبة واحدة امام فرنسا ودياً صفر -2 قبل اقل من عامين خلفاً لغلين هودل. ولفت ان الرئيس التنفيذي للاتحاد الانكليزي آدم كروزيير لم يستبعد استقدام مدرب اجنبي للمرة الأولى، وقال: "لن نستبعد تعيين من كان مناسباً للمنصب ومهما كانت جنسيته"، وأضاف: "سنبدأ بحثنا واتصالاتنا فوراً". وتتجه الأنظار نحو الفرنسي آرسين فينيغر مدرب فريق ارسنال الذي التزم الصمت ازاء هذه الترشيحات. وأيد وزير الرياضة السابق طوني بانكس الاتجاه ذاته، وقال "حان الوقت للبحث عن مدرب قدير في جميع انحاء العالم لأن فكرة وجوب ان يكون مدرب انكلترا انكليزياً أصبحت سخيفة". وأوضح استطلاع اجرته قناة "سكاي" الرياضية ان مدرب المنتخب السابق تيري فينابلز هو الأكثر شعبية لخلافة كيغان، وجاء فينيغر ثانياً ومدرب سندرلاند بيتر ريد ثالثاً.