أكد المخرج السينمائي عادل الأعصر ان الفيلم المصري في حاجة الى إدارة متخصصة للتوزيع من أجل تسويق الفيلم في الخارج حتى يحقق عائداً جيدا. وأشاد الأعصر بدور الرقابة في عهد علي ابو شادي وطالب باستمرارها لأداء دورها ورفض مطالبة البعض بإلغائها. وهنا نص الحديث: اتجاه التلفزيون الى انتاج الافلام السينمائية أخيراً هل ترى أنه ساهم في حل أزمة السينما؟ - أرى أن دخول التلفزيون انتاج الافلام السينمائية عن طريق قيامه بدور المنتج المنفذ لبعض الأعمال، ساهم في حل جزء كبير من الأزمة التي تواجه السينما حالياً، ولكن يجب ألاّ يتكالب المنتجون على نظام المنتج المنفذ فقط، فلا بد للشركات الكبرى ان تقوم بانتاج أفلام خاصة بها وتقتحم هذا المجال. ولكن كيف يمكن ان تزدهر السينما وتعود الى سابق عهدها؟ - يجب أن تكون هناك إدارة متخصصة لتوزيع الفيلم المصري في الداخل والخارج، لأن هناك قصوراً في توزيع الافلام السينمائية، خصوصاً خارج مصر اذا تم مقارنتها بالافلام الهندية التي تجد توزيعاً في معظم انحاء العالم مثلها مثل الأفلام الاميركية. يطالب البعض بإلغاء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ما تعليقك؟ - اعتقد أن أي مُبدع يجب أن يكون رقيباً على نفسه أولاً قبل أن يكون رقيباً على أي عمل فني، وعندما أقدم فيلماً اضع رقابة من داخلي على ما سأقدمه، فالرقابة لا تحجر على الفكر ولا تضر في شيء ولكنها تعدّل احياناً في مسار الفكر أو ما سيقدم. وأعتقد أن علي أبو شادي الرئيس السابق للرقابة كان متفهماً فيما كان يعرض عليه لإبداء رأيه فيه، وأتذكر أنه لم يحدث أيّ أزمة أو صدام يذكر معي أو مع أي مخرج آخر اثناء فترة توليه الرقابة، ونأمل من الرقيب الجديد أن يكون عند حُسن ظن العاملين في الحقل الفني وان يعمل لمصلحة الفن. هل يدخل في اعتبارك اثناء صناعة الفيلم البعد التجاري وشباك التذاكر من أجل مزيد من الايرادات؟ - لا أفكر في شباك التذاكر على حساب القيمة الفنية وفي الوقت نفسه يجب ان أضع في الاعتبار تقديم كل العوامل التي تحقق نجاح الفيلم. معظم أفلامك تقف عند حدود التشريح والاستعراض لما يحدث من قضايا ومواضيع ولا تقدم حلولاً أو اقتراحات للخروج من المشاكل المطروحة؟ - السينما ليست جهة لحل المنازعات وانا أعرض المشكلة وأُبرزها وأضعها أمام الناس، وعلى من يهمه الأمر البحث عن الحلول لأن الحلول تحتاج دائماً الى جهات لاتخاذ القرارات. هل تستخدم الأسلوب المباشر أم الرمز في تناول أعمالك؟ - حسبما يتطلب موضوع الفيلم، فقد استخدم الأسلوب المباشر واحياناً استخدم الرمز وفي أحيان أخرى الاثنين معاً. اتجه بعض المخرجين السينمائيين في الفترة الأخيرة لإخراج أغاني الفيديو كليب كيف ترى هذا الاتجاه؟ - أغلب المخرجين الذين أخرجوا اغاني فيديو كليب نجحوا بجدارة في هذا المجال الجديد، وكانت تجربة خصبة لهم. وأرى أن مخرج السينما ليس حكراً عليه أن يضع نفسه في قالب معين، فطالما وجد في نفسه الكفاءة والوعي بأي مجال فني آخر ومنها أغاني الفيديو كليب، ليس عيباً أن يعمل ويخوض هذا المجال وهذا لا يقلل من شأنه. ما الجائزة التي تعتز بها من خلال أفلامك التي شاركت في مهرجانات من قبل؟ - كل الجوائز التي حصلت عليها اعتز بها، ومنها الجائزة التي حصل عليها فيلم "فضيحة العمر" في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي عام 1987، وفيلم "الهروب الى القمة" الذي حصل على 16 جائزة من مهرجاني الاسكندرية وجمعية الفيلم، وفيلم "عفريت النهار" الذي حصد 8 جوائز في مهرجان الاسكندرية ومهرجان جمعية الفيلم، وفيلم "صفقة مع امرأة" الذي حصلت من خلاله على جائزة أفضل إخراج عام 1983 من مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي، وفيلم "جعفر المصري" الذي حصل على جائزة افضل فيلم العام الماضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، رغم أن الفيلم لم يحصل على أية جوائز في مهرجان الأفلام الروائية هذا العام مما جعلني اصاب بالحزن الشديد. يرى البعض أن فيلم "جعفر المصري" نال جائزة في مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي مجاملة لبطله حسين فهمي رئيس المهرجان ما تعليقك؟ - الفيلم يستحق أكثر من جائزة وحاز على اعجاب واستحسان كل النقاد والمشاهدين، ولم تكن هناك ادنى مجاملة له أو لحسين فهمي، خصوصاً إذا علمنا أن لجنة تحكيم المهرجان كانت تضم أعضاء من دول أجنبية ولا يمكن ان يجامل كل أعضاء اللجنة الفيلم اذا لم يكن يستحق ذلك.