تشبه جائزة نوبل 2000، التي منحت لثلاثة أعمال متكاملة اتصلت على مدار 40 عاماً متكاملة اتصلت على مدار 40 عاماً، وجه البحث العلمي في مستهل القرن الحادي والعشرين، حيث التشديد على أهمية "الفريق العلمي" الذي ينتمي افراده الى مراكز أكاديمية وازنة ذات إرث مكين في الأبحاث العلمية. ذهبت جائزة "اكاديمية العلوم السويدية" في كارولينسكا، التي تنهض بشأن جائزة الفرد نوبل منذ مطلع القرن، الى السويدي إيرفرد كارلسن من جامعة غوتنبرغ والأميركي بول غرينغارد من جامعة روكفلر بنيويورك والأميركي من اصل نمسوي أريك كاندل من جامعة كولومبيانيويورك، مكافأة لهم على أبحاثهم عن الدماغ وآليات عمل خلاياه العصبية والمواد الكيماوية التي تضبط وظائفها وعلاقة ذلك مع مسرى الاشارات الكهربائية بينها، وهو ما أجمله الإعلان "مناقلة الاشارة في الجهاز العصبي". بدأ كارلسون، المولود في 25 كانون الأول يناير 1923 في أوبسالا في السويد" ابحاثه في الخمسينات محققاً اكتشافات عن دور مادة "دوبامين" كناقل عصبي Neuro transmitter. ويحتوي الدماغ مئة بليون خلية عصبية، ما يساوي عدد النجوم في مجرة "درب التبانة" Milky Way، "تتفاهم" هذه الأعصاب مع بعضها عبر تدفق تيارات كهربائية. ولدى وصول الكهرباء الى نهاية العصب، تُفرز مادة كيماوية تعمل كجسر بين عصبين "وتنقل" الكهرباء الى العصب الآخر. لذا تسمى تلك الكيماويات "ناقلات عصبية". ولكن ليس دوماً كما الجسر يصل بين ضفتين. بل قد تتصل الخلية العصبية الواحدة مع عشرات أو حتى مئات من الأعصاب الأخرى، وبهذا يتم توزيع الوظائف والأعمال على مناطق الدماغ المختلفة. ولاحظ كارلسون أهمية عمل دوبامين في المناطق التي تسمى "عقداً قاعيهه" Basal Ganglia في منطقة المخيخ Cerebellum والتي تتولى تنظيم الاداء الحركي للجسم. وتعتبر أبحاثه أساساً في فهم آلية حدوث "مرض باركنسون" أو "الشلل الرعاش"، وكذلك في صناعة الأدوية التي تعالجه. ولاحظ أيضاً أثر "دوبامين" في الكآبة، ومن المعروف ان الدوبامين يؤدي دوراً في مراكز اللذة، وكذلك يشكل الإفراط في افرازه جزءاً من مرض "الفصام" أو "شيزوفرينيا". ويشغل كارلسون منصب استاذ كرسي علم الأدوية في جامعة غوتنبرغ السويدية، منذ العام 1989، ونالت أبحاثه عدداً ضخماً من الجوائز العلمية. واستناداً الى أبحاث كارلسون، جاءت أعمال غرينغارد، المولود في 11 كانون الأول ديسمبر 1925 في نيويورك، والتي بحثت في ما تحدثه النواقل العصبية من أثر بعد عبورها من عصب الى آخر. ومنذ الستينات ركزّ غرينغارد عمله على التغيرات التي تحدثها النواقل في التركيب البروتيني للخلية العصبية، اي ان اعماله كشفت آليات دقيقة في عمل الدماغ. وربطت ابحاثه بين المتغيرات البروتينية، وخصوصاً بروتين 23- DARP وظائف الدماغ الحركية والنفسية. وبذا أضافت عمقاً جديداً الى فهم امراض "باركنسون" و"شيزوفرينيا"، ونالت جوائز علمية قيمة. وتواصلاً مع أبحاث كارلسن وغرينغارد، عمل كاندل المولود في 7 تشرين الأول نوفمبر 1929 في فينيا عاصمة النمسا، على الربط بين بروتينات الخلايا والسرعة التي تنتقل بها الاشارة الكهربائية بواسطة النواقل العصبية. وفي التسعينات، لاحظ كاندل الذي يحمل الجنسية الأميركية ويشغل منصب باحث في جامعة كولومبيا، وجود آليتين متمايزتين لنقل الاشارات العصبية، إحداها سريعة والأخرى بطيئة. ويعتبر ذلك من التفسيرات البيولوجية لظواهر مثل الذاكرة، على أنواعها، والمتغيرات الشعورية، وكذلك آليات نشوء الأمراض العصبية والنسبية وتطورها. العنوان على الأنترنت: Http://www.nobel.s